اقتباسات من كتاب ويصلح بالهم: رحلة الوصول إلى نفس هادئة مطمئنة

وإن كنت تُنهي نفسك عن الهوى، فاعلم أنك من تتحكَّم في نفسك، ولكن عليك أيضًا أن تستزيد من وقود الإيمان، لأن مجاهدة النفس تستنفد الطاقة، وتُشعرك كأنك تصعد في السماء؛ فتشعر بالاختناق وضيق الصدر، وهذا ما تفعله نفسك بك؛ كي تقع في الخطأ

عندما ترى ما يُدهشك تذكَّر المنعِم الرزاق، وهنالك اُدْعُهُ بما شئتَ، وتذكر قوله تعالى: (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورً) [الإسراء: ٢٠].

فلا تقنط ولا تحزن، ولا تستغرب، وتذكر أن هناك تيسير هداية، وهناك تيسير استدراك، والعاقبة هي الفيصل!

‫ نعم، يجب أن يكون هذا منهجنا في الحياة، ألا وهو العمل.

‫ فلا ننساق وراء مشاعرنا.

‫ ولا يكون همنا جبرنا العاجل.

‫ لا نستكين، لا نعجز.

‫ ولا نجعل ما نشعر به يُنسينا ما خُلقنا لأجله.

هناك أشياء لن نعرف لماذا حدثت لنا، ولكن يجب أن نثق في حكمة الله تعالى ورحمته بنا، وأنه دائمًا يُبدلنا الخير، ولكن علينا الصبر، وأن نُحسن الإيمان به ‫ فهناك أشياء تحدث لك وطعمها مر، ولكنك ستجد ثوابك في الآخرة عنها زاخرا

غرته النعم فنسي المُنعِم.

‫ شعر بالقوة والاستغناء بها.

‫ حسب أن لن يقدر عليه أحد…

‫ إحدى الآفات النفسية الخطيرة التي يجب الانتباه إليها هي تناسي الذنب.

(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) [الكهف: ٦٨]

‫ نعم… كيف تصبر على ما لا تعلم بالحكمة من ورائه؟!

‫ لا تنتظر رد إحسانك من البشر، بل كُن ذكيًّا وانتظره من رب البشر

وروى مسلم من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله -عز وجل-: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر».

راجع حساباتك مع الله دائمًا، ولا تقل لماذا هذا، ولماذا ذاك؟

‫ ولكن قُل: كيف لي أن ألقى الله تعالى بوجه مسفر ضاحك مستبشر؟

‫ لا تكن قابيلَ…

‫ بل كُن كما أرادك الله أن تكون له….

قابيل أراد أن يعبد الله تعالى كما يرى هو، وليس كما يريد الله.

‏يقول المسيري في رحلتهِ: «وعرَفتُ مكان المكتبة الحجازية، وكان صاحبها رجلًا مثقَّفًا يُساعدنا على اختيار الكتب (على عكسِ بائعي الكتب في هذه الأيام الذين يتَّسمون بالجهل المطبق، فاهتمامهم بالكتاب ينتهي عند سِعره ولونه!)

اثبت ولا تنشغل عن رحلتك برحلة غيرك كثيرًا، فكلٌّ مسؤولٌ عن رحلته..

‫ متاعك وزادك الحقيقيان تحملهما داخلك، في قلبك..

‫ تفقَّد متاعك، تفقَّد زادك، تفقَّد قلبك.. انتبه لطريقك .

❞ يجب أن يكون لك حد أدنى في أي عمل نافع تفعله..

⁠‫حد أدنى في أي عبادة..

⁠‫حد أدنى، مهما حدث ومهما شعرت بالإرهاق والملل لا تتنازل عنه.

هو «بصيص النور» الذي ستهتدي به إن زلت قدمك في معصية.

⁠‫هذا «الحد الأدنى» هو الخط الأحمر، الذي إن تخطيته دق ناقوس الخطر المحقق، فلا تتنازل عنه مهما حدث، حتى وإن حاربت نفسك لأجله! ❝

❞ يا صديقي…. نحن جميعًا في الطريق نسعى جاهدين للتخلي عن رذائلنا والتحلي بالمكارم لإكمال فضائلنا، رغم معرفتنا أننا لن نكتمل، ولكن هذا هو الطريق الوحيد لتضميد عيوبنا والحفاظ على فضائل أنفسنا، فلا تَحِد عن الطريق وإن بدا لك موحشًا!

يا صديقي… أتراك يئست ومللت من نفسك؟

⁠‫اعلم أن الله تعالى لم يمل منك، ولن يمل حتى تمل أنت من نفسك فتترك طريقه. ❝

قال رسول الله (ﷺ):

‫ «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًاأو ليصمت».

حتَّى رُفِعَ لي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: ما هذا؟ أُمَّتي هذِه؟ قيلَ: بَلْ هذا مُوسَى وقَوْمُهُ، قيلَ: انْظُرْ إلى الأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قيلَ لِي: انْظُرْ هَاهُنَا وهَاهُنَا في آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قدْ مَلَأَ الأُفُقَ، قيلَ: هذِه أُمَّتُكَ»

(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران: ٣٥] ‫ (نذرتُ لك… محررًا). ‫ قمة الحرية أن تكون عبدًا مخلصًا لله تعالى فقط، متعلقًا به، محررًا قلبك من شواغل الدنيا

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الفتح: ٤].

‫ ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم.

‫ كلما اقتربت من الله تعالى بالأعمال التي يحبها،بكثرة دعائك و خضوعك