سيرة الإنسان الفريد "أحمد طايع كمال الدين"
تأليف
عبد الرحيم طايع
(تأليف)
"لم أنسَ أبي هنيهةً، منذ انتقل إلى جوار ربِّه في السَّنة الثَّانية من سنوات الثَّمانينيَّات في القرن الفائت إلى اللَّحظة الرَّاهنة، وحين أصاب العالم وباء كورونا في نهايات 2019، وما يزال موجودًا حتَّى السَّاعة، بل راسخًا في العالم بأسره، تضاعفت ذكراه عندي بقدرٍ جعلني أستعيد أبوَّته كاملةً من جديد، وفي كلِّ ما يمرُّ بي من الأحداث في الحقيقة، لا سيَّما الجسيمة، أستعيده على نحوٍ مّا؛ ربَّما لأنَّه كان طمأنينتي الكاملة في المخاوف الوجوديَّة، أو هكذا أراه الآن بوضوحٍ تامّ.
لا أتحدَّث هنا عن أبٍ عاديٍّ بالمرَّة، ولا عن مفهوم الأَبَوِيَّةِ المباشرةِ مجرَّدًا ممَّا عداه، أعني ليس من ركن القربى الحميمةِ بالمعنى الضَّيق وحده، وإنَّما عن إنسانٍ فريدٍ بكلِّ معنى الكلمة، يتخطَّى قدرُهُ، لمن سيتأمَّل كتابتي عنه تأمُّلًا ثاقبًا، أبويَّتَهُ النَّموذجيَّة، ومشيخته الأزهريَّة، وعلومه اللُّغويَّة، ويتخطَّى القليل ممَّا خطَّه بيده شعرًا أو نثرًا أدبيّا.."