رحال: أسفار عبر مدن بلا نهايات

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

للترحال خبيئة مجهولة لا يعلم عنها إلا الله ، يتنوع الترحال بين المُبتغي استمتاعاً بأجواء مختلفة وبخوض تجربة ترفيهية غير نمطية ، ومن يرتحل ابتغاء التداوي والعلاج ، ومن يرتحل مُضطراً لظروف عملة ، وكان حال سامي هو الأخير.

سامي يعمل في إدارة استعلامات البنوك ، أعتقد أن مثلي الكثير لم يسمعوا عن تلك الإدارة وإن سمعوا فلا يدرون ماهية العمل فيها ولا صعوبتة.

كان سامي للأسف صاحب أمانة ، إن أرسلوة إلي مهمة في أقاصي الأرض وأبعدها كان يذهب ، لا يكتب في تقريرة إلا الحقيقة ولا يُراعي إلا ضميرة فقط ، انتقلنا مع سامي في مأمورياتة التي نجح الكاتب في توصيفها بدقة من حيث كمّ الصعاب والمجهود الكبير الذي يتكبدة العامل بمثل هكذا وظيفة ، لكنّ الويل لأصحاب الضمائر في مهن كثيرة ، لأن الأمانة والإخلاص في العمل معناهم عمل أكثر وإلحاقات أصعب.

كان سامي وحيداً ، لا يملأ حياتة سوي العمل ، وأفكارة التي لا تيأس من أن تراودة طوال الوقت ، ومهما كان المرء في وحدتة مُدعياً أنه ممسك بزمام حياتة ، فإن خيالات المجهول لن تتركة وستراودة طوال الوقت.

سافر في مأمورية مهمة ، وانقلبت الأمور بعد أن قابل نيرة ، المُنطلقة المجنونة المُثيرة بكل تفاصيلها ، كانت هي خبيئتة في السفر ومن هنا دارت حياتة دورة أُخري لكن حول شئ معلوم.

كانت نيرة تبحث عن مكنون الحياة ، تفعل ما تريد في حرية تامة ، تُجرب وتفعل أي شئ ، تتمرد علي الوضع النمطي المعتاد ، لا يستهويها الزواج بطقوسة التقليدية ، جميل أن يحيا المرء حُراً مُنطلقاً ، لكن الوحدة ستستنزفة وتُطلق سهامها علية ولو بعد حين.

جسّد الكاتب الشخصية جيداً وعبّر عن صراعاتها مع ذاتها بشكل كبير ، الصراع مع النفس في الرضا عنها ونيل ما تريد ، الصراع مع الحياة بتقلباتها الغير مضمونة ، أثناء الحكي ستجد عند نيرة استقراء حقيقي ونظرة واقعية للمجتمع وفلسفيات فكرية تصنع متاهة كبيرة مع الوقت.

حكاية نيرة مع حبيبها حسام ذُكرت عرضاً في باب فيه ملمح سريع عن شخصية نيرة ، وبعدها ذكرت بالتفاصيل في فصول أخري ، بدون أي إضافة عما قيل في السطور القليلة ، كان من الأفضل أن تُسرد التجربة في فصول الحكاية بدون التنوية المسبق عنها ، أو أن يكتفي الكاتب بالتنوية وما ذُكر فيه من تفاصيل كافية بأن يأخذ القارئ الانطباع الذي يريد الكاتب إيصالة ، أما وان الكاتب قرر التوسع في السرد فوجب عليه أن يضيف جديداً إلي النص وهو ما لم يحدث !.

الرواية فلسفية جميلة ، صنع الكاتب أبطالها بإتقان ، وكانت لغتة السردية رائعة ، لكن لغة الحوار كانت غريبة وغير ملائمة بهكذا نص ، أيضاً في مواقف أثناء الحكي يحدث تداخل في الأصوات فتجد صوت أحد الشخوص يتحدث بلا تمهيد لحديثة ، القليل من المواقف كان بها استرسالاً في الحديث الذي سبق وقيل أو لا داعي لذكرة لأنه لا يفيد النص ولا فكرتة.

انتهيت من الرواية من يومين ولكن أحداثها مازالت تجري في عقلي باحثاً عن إجابات لما تركة الكاتب بداخلها من فلسفات خفية ! وتفاصيل غير مكتوبة ولن تكتب لأنها إجابات لأسئلة مُطلقة علي براح الكون الشاسع.

اقتباسات :-

❞ «العديد يخلصون و يحكمون ضمائرهم فيما يفعلون ويجانبهم التوفيق وهناك بالطبع من لا يحكمون ضمائرهم وتمتلئ بهم كل المهن» ❝

❞ الروح لن تتغير حتى لو تغير المظهر، تنطبع النشأة والتربية في الملامح وتند من الوجه سمات البيئة وثقافتها، ❝

‏❞ يدرك بأن الكون ليس فقط هو المجهول، أيضا العديد من لحظات حياته التي يعيشها وتمر به غامضة ومبهمة بل وتصيبه بالتعاسة. ❝

⭐⭐⭐.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

■ العلاقات الإنسانية بين البشر قادرة على فعل الأعاجيب وتحويل مشاعر البشر إلى اتجاهات مختلفة ومتشعبة، النفس الإنسانية شديدة التعقيد والتنوع.

تتحدث الرواية عن نيرة فتاة في الخامسة والعشرين فقدت والدتها وتزوج والدها من أخرى سريعاً فضاعت هي وأخيها بعد فقدان عنصري الحنان والإهتمام هي تنخرط في عملها لعلها تجد ما تطمح له من إحتواء وحنان بعد محاولات فاشلة لتحقيق ذلك والخروج بندوب كبيرة شوهتها نفسياً معتدة بنفسها وتعرف أن كل ما تملكه من قوة يتركز في أنوثتها ... أنوثتها فقط.

سامي في التاسعه والثلاثين من عمره موظف بإدارة الإستعلامات في أحد البنوك توفيت والدته وتركت له المزيد من الفراغ والتساؤلات ويضعه القدر في طريق نيرة لنجد أنفسنا نعيش كل ما يختلجهما من شعور تجاه الآخر.

الرواية ناقشت الكثير من بواطن النفوس ومدى تأثرها بالفقد وشعورها بالخواء بعد فقد عزيز وعدم شعورها بالأمان كما ناقشت نظرة المجتمع للمرأة في بعض المناطق وأنها عبء ولا حق لها في العمل ولا تتحمل المسؤلية أو تحصل على حريتها. كما ناقشت مفهوم الحرية لدى المرأة والرجل وما يطمح له كل من الجنسين في شريك حياته.

ناقشت أيضاً قضية التنمر على الهامش والشعور بالملل والرتابة بعد الزواج والسعي للتغير والبحث عن التجديد سواء بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي وإنشاء علاقات جديدة أو غير ذلك من الطرق الأخرى.

سلبيات:

☆ تسطيح نظرة كل من المرأة والرجل للجنس الأخر طوال الرواية فكلاهما لا يرى في غيره سوى جسد يصلح لإشباع رغباته ولكنه لا يصلح لمشاركة حياة الأخر.

☆ اللغة كانت غير موفقة نهائي فالجملة الواحدة بها خليط من اللغه الفصحى والعامية وبعض الخليجي أيضاً.

☆ أسلوب الرواية لم أحبه فأحياناً يتحدث كأنه يحكي لنا الرواية وحياة الأبطال وأحيانًا كأنه هو البطل ويحكي شعوره وأحيانًا يتداخل الصوتان بلا مقدمة.

☆ أخطاء لغوية في كثير من الجمل سواء كتابة أو إستخدام حروف بدل أخرى وهكذا.

☆ الإطالة والإعادة لبعض المشاعر الداخلية أو وصف الأماكن والأشخاص في أكثر من موضع.

☆ عدم ذكر حلول للمشاكل المطروحة فمن بداية الرواية حتى نهايتها بقى الحال على ما هو عليه نفس المشاكل والنتيجه الأسواء دائماً تمادي في الخطأ بلا أي محاولة لإتخاذ قرار سليم من الجميع.

إيجابيات:

☆ أحببت المعلومات في الرواية عن الكون وأبعاده ونظرياته كما أحببت المعلومات عن التنقيب وعن وظيفة المستلعم في البنك أساساً وكان من الممكن إستخدامها بشكل أفضل لو كتبت الرواية في مجال أخر ملائم لطبيعة المعلومات.

☆ راقني التحدث عن تلك الطبقات التي تلاحقها الديون جراء القروض وحياتهم البائسه ومحاولتهم للتعايش.

إقتباسات:

🪴 لا شيء بلا ثمن و لابد من المعاناة للحصول على الراحة.

🪴 الحب يحتوي على أسرار لا نهائية ومعادلات مبهمة من الكيمياء التي لا تفسير لها.

‏🪴 الراحة تبدو كشاطئ بعيد المنال تماما لسفينة ضائعة في وسط المحيط وتلاطمها أمواج هادرة وعنيفة.

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

هناك بعض الكتب التي تتجاوز صفحاتها ال500 صفحة و لكنك تجد نفسك تقدم على قراءتها بصدر رحب ودون إن يصيبك كلل أو ملل بل إنك أحيانا تخشى على نفسك من الوصول للنهاية و هناك أخرى ال200 صفحة منها بمثابة ألفين .. تجثم على صدرك اثناء القراءة و تتوق إلى نهايتها بفارغ الصبر ضاغطا على نفسك كيلا تتركها في منتصف الطريق.

تدور أحداث الرواية عن نيرة و سامي المدبر لقاءهما على متن طائرة إلى الاقصر فتحكي عن كليهما هناك ثم تنتقل الرواية إلى زيارات مهنية (استعلام) قام بها سامي قبلا ونعود فجأة إلى الاقصر.

❞ السفر يقربها من الراحة، تبدو أملا منشودا، تبحث عنها دائما، ربما تجدها في مجرد نزوة عابرة أو سفرة قد تدوم بضعة أيام أو حتى ساعات. ❝

وبدءا من الشخصيات التي حينما اقرا إما أحبهم أو حتى أجد فيهم ما يجذبني فنكمل الطريق سويا أو يفشل اللقاء الأول بيننا ومنذ الكلمات الأولى حين استدعى المدير نيرة إلى مكتبه فاعادت الصندل إلى قدمها وأنا فعليا "اتقفلت منها" ، سيظن بعض القراء سطحيتي تجاه بطلة الرواية و لكني أتحدث فقط عن انطباعي الأول الذي استشعرته و قد أثبت صحته في باقي الرواية.

فتاة تريد أن تحقق نفسها و طموحها و تنجح في حياتها العملية و في المقابل تتحدث عن رفضها للتنازلات و ثقتها المهولة في إمكانياتها و هي تدرك بداخلها إن أقوى إمكانياتها هذه هي جمالها و دلالها الذي يعتمد عليه مديرها.

رجل تتحرك غريزته الجنسية من أقل شئ أو يتحدث فيه كثيرا مع ذاته و يلاحظ كل حركة صادرة من امرأة ويثيره أقل القليل فيقاوم ثم يتحدث عن اشمئزازه من فتيات الليل و كم الفراغ الذي سيشعر به إن احضر منهن و الواضح إنه فعلها من قبل.

عشرات نقاط الضعف التي انقصت من تقييمي للرواية فمثلا

- اختلاف الراوي في بداية الرواية "ترتخي ملامح وجهيهما المنشودة" عن قبل نهايتها "يصوبان الانظار نحوكما"

- لغة حوار ركيكة للغاية بينهما فمثلا حين ينظر إلى جسدها مدققا فيه بتفاصيله يكون تعليقها "إيه رأيك حلوة؟"

- الكتابة تجمع ما بين الفصحى في معظم الرواية مع القليل من العامية الذي يبدو كأن المؤلف حشره عنوة ❞ باين عليك مش جامد ورجعي مثل كتير من الشباب، قابلت كثيراً يرتدون ثياب عصرية بينما فكرهم غارق في التخلف والجهل. ❝

أو ❞ بما أن حضرتك مش طائق صحبتنا بالأوتيل واختفيت من الصباح الباكر وجيت على هنا أي مستندات أو تفاصيل تحب تعرفها عن المشروع؟ ❝

- لم اخرج بأي شئ من الرواية والشئ الوحيد الذي اتفق مع العنوان هو بلا نهايات فحتى النهاية لم ترضيني

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

مراجعة رواية "رحّال" -أسفار عبر مدن بلا نهايات-

والتي رويت في ٢٦٦ صفحة.

هناك بعضُ النصوص تترك عقلك، بعد أن تفرغ منها، ساكنًا محتارًا، وتعد هذه الرواية قطعًا، مثالًا لهذا المصنف.

تتركك متساءلًا "متى كانت جلستنا الأولى معها؟ كيف ٱلت بنا إلى "تمت" فجأة؟ لمَ كُتبت نيرة إن كان علينا تركها على حين غرة؟ وما هو سامي؟ -أسأل "بما" لعدم ثقتي في حقيقيته-"

تبدأ الأحداث مع سجائر نيرة، الفتاة التي تعرّف لفظ "مطمع"، ثم تغوص بنا -بصوت الراوي الحكيم- في شوارع وحواري وأزقة القاهرة، ناقلةً إليك حيثما أنت، نبضها وروحها، مع سامي، الذي تفتقدُ حياتهُ الحس، رغم امتلائها نظريًا به.

يغذى شريان الروايةِ بخط هند ورفعت، الخط الذي في رأيي اقتطع واجتزئ، وكان ليغني الرواية أكثر، إن تمّ العمل عليه بصورةٍ مغايرة

لغة العمل رشيقةٌ واثقة، تمشي بكَ مرفوعة الرأس، واثقة الخطى، بين الأحداث، تجعلك تقرأ ما يزيد عن المائة صفحة في الجلسة الواحدة، دون أن بحجم ما قرأت.

روايةٌ تعدُّ صغيرةً نوعًا، لكنها كانت لتكون أقصر، لو لم يكرر الكاتب بعض الأوصاف أكثر من مرة، والتي يأخذ النصيب الأكبر منها جمال نيرة، وأخذها للب الجميع.

وهناك خط طبيعة عمل سامي؛ الاستعلام البنكي، أضاف متعةً وغزارة للرواية، لكنهم بتروا في رأيي، دون أن يستغلوا الاستغلال الأمثل. وهناك خط زملاء سامي، وخاصةً الموظف الأكثر خبرة "محسن" وددتُ لو تعرفتُ عليه أكثر، فهو بمثابة العم الذي يحبه الجميع.

ولكن أعود وأكرر، هذا العمل تركني محتارةً غير مرتكزة، شيءٌ ما ينقص اللوحة، وأظنه اللون الأسود فيها.

تجربة أولى لا بأس بها مع الكاتب، تركت في ما يدفعني بالتأكيد، لأن أقرأ له مجددًا.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين