اقتباسات من رواية صفر اليدين

فرقتهما الحياة ولم يتزوجا. ظلَّ هناك رابط يربطهما «زياد».

كانت تنتفض مثل الطائر الضعيف الذي سقط من أعلى الشجر، لا يقوى على الطيران وفرد أجنحته. يرتاب من أي شيء يقترب منه.

لن أصدق كل ما يقوله المحيطون بها. لم يفعلها عمي جاسر. لا بد أنه شخص آخر هو الذي فعلها.. شخص آخر استباح أن يحرق قلبها على والدها الحبيب، وقنصه في رأسه على غفلة، واتهم عمها بدلًا منه.

لا تستوعب ما حدث، بل ترفض أن تصدقه. تعلم أن عمها حنون ولا يقوى على ذلك. لن يقوى على ألمها وجَرحها، ولن يقوى على فراقها.

كيف تخبرهم أنها الوحيدة التي التاعت بوجع فقدان الأب والصديق؟!

كيف لها أن تخبرهم بمدى تعلقها بعمها؟!

‫ كيف لها أن تخبرهم عن علاقتها به منذ نعومة أظافرها وهم أدرى الناس بها؟ كانت تنتظره كل يوم وترفض الذهاب إلى غرفتها حتى يعود وتطمئن عليه، حتى أثناء سفره كانت تعتزل الجميع حتى يعود وتلتقي به، تقصُّ عليه كل ما حدث لها مع صديقاتها أثناء فترة سفره أو مأمورية عمله.. كانت تشكو له والدها إذا تأخر عنها في أمر ما.

لكن أخشى أن أجبُن عن فعلها. كيف هان عليه ذلك؟! كيف استطاع أن يحرمني منه ويجعلني خصمًا له؟!

لا لن أسأله، بل سأقتله مثلما قتلني. سأنقضُّ على رقبته وأحيطها بيديَّ حتى أراه يختنق، مثلما جعلني أختنق في كل يوم وفي كل لحظة، ثم أتركه وأعيد الكرَّة مرة وراء الأخرى.. لن أجعله يرتاح ويموت بسهولة.

معركته القادمة شديدة معركة هو الخاسر الوحيد فيها معركة خسر فيها كل حصونه.

كل غريق دائمًا يتعلق بأي شيء من أجل إنقاذه، لكني أنا الغريق الوحيد الذي يتمنى أن يلقى حتفه وينتهي من هذا العذاب.

لن ألتقي بهما أبدًا.. لا أريد أن أزيد من وجعي ووجعهما.. أخطأتُ عندما جبنت أن أقتل نفسي. كان عليَّ أن أقتل نفسي لتموت الحقيقة عن الجميع، ويبدءوا في حياة جديدة.

لو خانتني فريدة مع رجال الأرض جميعًا لكان الأمر أهون وأقل ألمًا.

أصعب شعور هو الاستمتاع بامتلاك كل شيء ثم سرقته منك في نفس الوقت.

‫ فريدة وآدم سرقا حياتي ووجودي..

حتى زياد حلم الأبوة الذي تمنيتُ وجوده، كان أقرب لقلبي من وريدي، وفجأة رأيته يُقتاد مني.. لم يعد لي!!

كان هو النصف الآخر المرن وغير المقيد الذي كنتُ أتنفس من خلاله.

ما هو معنى الحياة بالنسبة لي الآن بعد أن فقدت كل مَن أثق به وأحببته؟

أربعة أعوام لم تستطيعي أن تُحجمي مشاعر ابنتكِ وهي في بداية ولادتها، والآن بعد أن زال ما كان يقلقها تظنين أنها ستتعافى من هذه العلاقة؟

لم يكن رجوع نجوى والبنات أمرًا هينًا عليه، فلم يعتد بُعدهم عنه، لكنه أُجبر من أجل التحاق نجوى بالجامعة.

لم يكن خالد زوجًا تقليديًّا منشغلًا بعمله عن أسرته، بل كان منشغلًا بعمله، مهمومًا بأسرته.. يقضي ساعات العمل ثم يهرول إلى منزله كي يُهاتف زوجته.

في خلال هذا العام سيبعد آدم عن نظرها بحكم التحاقه بالجيش، فإذا شُفيت نجوى من الشغف به -كما تعتقدين- فقد تمت نجاتُها من علاقة ستُصيبها بالحُزن مهما حاولتْ، وإذا لم تُشفَ منه فمحاولتنا بالتفريق بينهما لن تجدي، وسيظل يقف حاجزًا بينها وبين أي رجل آخر تتزوجه.