فقد كان يتكلم بلسان جميع المصريين وبكتلة الغضب المستعرة في صدورهم من العصابات الصهيونية التي تهاجم الأراضي الفلسطينية لاغتصابها، وأخذ يتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويناشد الملك في ضرورة التدخل وتجهيز الجيش المصري وكذلك الجيوش العربية المحيطة لإنقاذ الأراضي العربية من الاحتلال الصهيوني، إلا أن بعض النواب أصحاب الرأي المخالف أو ربما المصالح المتعارضة مع تدخل الجيش، بدلا من إبداء آرائهم بصراحة بدأوا في إلقاء التهم جزافًا عليه، واتهموه علنا بأنه يريد إيقاد نار الحرب وذلك لأنه هو من يقوم وعبر شركاته المتعددة بتوريد الطعام والملابس وحتى الأحذية لقوات الجيش المصري وبعض الجيوش العربية
شارع كلوت بك
نبذة عن الرواية
رواية رومانسية اجتماعية تاريخية تدور أحداثها في أربعينات القرن الماضي بعد ألغاء تقنين البغاء في مصر وما آل إليه مصير هؤلاء النسوة اللاتي كن يعملن في هذه المهنة, ومن منهن ظلمته الدنيا بوضعه في هذا المكان الحقير , وأخريات كان الجهل والفقر هو الدافع الرئيسي لعملهن في هذا الشارع واستمرارهن في مهنة البغاء حتي بعد خروجهن من شارع كلوت بك, وتشمل بالطبع التغييرات الأجتماعية والسياسية التي حدثت في مصر في تلك الحقبة الزمنية.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 284 صفحة
- [ردمك 13] 9779778560091
- دار الوطن للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية شارع كلوت بك
مشاركة من مسك الختام
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أمل لذيذ
الظروف تبدو كقارورة نصفها رمل ونصفها فراغ ولما تميل تتغير الأحوال، فتارة يشعر الإنسان باختناق جم وبأنه يتحمل فوق طاقته وفجأة يتم عتقه من كل هذه الأهوال،فينسكب ظرف في وقت ما يشقلب المخططات والتوقعات فإما الرمل يدفن الفرص الحلوة وإما الفراغ يمهد لها بكل قوة،وها هي رواية (شارع كلوت بك ) للمؤلف إسلام ندا تجسد هذا الوصف وعلى نحو لا يمكن إغفاله.
فهذا النص الأدبي اتشح بعباءة التاريخ واختار فترة زمنية مفعمة بالأحداث في مصر ولابد من ارتداء هذه العباءة بكل أناقة عند دخول (شارع كلوت بك) وتم ذكر نبذة عنه وما سبب التسمية،وإذا بأعين القراء تبصر عالمين مختلفين ل "زينب" أو كما تتم مناداته من قبل بعض شخوص الرواية ب "زينب المتعلمة" و ل "عز"،نراها كقصة حب غلفتها الصدفة ونتساءل بسبب المفارقات الكثيرة إن كانت نهاياتها بمذاق الشهد أم بطعم مر،إننا نراقب "زينب" عبر السطور المكتوبة بعناية والحوارات المصاغة بحنكة وتبدو لنا ملامحها بريئة مهما قال واقعها خاصة،فالكتب لا تكاد تفارق يدها لعلها تتخذ منها سداً يحميها من كل القسوة المحيطة بها،إنها تعبر عن ذاتها أمام صديقات أرشدتهم الأيام الصعبة لطريقها وأيضاً نحن كقراء ننصت لقصة كل صديقة ونستشعر قطرات الشجن التي تهوي من كلماتهن .وكل واحدة منهن ستتداخل حكايتها مع حكاية "زينب" مهما شرق أو غرب وقتهن،وسنلاحظ الوفاء بالرغم من كل التناقضات وتتالي الغصات،أما بالنسبة ل "عز" ابن الطبقة ذات النفوذ والسلطة وصاحب المبادئ الراقية فقلبه عشق "زينب" وهام بشرايين إحساسها ولكنه احتار بين مرآة المجتمع وأحكامه وبين ما يدلي به وجدانه،أراد أن يكون نصيراً له وكذلك منصفاً لعائلته وللقيم التي تربى عليها،كيف يهرب من نظرات والديه التي فيها رفض لما انتقاه فؤاده وكيف يفر مما يدور في خلد الطبقة الأرستقراطية التي هو منها ،فكانت وقائع الرواية بين وصال كسحابة تسلم على السماء بكل كبرياء وبين فراق كقمر لم يتكلم الصباح يرحل مع أنه يكتسي بنوره،إنها وريقات عمر تحترق من هوى يتعذر على العقل تصديقه ولكن نسائم كل ورقة تبوح بشذى القلبين.
بخصوص الأسلوب السردي في الرواية فهو يميل للكلمات الواقعية بمزيج جميل بين الفصحى والعامية فنكاد نسمع حوارات شفافة وعبارات عن الحياة ليس فيها تصنع،وهنالك الكثير من المفردات التي فيها نبضات رهبة وغربة وتتنفس التردد،وربط الأحداث كان كشجرة غصونها مهما تباعدت هي تعود للأصل ذاته فلا تسبب أي تشتت للقارئ وتجعله يدرك ثمرات فكرية وإنسانية في الرواية خاصة مفهوم الفطرة السليمة وإمكانية إعادتها للنقاء حين تتشوه،وحتى النهاية تشربت بسقيا الحياة وجذورها مروية ببسمة ودمعة وتمتمة نبضة.
كتاب (شارع كلوت بك ) للروائي إسلام ندا فيه روح تزاحمت عليها العتمة من كل صوب ولكنها نوت اللجوء للسلام!