اقتباسات من كتاب رسائل من الصّحابة

في كتابِ الزُّهدِ للإمامِ أحمدَ بن حنبلٍ: ‫ كان الصَّحابةُ يكرهون أن يعُطيَ الرَّجلُ ابنَه الشّيءَ، ‫ فيخرجُ به فيراهُ المسكينُ فيبكي على أهلِه، ‫ ويراه اليتيمُ فيبكِي على أهلِه! ‫ من أدبِ النِّعمةِ ألَّا تتباهَى بها أمامَ محرومٍ منها!

دعْكَ من نوايا النَّاسِ، واشتغِلْ بإصلاحِ نيَّتِكَ أنتَ!

‫ إنَّ الذي يُبحِرُ في نوايا النَّاسِ هو أوَّلُ من يغرَق!

أروحي

❞ إنَّ الطمع فقرٌ، وإنَّ اليأس غِنى! ‫ من كان فقرُه في قلبِه لن يكتفيَ ولو ملكَ الدُّنيا، ‫ ومن كان جوعه في نفسه فلن يشبعَ ولو أكَل الدُّنيا، ‫ ومن كان عَوَزُه في رُوحه فلن يقنع ولو أخذ الدُّنيا، ‫ ❝

❞ ‫ الطَّبعُ مِفتاحٌ، ومن مَلَكَ المِفتاحَ سَهُلَ عليه الولوج إلى الآخرين، ومن جهِلَهُ سيصطدِمُ بالباب، فيُؤذِي ويُؤذَى،‫ الطَّبعُ دليلُ الاستخدام فتعرَّف عليه باكراً تسْهُلُ عليك الأمور! ❝

الغايةُ من التَّربيةِ هي ترسيخُ المفاهيمِ والقيم لا إلحاقُ الأذى!

بعض مواقف التَّربية قد تبدو قاسية ولكنَّها تبقى درساً للعمر كلِّه،

‫ ثمة لذَّة مضاعفةً في تقديمِ الأشياءِ أكثر من الحصولِ عليها!

ما يكشفه اللهُ للنِّاسِ من ذنوبنا هو ما كان مقروناً بالجُرأة!

المالُ من الغشِّ والسَّرقةِ والرِّبا والاحتيالِ والحَلِفِ الكاذبِ،

‫ لا يُقبلُ معه لا حجٌّ ولا صدقةٌ ولا حتى عمارةُ المساجدِ،

‫ قبلَ أن تنظُرَ أين تُنفِق، اُنظُرْ من أين تكسِب!

جبرُ الخواطرِ عبادةٌ، ومراعاةُ المشاعرِ ثوابٌ،

ما من حقٍّ إلا ويقابله واجبٌ، فلا تسألُوا حقوقَكُم وتنسُوا واجباتِكُم!

تعلَّمْنَا ونحن صغار في المدارسِ،

‫ أنَّ السُّنبلةَ الممتلئةَ تنحني، والفارغةَ ترفعُ رأسَها لأعلى!

‫ ثم كبرنا وفهمنا أنهم كانُوا يقصدون النّاسَ لا السَّنابل!

لا خيرَ في مخالفةِ شيءٍ من هذا الدِّين،

‫ أنتَ ترى جزءاً ضئيلاً من المشهدِ هو زاويتكَ أنتَ،

‫ واللهُ يرى بحكمتِه وعلمِه المشهدَ من كلِّ زواياه!

إذا رأيتَ في نفسك ذرَّةَ عُجبٍ فتداركِ الأمر على الفور،

‫ نظّفْ حمامات مسجدِ الحيِّ فإنَّ هذا مُجرَّب!

‫ زُرِ المرضى أصحاب العاهات فإنَّ هذا يُربِّي،

‫ عليكَ بالجنائز والمقابر بين فترةٍ وأخرى فإنَّ هذا يُحجِّم!

المرءُ لا يسقطُ مرَّةً واحدة ولكنَّه يألفُ شيئاً فشيئاً!

ما أكثرَ العامِلين وما أقلَّ الصَّادقين، وما أكثرَ السَّائرين وما أقلَّ الواصلين،

إنَّ أكبرَ حاجةٍ في النّاسِ هيَ حاجتُهُم إلى التّقدير،

‫ الإنسان مستعدٌّ أن يفعلَ الشَّيءَ دونَ مقابلٍ لمئةِ عامٍ،

‫ ولكنْ يزعِجُه أن يفعلَ الشّيءَ دون تقديرٍ ولو ليومٍ واحدٍ،

هذا هو الفرقُ بيننا وبين الصَّحابة:

‫ أنَّهم كانوا لا يتَقبَّلون أن يعلمَ المَرءُ شيئاً دون أن يعملَ به،

‫ أمَّا نحن، فالعلمُ علمُ العلماءِ، والعملُ عملُ الجُهَّال!

‫ مشكلتُنا ليست في الجانب النَّظريِّ وإنَّما في الجانب التَّطبيقيِّ،

والعاقلُ من يسمعُ صوتَ العقلِ وإن جاءَ من غيرِهِ،

‫ ويتَّبعُ سبيلَ الحِكمَةِ والصَّوابِ وإن دلَّهُ عليه سِوَاهُ،

‫ أحياناً نحن نحتاجُ أن نرى الأمرَ بعيونِ الآخرين!