على جناح دراجة : من طنجة إلى باريس
تأليف
عائشة بلحاج
(تأليف)
" إنّه الليل يا ليلى، وأنا في أزقة باريس وشوارعها، مثل حورية تكتشف البرّ لأول مرة· وتتنفّس هواء البشر وروائحهم، وتلتفت إلى إيقاعات المشي، والكلام والصّمت· يُلفتها الصّمت بين السّائرين؛ صمتُ الكلام، وصمت اللّمس، وصمت المسافات والحياد· نوع من السّكينة أو السّكون إلى الحركة، كبديل عن الصّوت·
وأنا، ماذا أفعل تُجاه ما أراه؟ أريد أن أُثرثر، وأن أكسر الصّمت· أو أن أرقص، لعلّ الجسد يُعبّر بشكل أبلغ· لعلّي أستلقي تحت سماء باريس، وأُرتّب ضجيج الصّور التي رأيتها في الأيام الماضية، في زاوية ثابتة من ذهني، بحيث لا تؤثر عليها جحافل المعلومات والصور السّابقة واللاحقة· هل يمكن تجميد اللّحظات وحفظها في أذهاننا؟ لم أعد أعرف شيئًا، غير أنني بدأت أتعلّم الحياة من جديد، وأعيد النّظر في كل ما سبق· "