مراجعات كتاب الإنجيل العبري ومصر القديمة

الكتاب رقم، ثلاث واربعون من العام 2025

الانجيل العبري ومصر القديمة

فكري اندراوس

تطبيق ابجد

هذا المخطوط يبحث في شؤون الدين العبري ومصر القديمة الكتاب المقدس العبري (العهد القديم) يروي تاريخ الشعب اليهودي، ويربط أحداثًا مهمة بمصر القديمة، مثل استعباد بني إسرائيل وهجرتهم منها، كما أن هناك أدلة أثرية مثل مخطوطات اكتُشفت في مصر القديمة تعود إلى فترات مختلفة. تتناول دراسة العلاقة بين الكتاب المقدس العبري ومصر القديمة جوانب تاريخية ودينية وأدبية، كما تُبرز هذه العلاقة وجود ارتباطات ثقافية بين الشعبين في العصور القديم.

الأبحاث الدينية والتي منها على سبيل المثال: الملائكة، الشياطين، العفاريت، الجن، الحسد، الجنة، النار، عذاب القبر، بل والنبوة ذاتها. كل هذه الغيبيات أصبحت وكأنها مسلمات دينية غير قابلة للنقاش. يقول لنا بعض رجال الدين، وما أكثرهم، يجب ألا نخوض في تلك الغيبيات إلا تبعا لتفسيراتهم وألا يتولى ذلك حتى مجرد الشك. عدم إخضاع تاريخ أدياننا الشرقية من يهودية، لمسيحية، لإسلامية للبحث العلمي هو أحد أسباب الأزمة العميقة والمستفحلة الراهنة التي نعيشها منذ مدد طويلة والتي تساهم في تخلفنا.

ما أثار اهتمام الباحثين في أول الأمر، الاعتقاد السائد أن موسى هو محرر التوراة مع أن وفاة موسى ذكرت في هذا الجزء، كما أن به أجزاء لم يكن موسى على علم بها بأي حال إلا من وحي إلهي. ربما كان أول من لا حظ أن موسى لم يكن هو محرر التوراة هو الطبيب اليهودي في قصر الملك المسلم في إسبانيا وكان اسمه إسحاق بن ياشوش، وقد رفضت نظريته وسماه البعض إسحاق المتخبط، ولكن بعض اليهود المتبحرين في الإنجيل العبري تقبلوا الفكرة مع بعض التحفظ نحن نعرف الآن أن سفر الخروج كتب بعد قرون طويلة من رحلة خروج اليهود المزعومة من مصر كما نعرف أن موسى لم يحررها. فعلى سبيل المثال ذكر في أواخر سفر الخروج، جاء ذكر أرض إسرائيل ونهر الأردن بينما العبرانيين ما زالوا تائهين في سيناء يجاهدون للخروج منها. بعض هؤلاء الباحثين في هذا الموضوع كانوا كهنة وباحثين يهود ومسيحيين دفعهم لذلك القراءة المتأنية للنص. إلا أن تلك الأبحاث المبكرة تعرضت للرفض وأحيانا للإرهاب من قبل بعض رجال الدين. بعض هؤلاء الباحثين خوفا من الاضطهاد ذكروا أن هناك فقط بعض أجزاء من الإنجيل لا يمكن أن يكون موسى هو محرره

يتناول الكتاب المقدس العبري (الذي يُعرف في المسيحية بـ العهد القديم) تاريخ شعب إسرائيل منذ خلق العالم، مع التركيز بشكل خاص على قصتهم في مصر. يبدأ الكتاب بتفاصيل خروج بني إسرائيل من العبودية في مصر بقيادة النبي موسى، وتيههم في الصحراء لمدة 40 عامًا، ووصولهم إلى سيناء حيث عقدوا عهدًا مع الله. يتكون من عدة أسفار، أهمها التوراة (الأسفار الخمسة الأولى)، والتي تشمل أحداث الخلق وتكوين أمة إسرائيل وتنظيم شؤونهم الدينية والاجتماعية. 

يرتبط اسم "فكري اندراوس" بالكتاب الإلكتروني "الإنجيل العبري ومصر القديمة"، والذي يطرح آراء مثيرة للجدل حول العلاقة بين الدين والتخلف والتطور في المجتمعات المختلفة، ويستخدم أمثلة مثل الصين كدليل على أن الدين لا يمنع التقدم. يُعتقد أن الكتاب ينتقد بعض الأفكار الإسلامية من وجهة نظر دينية مسيحية. 

يناقش الكتاب العلاقة بين الدين والتخلف والتطور في المجتمعات المختلفة، مستخدمًا أمثلة مثل الصين كنقطة مرجعية، يثير الكتاب جدلاً بسبب طرحه لآراء تعتبر هجومًا على الإسلام، حيث يدعي بعض القراء أنها تعيد ترديد أفكار تم دحضها سابقً يُشير بعض المراجع إلى أن الكتاب قد يربط بين التخلف وبين المعتقدات الدينية، ويتساءل عن صلة تطوير التعليم والصناعة والزراعة بالمعتقدات الدينية. ويتناول الكتاب الذي تحدث عن العبرانيون بشكل مفصل ويتكون من 17 فصلا

·        الحدبث عن الهكسوس: لا يذكر الإنجيل العبري اسم "الهكسوس" بشكل صريح، لكن يعتقد بعض الباحثين أن قصة الهكسوس مرتبطة بقصة بني إسرائيل في سفر التكوين، حيث يُنظر إلى الهكسوس (وهم شعوب سامية احتلت مصر) على أنهم متوازون إلى حد كبير مع وصول العبرانيين إلى مصر. على الرغم من عدم وجود دليل مباشر على أن الهكسوس هم نفسهم العبرانيون، يُعتقد أن هناك صلة محتملة بينهما، حيث أن بعض حكام الهكسوس حملوا أسماء مشابهة لأسماء شخصيات في الكتاب المقدس مثل يعقوب الذي يسمى إسرائيل

·        إسرائيل القديمة: في العهد القديم، يشير مصطلح "إسرائيل" إلى كيانين رئيسيين: أولاً، مملكة إسرائيل الموحدة (من حوالي 1020 إلى 922 قبل الميلاد)، وثانياً، مملكة إسرائيل الشمالية (بعد انقسام المملكة الموحدة في عام 922 قبل الميلاد). اسم "إسرائيل" له أصل في الكتاب المقدس العبري، حيث أطلق على النبي يعقوب بعد صراعه مع ملاك الرب، وتعني "من يصارع مع الله". يشير المصطلح أيضًا إلى الشعب الذي تشكل من نسل يعقوب، المعروفين بـ “بني إسرائيل

خروج العبرانيون: يشير خروج العبرانيين في الكتاب المقدس، الذي ورد في سفر الخروج، إلى قصة فرار شعب إسرائيل من العبودية في مصر تحت قيادة موسى. في العهد الجديد، يُشار إلى هذا الحدث أيضًا كمقدمة لـ "خروج" أكبر يتحدث عنه في سفر العبرانيين، والذي يركز على تحرير البشرية من الخطيئة والموت من خلال يسوع. 

·        موسى النبي والهكسوس يربط بعض الباحثين بين قصة موسى والهكسوس بناءً على نظريات تاريخية ودينية، حيث يرى هؤلاء أن فرعون موسى كان من الهكسوس الذين طردهم المصريون من مصر. يرى المؤرخون القدماء، مثل مانيتون، أن الهكسوس هم جماعات سامية استوطنت شمال مصر، وتم طردهم إلى بلاد الشام. ويتم ربط طرد الهكسوس بخروج بني إسرائيل، ويعتقد البعض أن موسى كان زعيمًا لبني إسرائيل خلال فترة طرد الهكسوس

·        فترة اخناتون: لا يُذكر اسم أخناتون في الإنجيل العبري، ولكن بعض العلماء يربطون بين عقيدة التوحيد التي نادى بها ومفهوم التوحيد اليهودي، مع التأكيد على عدم وجود علاقة سببية مباشرة. في مصر القديمة، كان أخناتون (المنحوت الرابع) فرعونًا من الأسرة الثامنة عشرة وأسس ديانة توحيدية جديدة تمحورت حول عبادة الإله آتون، وقام بتغيير اسم العاصمة إلى تل العمارنة، ولكن خلفاؤه سعوا لمحو آثاره لم يكن أخناتون موجودًا في الأناجيل العبرية، ولكن الأبحاث الأثرية كشفت عن أوجه تشابه أسلوبية بين «ترنيمة آتون العظمى» وبعض المزامير، وهذا يدل على وجود تطورات دينية وأدبية متقاربة في فترات مختلفة.

·        مصر في غترة داوود وسليمان في عصر داوود وسليمان وفقًا للإنجيل العبري، كانت العلاقة مع مصر علاقة قوة ونفوذ، حيث عقد سليمان تحالفًا مع مصر من خلال الزواج من ابنة فرعون. كانت مملكة إسرائيل في عهد سليمان قوية ومزدهرة، وتوسعت لتشمل مناطق تمتد من الفرات إلى البحر الأحمر، ووصلت إلى حدود مصر. كانت هناك علاقة تجارية مزدهرة، حيث دخل سليمان في اتفاقيات مع ملك صور لبناء أسطول بحري وتأمين طريق التجارة الجنوبي إلى مصر والهند وأفريقي

·        تعاليم مصرية: لا توجد "تعاليم مصرية" في الإنجيل العبري، لكن النصوص تتحدث عن العلاقة بين مصر والإسرائيليين وقصصهم في مصر، مثل نزول إبراهيم إلى مصر، وإقامة يوسف هناك، وخروج بني إسرائيل من مصر. هذه القصص تُفسر العلاقة التاريخية واللاهوتية بين مصر والأرض الموعودة وتأثيرها على الشعب الإسرائيلي، ولا تُعد تعاليم مصرية بمعناها الحرفي يصف الكتاب المقدس العبري خلق العالم ونشأة أمة إسرائيل، التي انتهت قصتها في سفر التكوين بانتقال بني إسرائيل إلى مصر بسبب المجاعة. 

·        العبودية في مصر: يروي سفر الخروج كيف استعبد الفراعنة بني إسرائيل، وكيف أمر فرعون بقتل الأطفال الذكور حديثي الولادة.  يصف سفر الخروج قصة النبي موسى الذي قاد بني إسرائيل للخروج من مصر بعد أن عانى من الاضطهاد، مستخدمًا قوة الله لتوجيه عشر ضربات إلى المصريين، ثم قيادة بني إسرائيل للعبور عبر البحر الأحمر. 

·        التيه والعهد في سيناء: بعد الخروج، أمضى بنو إسرائيل 40 عامًا في الصحراء قبل أن يصلوا إلى جبل سيناء، حيث تلقوا قوانين العهد وشريعة الله، وخططوا لبناء المسكن ليقودهم الله في رحلتهم إلى أرض الميعاد. بحتة بل قصة ذات دوافع دينية.

ما علاقة مقدمة الكتاب بموضوعه الرئيسي؟ المقدمة تبدو سطحية، تعتمد على كلام مكرر ومستهلك، كأنها هجوم غير مبرر على الإسلام، يعيد ترديد آراء تم دحضها سابقًا. كيف يرتبط التخلف بالدين؟ وما صلة تطوير التعليم والصناعة والزراعة بالمعتقدات الدينية؟ الصين، على سبيل المثال، تمسكت بتقاليدها ومعتقداتها، ومع ذلك تسير بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية. فما الذي في الإسلام يحول دون التقدم والتطور؟

هذا الكتاب لا يقدم أي جديد يُذكر، بل يتضمن أفكارًا مكررة تم الرد عليها سابقًا. وصلتُ إلى منتصفه وأشك في أنني سأكمل قراءته. هذا هو الكتاب الثاني الذي أقرأه للمؤلف، وبصراحة، بدأت أتساءل عن مؤهلاته وما الذي يدعوه لإصدار الكتب أساسًا، فلا أرى أنه يقدم شيئًا مميزًا. لا أعتقد أنه مؤرخ أو متخصص في التاريخ نظرًا لسطحية الطرح الذي يقدمه.