اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

اليقين بالله يعبر عنه ابن عطاء الله السكندري في الحكم قائلا: «وإنما يقويهم على حمل أقداره شهود حسن اختياره، وإنما يصبرهم على وجود حكمه علمهم بوجود علمه، وإنما يصبرهم على ما جـرى علمهم بأنـه ير‏ی‏«.‏

وتذكر أن صبرك تجزى عليه بغير حساب. فالصبر له مكانه خاصة في الإسلام لأن عطاء الله فيه غير محسوب، يفوق كل توقعاتك. ‏

«يا من يشكو إلى الخلق مصائبه، إيش ينفعك شكواك إلى الخلق، لا ينفعونك ولا يضرونك، وإذا اعتمدت عليهم وأشركت في باب الحق عز وجل يبعدونك، وفي سخطه يوقعونك وعنه يحجبونك،…»

«اعلم أن الله تعالى ما نقل عبدًا من مكان إلى مكان ليراه، بل ليريه من آياته التي غابت عنه، وكذلك إذا نقل العبد من حال إلى حال ليريه أيضا من آياته، وما أسري بالرسول إلا ليريه الآيات…»‏

«اللهم اشغل جوارحنا بطاعتك، وقلوبنا بمعرفتك، وألحقنا بالذين تقدموا من الصالحين، وارزقنا ما رزقتهم، وكن لنا كما كنت لهم آمين». من دعاء الجيلاني

يذكرنا الجيلاني أن الفرح بالله وليس بالناس. فلو اعتمدت على الخلق ليعطوك السعادة فقد توهمت.‏

كقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (رأي قلبي ربي) أي بنور ربي، وقول عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه: (لم أعبد ربًّا لم أره)، فذلك كله مشاهدة الصفات، كما أنّ من رأي شعاع الشمس من المشكاة ونحوها

فالمنع من الحق إحسان. والعطاء من الخلق حرمان. شفع الشافع في، توجه إليه قلبي مضطرًا، لأن القلوب عبيد لمـن أحسـن إليها، وأنا لا أريد أن أرى إلا الملك

«ورزق لا بد وصولك إليه من السعي، فلا يقال لو ترك هذا السعي كان أفضل»‏

والحر الحكيم يخرج من الدنيا قبل أن يخرج منها.‏

ومن المهم لمن يقرأ ابن الفارض أن يملك الخيال والقدرة على التمييز بين المجاز والمعنى الحرفي وإلا كان من الأفضل فعلًا عدم قراءته كما يقول السيوطي. فقد قال السيوطي إن ابن عربي نفسه إن كتبنا حرمت على غيرنا

أن ابن الفارض يستعمل ما نطلق عليه في علم اللغويات الاجتماعية لغة مجتمع الممارسة (‏community of practice‏:‏ Eckert‏) في كل مجتمع أو مهنة هناك لغة يفهمها أصحاب المهنة فقط، وتصعب على من هو خارج هذه المهنة أو هذا المحيط.

يقول ابن عربي إن كل عبد يريد جنة، وحور عين، وخمرًا، وفواكه، إنما هو عبد مقيد حتى داخل الجنة، وكل عبد لا يريد سوى الله هو عبد مطلق اليدين محرر. فرؤية الله في الدنيا بالبصيرة. ‏

«ومـن عـجـب أني أحـن إلـيهم وأسأل شوقًا عنـهم وهـم معـي‏

‫ ‏وتبكيهم عيني وهـم في سـوادها وتشتاقهم نفسي وهم بين أضلعي»‏

إذا كان الله يصبر على عباده وهو القاهر القادر، فما بال العبد المأمور بالصبر المحب لله الواثق في قضائه لا يصبر على أمره؟ وهو يعرف أن الله اعتنى به قبل أن يولد وبعد أن ولد؟‏

إن حب الله له علامات وهي:‏

‫ ‏الرضا في المكروه» ‏

‫ ‏وحسن الظن به في المجهول، ‏

‫ ‏والتحسين في الاختيار في المحدود»‏

من قول ابن عربي

الجنة لا ندخلها فقط بالقيام بالفرائض وقلبنا مريض بالحقد والكره، بل الجنة يدخلها كريم النفس سليم الصدر من يحب لأخيه ما يحب لنفسه.‏

حكمة 13: «كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله، وهو مكبل بشهواته؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار، وهو لم يتب من هفواته؟"

قال.اشكو الي الله من برد الرضا والتسليم كما تشكو من حر التدبير والاختيار فقلت يا سيدي اما شكواي من حر التدبير والاختيار .فقد ذقته وانا الان فيه وأما شكواك من برد الرضا والتسليم فلماذا؟فقال اخاف ان تشغلني حلاوتهما عن الله

نذكر هذه القصة:‏ ‫ ‏«وخطبها محمد بن سليمان أمير البصرة على مائة ألف وقال: لي غلة عشرة آلاف في كل شهر أدفعها إليك.‏ ‫ ‏فكتبت إليه: ما يسرني أنك لي عبد، وأن كل ما تملكه لي، وأنك شغلتني عن الله طرفة عين