امرأة تحكم العالم - أحمد صبري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

امرأة تحكم العالم

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

تدور السلسلة في المستقبل وتحكي عن تفوق مصري ملحوظ في مجال الفضاء، لكن لم يتم تحديد العام الذي تقع فيه الأحداث، فلربما تكون بالغد القريب حيث أننا نملك كل الإمكانيات والمؤهلات لنقود العالم في كل المجالات العلمية كما كنا بالأمس الذي لم يكن بالبعيد. كم مرة قرأت رواية ووجدت بها مجالًا كبيرًا لإضافة الكثير من الأحداث؟ كم مرة راودك عقلك لتسطر بنفسك حبكة كان لا بد من وجودها بين أحداث رواية ما؟ كم مرة انطلق خيالك راسمًا شخصيات تمنيت أن لو كانت موجودة في رواية تقرأها؟ كم مرة وجدت نفسك أنت البطل بين سطور رواية أحدهم وودت أن يا ليتك أنت كاتبها؟ ها قد أتتك الفرص، اترك بصمتك ولا تفوتها.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية امرأة تحكم العالم

    31

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    فصل النهاية (امرأة تحكم العالم)

    قدماء قدماء المصريين

    بداخل تلك الغرفة السرية المستقرة اسفل هرم سقارة المدرج، و بزيّها الفرعوني الشهير وقفت تنظر لما كتبتْه للتو على جدران الغرفة، كان هذا قبل ان تترك ادواتها التي شهدت على كتابة تاريخ مستقبلي طويل الامد، و تجلس على مكعب صخري.

    كانت جدران الغرفة تتزين بنقوش كثيرة بلغتين غريبتين على هذا العصر، فبعكس ما كان يفعل قومها من استخدامٍ للهيروغليفية للنقش، استخدمت هي اللغة العربية و الانجليزية، و هي لغات لم يعهدها قومها.

    امسكت بأدواتها و همّت بالخروج من تلك الغرفة و ما ان خطت قدمها اخر خطوة للخارج حتى انزلق مستطيل حجري كبير ليغلق باب الغرفة، كان قد ثُبت بحبل فوق فتحة الدخول مباشرة بينما توسطته شعلة نار صغيرة اتت من شمعة مثبتة هي الاخرى على الحائط و قد حسبت -تلك الفتاة- بدقة عدد الدقائق الكافية لتنغلق تلك الغرفة الى الابد تاركة بداخلها احد اسرار الكون التي لم يكن ليصدقها احد.

    بداخل الغرفة كانت بعض ذرات الغبار تعود تدريجيا لموضعها القديم بعدما زلزل كيانها انغلاق الغرفة، رائحة رطوبة طغت على رائحة الغبار، ظلام دامس لا ينجلي الا من ومضات رتيبة تأتي من احد الاركان العلوية للغرفة، بالكاد تستطيع رؤية النقوش المكتوبة من ذلك الوميض ازرق اللون، تستطيع تحديد الكلمات العربية و الانجليزية، كما تستطيع رؤية تلك الرسومات التوضيحية.

    ***

    - هذه فتاة صغيرة لم يتعدى عمرها الخامسة عشر تقف امام حائط زجاجي واضعة راحتي يديها عليه كما ترى بجانب تلك الفتاة صورة اخرى لأطفال في نفس عمرها يفعلون نفس الشيء على حوائط زجاجية مختلفة، و على حائط آخر تستطيع رؤية تلك الفتاة تقف في مقدمة سفينة فضاء ارضية الصنع، و من خلفها مئات السفن المشابهة لها، و قد كتب بخط عريض و قد مُلأت فراغاته بلون فسفوري مضيء (الذي جاء في سلام).

    انظر ايضا لهذا الوميض الازرق في الأعلى، انه يصدر من هذا الكيس القماشي، احذر الاقتراب منه، سنتفحصه لاحقا، الآن عدني انك ستجلس في الركن المقابل له تنتظر اشارته للتحرك.

    كل ما عليك فعله الآن هو انتظار ٣ ومضات بيضاء متتالية منه لتقوم بفتح الكيس القماشي و سيخبرك هو بكل شيء.

    كان هذا اخر ما قاله امحوتب لتلميذه الذي سخره لهذه المهمة قبل ان يقف بداخل كبسولة زجاجية لتتحرك به عبر نفق محفور بدقة تحت الارض و تخرجه بعيدا عن الهرم، اما التلميذ فقد نفذ كل ما طُلب منه فبمجرد خروج امحوتب من الغرفة جاءت كبسولة اخرى بها ضوء ازرق يغلفها، ليقف فيها واضعا يديه على صدره مغمضا عينيه قبل ان ينغلق زجاجها و تبدأ في الامتلاء بسائل لزج شفاف اللون ليدخل في سبات لم يعلم مدته احد حتى امحوتب نفسه

    ***

    كانت نور في قمة دهشتها بعدما رأت تلك الومضات من الجانب الآخر للجدار و كأن هناك من احس بها و اراد ان يبادلها الشعور.

    لم تكن تظن انهم سيعيشون حتى هذا الوقت.

    لم تكن تعلم انهم كانوا على علم بنوايا المخلوقات السابقة بتلك الدقة.

    لم تكن تعلم انهم حاولوا التواصل معها فكريا اكثر من مرة.

    ها هم قدماء قدماء المصريين يعودون لينقذوا احفادهم.

    بدأت الومضات القادمة من الجانب الآخر في التكرار و كأنها تحاول ارسال رسالة ما، و لكن دهشة نور كانت اكبر من قدرتها على فك شفرة الرسالة، و بعد انتهاء الرسالة توقفت الومضات لثوانٍ بسيطة قبل ان يختفي الجدار الكريستالي لتستطيع نور رؤية اسطول المركبات الفضائية التي تقدمه مركبة اكبر و يبدوا عليها انها كانت مرشدتهم في الطريق قبل ان ترى ذلك الواقف على بعد خطوات من باب المركبة و هو يرتدي لباسا فضفاضا لا يكشف من تفاصيل جسده الا انه فارع القامة قوي البنية.

    بدأت بالتحرك ببطئ نحوه و يدها اليسرى تحمي عينيها من هجمات ضوء المركبة، ليهمّ هو الآخر آمرا المركبة بأن تطفئ اضواءها بينما بدأ في التحرك مقتربا منها، لتسقط مغشيا عليا من هول الموقف.

    ***

    بداخل المركبة الكبرى افاقت نور على سرير طبي لتجد بيدها انبوب رفيع يغذيها بسائل يعوضها عن نقص عناصر اساسية من جسدها بينما على الجانب الآخر وقف و قد خلع عباءته الفضفاضة لتستطيع رؤية ملامح وجهه الفرعونية كما تخيلها ابناء جيلها، مد يده لها مصافحا:

    ‹‹رع-حتب تلميذ رئيس المهندسين و سيد النحاتين اسقليبيوس››.

    لم تفهم نور معنى الكلمة الأخيرة و لكنها تجاهلتها و مدت يدها هي الاخرى للمصافحة، كان جلده ناعما لا يدل على بنيان جسمه كما ان كفها كان بمثابة بعوضة اذا ما قورن بكفه.

    تركها رع-حتب ترتاح قليلا لتستعيد طاقتها قبل ان يوليها المسؤولية العظمى التي كُتبت لها منذ فجر التاريخ.

    بعد بضع ساعات استيقظت نور و كانت بكامل صحتها ليلاحظها (حتب) الذي كان يراقب احد شاشات العرض في مقصورة القيادة تبث له ما يدور بداخل غرفة الاستشفاء.

    سمعت نور صوت ازيز هادئ يعلن انفتاح باب الغرفة ليدلف منه حتب بخطوات رتيبة قبل ان تعتدل من نومها لتجلس على السرير الطبي بينما جلس حتب على كرسي ابيض اللون امام نور، كانت عيون نور تتفحص الغرفة بجدرانها البيضاء و جوّها البارد الشبيه بغرف العمليات الجراحية، بالإضافة الى الشاشة الكبيرة امام السرير التي تعرض المؤشرات الحيوية لنور و جميعها تتلون باللون الاخضر لتبعث الطمأنينة في قلبها، كما تراصت وحدات تخزين في جميع الارجاء مُلأت بجميع معدات الاسعافات التي قد يحتاجها اي انسان.

    قطع حتب الصمت الذي خيّم عليهم :

    ‹‹اعلم ان في رأسك الف سؤال و من انا؟ و كيف جئتُ الى هنا؟ و الى آخره من تلك الاسئلة، فإسمحي لي ان اجيبك عليها جميعا››.

    قالها قبل ان يسحب خوذة كانت مثبتة في السرير الطبي لتجيبه نور بإماءة من رأسها سامحة له ان يضع الخوذة عليها و يرجعها مستلقية على السرير كما كانت.

    بدأت الرؤية في التلاشي تدريجيا من عين نور لتحل محلها الصورة الافتراضية التي بثتها الخوذة بداخل عقلها.

    ***

    بدأت الخوذة اولى مشاهدها بصورة حتب الساكن بداخل كبسولة السُبات المملوءة بسائل لزج بعض الشيء قبل ان تجد ان هناك كيس قماشي في الزاوية المقابلة للكبسولة يومض بلون ازرق باهت قبل ان يتوقف عن الوميض و يتحول لون الكبسولة من الازرق الى الاخضر و ينحسر السائل اللزج تاركا مكانه لغاز الاكسجين الذي ضُخ بداخل الكبسولة تزامنا مع انفتاح بابها الزجاجي.

    فتح حتب عينيه و شهق شهقة العائد من الموت ليبدأ حينها الكيس القماشي بالوميض ثلاث ومضات بيضاء متتالية.

    لم يعلم حتب كم من الوقت نام بداخل تلك الكبسولة ولا في اي زمان هو او اي مكان الآن كل ما كان يشغل تفكيره هو حديث امحوتب حول ضرورة فتح الكيس القماشي ليعلم المهمة التي كُلف بها منذ دخوله تلك الغرفة.

    بدأ بالبحث اولا عن شيء يغطي جسده الذي كان عاريا الا من قطعة قماشية تواري سوءته، فوجد عباءة طويلة بها غطاء رأس قد تركها له امحوتب قبل ان يغادر فارتداها و ذهب الى الكيس القماشي، انتزعه من الحائط ليجد بداخله مجسم صغير لهرم سقارة المدرج صُنع من الذهب الخالص كما انه هناك خط مضيء بين كل درجة من درجات الهرم، تلك الخطوط هي التي كانت تضئ باللون الازرق و الابيض.

    وجد في قاعدة الهرم مربع اسود اللون -كان بمثابة مستشعر بصمة-ما ان وضع ابهامه عليه حتى انفتحت جدرانه المثلثة لتكشف عن شعاع ليزر ازرق اللون انطلق ليشكل صورة هولوجرامية لاموحتب كما ان الهرم تحرك من يد رع-حتب ليطفو في الهواء قبل ان يبدأ ايموحتب حديثه:

    ‹‹انا ايموحتب رئيس المهندسين و سيد النحاتين اسقليبيوس، بوصولك لهذه المرحلة فيؤسفني اعلامك انك البشري الوحيد على سطح الارض و لكن الخبر الجيد في الموضوع هو انك من ستعيد البشرية لوطنهم الام.

    لقد استقرت البشرية و تطورت، تطورت في جميع المجالات الحياتية، الا انهم لم يكفوا عن الصراع و الحروب، ظلوا كما هم يتفاخرون بالأسلحة المدمرة و يصرفون الملايين لتطويرها، انهم الآن اسرى على الكوكب الابيض››.

    فكر رع-حتب:

    ‹‹ما هو الكوكب الابيض اهناك كواكب غير الارض في هذا الكون الكبير؟ ‹‹

    اعاد انتباهه مرة اخرى لايموحتب الذي استمر في الحديث:

    ‹‹الآن موعد النبوءة الرابعة، لقد وُلدت من ستخلص البشرية من أسْرهم و تعيدهم الى وطنهم الام، كل ما عليك فعله الان هو تحرير اسطول المركبات العظيم الذي اخفيته تحت ارض مصر، و الذهاب به الى الكوكب الابيض››.

    ليعود رع-حتب مرة اخرى الى شروده:

    كيف لي ان اعرف الطريق لهذا الكوكب، بل و كيف استطيع تشغيل تلك المركبات التي من المفترض ان تسافر بين النجوم.

    ليجيبه طيف ايموحتب و قد توقع سؤاله: كل ما عليك فعله هو الدخول بنفس كبسولة السبات و الضغط على الزر المحفور عليه رمز مركبة فضاء، و ستنقلك الكبسولة الى المركبة الرئيسية تلقائيا، بعدها كل ما عليك فعله هو اعطاء المركبة الاوامر الصوتية و هي ستقوم بكل شيء آخر، اما الآن فهيا ان بني جنسك يحتاجونك و بسرعة.

    انتهى ايموحتب من حديثه لينغلق الهرم ساقطا على الارض، فالتقطه حتب و اسرع ليدخل الكبسولة قبل ان يضغط على الزر المنشود لتبدأ الكبسولة في التحرك نحو المركبة الرئيسية.

    لم تمر الا بضع دقائق حتى وجد حتب نفسه بداخل المركبة الفضائية التي كانت إضاءتها باهتة بعض الشيء، ترجل حتب من الكبسولة و بدأ بالسير بداخل المركبة لتبدأ اضواؤها بالازدياد تبعا لحركته، -فعند دخوله غرفة تبدأ انوارها في الإضاءة و عند الخروج منها تنطفئ-.

    خرج حتب من الغرفة التي استقرت بها الكبسولة و بدأ بالمشي عبر ممر طويل كانت اضاءته ايضا تتحرك مع حتب حتى وصل الى آخره فوجد مصعدا كهربائي، ما ان وقف امامه حتى انزلقت ابوابه يمنة و يسارا سامحة له بالدخول، وقف حتب بداخله و اعطاه امرا صوتيا:

    الى المقصورة الرئيسية من فضلك

    اغلق المصعد ابوابه و بدأ بالصعود قبل ان ينزلق بابه مرة اخرى ليخرج حتب منه الى مقصورة القيادة التي أضاءت بمجرد خروجه من المصعد، ليبدأ بالتحدث آمرا السفينة بتشغيل كل محركاتها استعدادا للخروج من مخبئها هي و باقي السفن التابعة جميعا.

    اعطته السفينة انذار قبل التحرك كما ظهرت على شاشة كبيرة في الامام رسالة تحذيرية تنصحه فيها بالجلوس على اقرب كرسي و بمجرد جلوسه عليه بدأ الكرسي بإحاطته لمنعه من الانزلاق او الوقوع اثناء الخروج.

    بدأ العد التنازلي على الشاشة الذي تزامن مع هدوء جميع اضواء المقصورة لتوجيه طاقة السفينة لمحركات الخروج، ما إن وصل العد الى الصفر حتى بدأت السفينة في التحرك للأعلى ليبدأ ضوء الشمس بالدخول الى المقصورة عبر النافذة الزجاجية الكبيرة في المقدمة، -التي هي ذاتها الشاشة التي عُرض عليها العد التنازلي، فهي في الاصل نافذة زجاجية و لكنها تتحول الى شاشة هولوجرامية ايضا-، خرجت السفينة بكاملها من تحت الارض لتطفو في السماء معطية الاذن لحتب بالحركة بعدما فك الكرسي وسائل الامان خاصته، تحرك حتب ليرى شكل مصر ليراها كما توقع مليئة بالخراب و الرمال تغطي كل شيء فهذا شكل متوقع بعد كلمات ايموحتب حول انه اخر البشر على الارض، اما ما اذهله فعلا فكان ما تبثه الكاميرات الخلفية للسفينة فقد وجد مئات السفن الفضائية المشابهة للسفينة الرئيسية تقف في نظام دقيق منتظرين تحرك سفينة حتب ليلحقوا بها.

    كان حتب يعلم ان البشر ينتظرون قدومه على الكوكب الابيض هذا الذي تحدث عنه ايموحتب فأسرع آمرا السفينة:

    الى الكوكب الابيض حيث أُسر البشر.

    ‹‹تم تحديد الوجهة برجاء الجلوس على اقرب مقعد و انتظار العد التنازلي››.

    كان هذا رد السفينة قبل ان تتحول النافذة الى شاشة مرة اخرى و اعاد الكرسي إحاطته لحتب بالإضافة الى نزول اسطوانة زجاجية من الاعلى تشبه في شكلها كبسولة السبات لتحميه اثناء الخروج من الغلاف الجوي للأرض.

    لكم تكون سوى بضع دقائق حتى خرجت جميع السفن من الغلاف الجوي، لتعود الاسطوانة الزجاجية لأعلى كما كانت، قبل ان تعود النافذة الى اصلها و يتمكن حتب لأول مرة من رؤية الكوكب الذي شهد على جميع احداث البشرية و صراعاتها و حروبها و ذلك النجم العظيم الملقب بالشمس الذي ملأ حياتنا بالدفء و النور و هذا القمر الذى ارشد التائهين ليلا و سار معهم حتى بيوتهم.

    برجاء الدخول في وضع السبات الآن قبل تشغيل محركات الميجا.

    قطع ذلك التنبيه تفكير حتب الذي امتعض بعض الشيء لحبه للفضاء و شغفه برؤية طريق السفر و لكن العد التنازلي الذي بدأ بعدّ ستين ثانية قد انساه كل هذا فعاد بسرعة الى المصعد الذي امره بالعودة الى غرفة السبات، ثم قطع الممر الواصل بين المصعد و تلك الغرفة في بضع ثوان قبل ان يدخل الغرفة متوجها الى كبسولته المنشودة ليخلع عباءته السوداء الفضفاضة و يدخل الكبسولة التي بدورها اغلقت بابها الزجاجي و ملأت نفسها بسائل شفاف لزج و راح حتب في سبات آخر اقل بكثير من سباته الاول.

    ***

    وصلت المركبات اخيرا الى الكوكب الابيض و استطاعت الدخول دون ان تجدها رادارات الكوكب، يبدوا ان ايموحتب قد خطط لكل شيء بالفعل و حسب حساب كل خطوة قادمة فرغم تطور الكوكب الابيض و انظمة المراقبة لديه الا ان ايموحتب قد صنع تلك الثغرة ليستغلها احفاده في انقاذ انفسهم.

    استقرت المركبات جميعها امام المدينة المصرية لتبدأ المركبة الرئيسية بإرسال دفقات كهرومغناطيسية نحو الجدار الكريستالي تزامنا مع ضغط نور يدها على الجدار، كان هذا قبل ان تُبطل المركبة هذا الجدار لتستطيع نور الخروج منه ليستقبلها حتب الذي خرج من سباته و ارتدى ذات العباءة التي تركها به ايموحتب.

    كان هذا آخر مشاهد الخوذة قبل ان تعود نور لواقعها منبهرة مما رأته، نظرت لحتب و الذي كانت تظنه هو المنقذ لترتسم على وجهة نظرة استفهام منتظرا تعليماتها في انقاذ البشرية، بدأ حتب حديثه:

    ‹‹يبدوا ان ايموحتب قد خطط لكل شيء حتى هذه اللحظة و انا لست سوى جندي قد كُلف بمهمة و قد اتمها، الآن انا في انتظار تعليماتك››.

    حاولت نور التماسك لكيلا ينفجر عقلها من سرعة الاحداث، ليخرج صوتها محاولا التظاهر بالقوة و الصلابة :

    اريد الذهاب للمقصورة الرئيسية الآن فلا وقت لدينا لنضيعه، نفذ حتب بالفعل كلامها و اخذها نحو مقصورة القيادة لتبدأ نور بإعطاء اولى اوامرها للسفينة:

    ‹‹اريد خريطة مفصلة للكوكب الابيض بجميع اماكنه››.

    لتظهر على الشاشة خريطة الكوكب و قد وُضع مؤشر احمر اللون على مكان السفينة، كانت المدن التي يسكن بها البشر متلاصقة و قد بدت كنقطة في الصحراء، و على الجانب الآخر من الكوكب كانت مساكن الكائنات الفا الا ان المركبة لم تستطع تصويرها بدقة فكانت هناك العديد من اجهزة التشتيت تحمي تلك البقعة من الكوكب و في اقصى الشمال يستقر سجن الكوكب الابيض الذي يأوي بداخله عادل و صوفيا.

    ‹‹اريد صورة حية لكوكب الأرض››.

    كانت تلك ثاني أوامر نور التي ما ان قالتها حتى انفتحت على الشاشة مشاهد الديناصورات التي استوطنت الجزء الغربي من الكوكب حيث انهم لم يتجرأوا على الاقتراب من مصر او الجزء الشرقي احتراما لايموحتب معلمهم و بالرغم من ان اجهزة المراقبة لدى الديناصورات تكشف كوكب الارض كله الا ان هذه النقطة قد حسبها ايموحتب ليضع بجميع سفنه اجهزة تشتيت و اخفاء تمنع ظهورها على اجهزة المراقبة لديهم.

    كانت ميزة التخفي عن اجهزة المراقبة اقوى سلاح لديهم في هذه المرحلة، فأمرت نور السفينة بإرسال رسالة لكائنات الفا المتواجدين بكوكب الارض باسم كائنات الفا الذين مازالوا في الكوكب الابيض بضرورة القدوم الى الكوكب الابيض فهناك امر خطير يستدعي تواجد جميع كائنات الفا على الكوكب الابيض، مع تغيير قناة التواصل بين الفا المتواجدين بالارض لتتوجه رسائلهم الى المركبة الرئيسية بدلا من اصدقائهم سكان الكوكب الأبيض، كما امرتها بقطع الاتصال بين روبوتات الحماية في المدن البشرية و السجن و بين كائنات الفا، مع المحافظة على ارسال إشارات طبيعية اليهم لتظل كائنات الفا على اعتقاد ان الأمر يسير على ما يرام.

    كان الامر القادم لنور امرا في غاية الخطورة حيث انها قررت انقاذ البشرية و العودة الى الأرض؛ فأمرت المركبة الرئيسية و عشرون مركبة اخرى الذهاب معها الى السجن بينما يبقى حتب في مركبة من باقي المركبات لينظم دخول سكان الارض الى المركبات استعدادا لرجوعهم، ليسألها حتب:

    أأستطيع وحدي مواجهة الحراس الآليون للمدن و تنظيم دخول البشر؟

    لترد عليه بخطها المحكمة في الهروب. أمرت المركبة ان تُخرج لها حاسوبا لوحيا مربوطا بالشاشة الكبيرة لعرض ما يحدث على الشاشة الصغيرة بها، فبدأت برسم مربع يمثل جميع مدن البشر و بدأت شارحة:

    في البداية فإنني على علم بسيط بطبيعة تلك الروبوتات و سأحاول في البداية التواصل لاسلكيا لتغيير برمجتهم و جعلهم في صفنا، اما اذا فشل هذا الامر فسيكون الوقت للخطة باء التي ستكون كالتالي سنقسم المركبات الى مركبات تخزين و مركبات دفاع حيث ان جميع المركبات بها اسلحة نارية.

    لتُعقِّب على وجود اسلحة في مركبات ايموحتب:

    يبدوا ان ايموحتب قد ادرك انه لا سلام الا و سبقه حرب.

    اكملت خطتها:

    ستتراص مركبات في الامام على شكل خطين مائلين فيما يشبه حرف V مائل و في نقطة التقائهما سيكون هناك ممر للدخول و بجرد الدخول ستكون المركبات المخصصة للتخزين مستعدة لاستقبال البشر و سيتم فتح مدينة تلو مدينة لكي يكون الامر اكثر نظاما، في حال نجاحي في تغيير برمجة الروبوتات فستساعدنا في تنظيم البشر اما في حال عصيان الروبوتات لتغيير برمجتها فستكون عائقا امامنا و لكن لا مشكلة فمركبات الحماية في الصف الأمامي ستقوم بإرسال موجات كهرومغناطيسية قوية تعطل كل الروبوتات في وقت واحد و بعد خلو المدينة الاولى من البشر ستقوم المركبة الرئيسية -عن بعد- بإلغاء تفعيل الجدار الكريستالي للمدينة التي بجوارها ثم يتكرر نفس الشيء حتى تمتلئ جميع السفن و يتم اخلاء جميع المدن.

    الآن حان وقت تنفيذ الخطة سأذهب انا و العشرون مركبة الى السجن و انت ستظل هنا منتظرا اشارة مني ببدء الإخلاء كمان ان المركبة الخاصة بك ستستجيب لأوامرك الصوتية في حال قطع الاتصال بيننا، بالتوفيق يا تلميذ المعلم الاعظم.

    انهت حديثها ليتحرك حتب متجها الى المركبة المنشودة، و بدأت نور في التحرك بمركباتها نحو الجزء الشمالي للكوكب حيث يقع السجن.

    استقرت المركبة الرئيسية و خلفها العشرون مركبة الأخريات كما وقف حتب في مقصورة قيادة المركبة الجديدة و خلفه مئات المركبات منتظرين اشارة نور لإنقاذ البشرية.

    بدأت نور بالعمل على تغيير برمجة الروبوتات قبل ان تظهر امامها على الشاشة علامة على نجاح مرادها و ان الروبوتات تحت طاعتها الآن، اعطت الامر لحتب بأنه سيتم الغاء تفعيل الجدار الكريستالي للمدينة المصرية بعد نصف ساعة حيث سيكون هذا موعد توزيع الطعام كما انها ستبث برسالة مسجلة ان على جميع المصريين التأهب للخروج من المدينة ليستعد الجميع و يتم الامر في اسرع وقت.

    جاءت الدقيقة المنتظرة ليبدأ جميع من في المدينة بالانتباه للصوت القادم من كل مكان

    ‹‹انا نور ابنة عادل ابراهيم السلماني برجاء الاستماع لي لدقيقة واحدة فبعد اقل من دقيقة ستُضاء اضواء المدينة لاستلام وجباتكم اليومية و لكن في نفس الوقت سيختفي الجدار الكريستالي الشرقي و سينتظركم رع-حتب في الخارج بأسطول سفن فضائية اعدها لنا اجدادنا، كل ما عليكم تنظيم انفسكم فسيركب الاطفال و النساء اولا ثم الرجال و يجب عليكم اخلاء المدينة الآن››.

    انتهت الرسالة المسجلة ليختفي الجدار الشرقي و يبدأ الجميع في التوجه نحوه تاركين حصتهم من الغذاء، بينما وقفت الروبوتات اماكنها لا تبدي اي ردة فعل كما برمجتهم نور، و لكن عناصر المقاومة لم تهدا فبدأ عدد كبير منهم بإلقاء الزجاجات النارية لتبدأ الروبوتات في مهاجمتهم بل و مهاجمة كل البشر الذين حاولوا الهروب، و قد استطاعوا شلّ حركة العديد من الرجال و النساء العزّل قبل ان تقوم مركبات الحماية بإرسال فيض من الموجات الكهرومغناطيسية التي ابطلت جميع الروبوتات كما ابطلت مفعول اسلحتهم ليكمل المصريون هروبهم من المدينة تاركين وراءهم ذكريات اليمة من الظلام و الأسْر و العبودية.

    على الناحية الشمالية كانت نور تتابع ما يحدث عن طريق كاميرات مثبتة في مركبات الدفاع، لتبدأ بتعديل الرسالة المسجلة لباقي المدن و تحثهم على التعامل بسلمية مع الروبوتات لكي يتم الأمر في اسرع وقت فلا وقت للنزاع الآن. امتثلت باقي المدن لأوامر نور ليتم الأمر اسرع مما خططت له نور.

    كانت مؤشرات الإخلاء جيدة فلم يتبقى سوى مدينتين فقط، لتبدأ ببرمجة روبوتات السجن قبل ان تلغي تفعيل الجدار الكريستالي فخرجت من المركبة الرئيسية و بيدها حاسوب لوحي يعرض لها خريطة المكان لتتفاجأ بخلو السجن من اي حركة سوى بعض الروبوتات سألت احدهم عن سبب خلو السجن ليجيبها ان جميع النزلاء قد اصابهم الاكتئاب فقرروا الانعزال في شققهم، امرته ان يكلف جميع الروبوتات بتوجيه الجميع للخروج و ركوب السفن المخصصة لهم، كما امرته ان يأخذها لشقة عادل والدها الذي ستراه لأول مرة منذ مولدها.

    نفذ الروبوت ما امرته به ليقتادها نحو شقة والدها، في طريقها رأت جميع النزلاء في حالة نفسية سيئة بالإضافة لكثافة شعر رأسهم و ذقنهم و ملابسهم غير المهندمة، كانت حزينة على حالهم لأنها توقعت ان والدها سيكون على نفس الوضع.

    وصلت الى شقة والدها فأمرت الروبوت بفتح الباب فاستجاب على الفور و دخلت لتجد الشقة نظيفة و ما إن تجاوزت الممر الصغير الذي يفصل بين الصالة و غرفة نوم ابويها حتى صاحت في فرحة محتضنة الروبوت الذي لم يفهم مغزى هذه الحركة البشرية لخلوه من المشاعر. استيقظت امها في دهشة موقظة عادل:

    استيقظ يا عادل هذا صوت نور

    ‫ فقال مرعوبًا:‬‬‬

    ‫ هنا في السجن!‬‬‬

    طمأنتهم نور على الفور:

    لا تقلقوا انا بخير و جميع النزلاء بخير ايضا هيا لنعود الى الارض.

    كان عادل و صوفيا يسمعان لكلام ابنتهما و الدموع تترقرق في عينيهما فقد كانت نبوءة ايموحتب صحيحة وسيخرج من نسله من يعيد البشر الى الارض.

    قام عادل و احتضن نور لتتبعهما صوفيا في مشهد عائلي حرك مشاعر الروبوت عديم المشاعر الواقف عند مدخل الباب.

    شعرت صوفيا مرة اخرى بدفء العائلة التي افتقدته.

    و شعر عادل بالفخر لما فعلته ابنته لإنقاذ البشرية.

    وسط هذا المشهد رن الحاسوب اللوحي في يد نور لتجدها مكالمة هولوجرامية من حتب يخبرها فيها بأن كل شيء سار على ما يرام و جميع سكان الارض مستعدين الآن للرجوع الى وطنهم الام.

    عادت نور و ابويها الى المركبة الرئيسية، بينما تركت الروبوتات في السجن بعد ان ابطلت تفعيلهم جميعا تحسبا لأي حركة غدر.

    ‹‹الى وطننا الأم كوكب الارض››.

    كان هذا الامر الاخير الذي وجهته صوفيا للمركبة الرئيسية التي بدأت بتفعيل محركاتها و ارسال مئات الاشارات للمركبات الأخرى لتتحرك ايضا وراءها عائدين للوطن.

    ***

    بعد عدة ايام

    وصلت السفن المصرية الي كوكب الارض بينما سفن الكائنات الفا وصلت الكوكب الابيض، كان اول ما رصدته سفن الفا خلو المدن من البشر كما ان كائنات الفا على الكوكب لم يكونوا على علم بكل هذا.

    بداخل المركبة الرئيسية وقفت نور تكلّم صورة هولوجرامية لايموحتب الذي طمأنها بأنه سيتولى امر كائنات الفا بعلمه و لن يعودوا لإزعاج البشر مرة أخرى.

    على الكوكب الابيض و بعد وصول جميع الكائنات العائدة من الارض بدأ الدرع الابيض بالتفكك بطريقة مبرمجة منذ آلاف السنين لترتفع حرارة الكوكب ارتفاعا شديدا في زمن قصير معلنة نهاية حقبة الديناصورات للابد.

    ***

    على الأرض بعد مئات السنين

    ‹‹الهواء صالح للتنفس، يمكنكم الخروج الآن››

    بعث هذا الصوت الطمأنينة في قلب نور و زوجها ليخرجا تاركين أطفالهم في المخبأ المضاد للأسلحة النووية، كانت ارض مصر كما توقعتها قد دُمرت و لم يبقى سوى بضع المعالم البسيطة التي رُدمت بالرمال، لتُعقب على ما رأته:

    يبدوا ان كائنات الفا كانت لهم نظرة مستقبلية لنا، لقد أعاد التاريخ نفسه بكل ما تحمله الكلمة من معنى››

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    فصل النهاية الاستثنائي:

    ظلت نور تحاول التواصل مع الومضات خلف الحاجز دون أي هُدى لأي إشارة مفهومة ولكن يبدو أن شعورها يقول لها بأن هذه رسائل تؤكد أن في الجانب الآخر طريق الوصول إلى أهلها، فقد اشتاقت لأمها كثيراً، وفي لحظة ما تملكها اليأس وسقطت دموعها رغماً عنها فهي لا تعلم أين هي ولا كينونة هذه الإشارات ولا من يرسلها، حتى غفت في نوم يكاد أن يبدو كحلم يقظة فقد فتحت طاقة دائرية صغيرة في الجدار الذي تستند برأسها عليه وبدت الفتحة كأنها جبل وانشق عن نفسه بكل رقة وهدوء قامت نور مفزوعة كرد فعل لهذه المفاجأة؛ أما المفاجأة الأكبر هي من ظهر من داخل هذه البوابة الغريبة في الجدار فقد كان رجل يبدو مألوفا لها لكنها لم تحدد من هو لكن لم يدوم الصمت طويلاً وعرف الشخص عن نفسه وقال لها: أنا دكتور عادل من أنتِ، من هول الصدمة والفرح لم تسعفها الكلمات فأخذت تحاول الكلام فخرج من فمها كأنه تأتأة طفل حديث المعرفة بالكلام، كشف عادل عن ابتسامة حانية يتبعها سؤاله مرة أخرى بنفس الجدية: من أنتِ يا ابنتي هل أنت مريضة، ألم ترسلي طوال هذه المدة لتتواصلي معنا؟

    هدأت أوصالها قليلاً ثم نطقت: أنا نور عادل فقدت اهلي ولا أعلم أين هم اشتقت لأمي وخالتي ولا أعرف أين الطريق إليهما، عرف فوراً عادل أن هذه ابنته التي لم يرها ولم يعلم بوجودها في الدنيا من الأساس بعدما استمع لكل حكايتها وما حدث لها ولأمها طوال تلك السنوات وكم حكت لها أمها عن والدها، فلم تسعه الفرحة حتى احتضنها واخبرها أنه هو عادل أبيها، وأخبرها عن معاناته وسجنه هنا، وأن الفضائيين هم من دفعوه للتواصل معها دون أن يخبروه أنها ابنته ليفهموا كل شيء، ثم باشرا الإثنين سرد تفاصيل الحياة السابقة في السجن هنا وهناك.

    ما أن هدأت نور وكمنت مشاعر الشوق بينهما حتى أخذها من يدها وقال لها هيا لأريكي شيئاً سيسعدك كثيراً

    قالت يا أبي لا وقت لذلك يجب أن ننقذ العالم من الدمار سوف يقضون علينا جميعا الآليون ينوون إبادتنا وتدمير كوكبنا

    ربت عادل على كتفها وقال لها اطمئني نحن جهزنا كل شيء وخطتنا لا ينقصها إلا أن تكوني هنا،

    تعجبت نور من جملته الأخيرة لكن تجلت لها المعاني أول ما رأت صوفيا و ولاء في إجتماع مصغر و من ضمن الحاضرين أحد الكائنات الفضائيه والذي يبدو من هيئته أنه ذو منصب كبير.

    هرولت نور وارتمت في حضن أمها وبكت كلتاهما بين كلمات اللهفة والشوق بعد هذا البعد الاجباري لهم وانضمت إليهما ولاء بكل حب ودفء.

    ثم بعد برهة من الوقت انتبهوا جميعا أنه اجتماع ،

    واستمعت نور للخطة حيث يسلموا أنفسهم جميعا للآليين ويبرزون آيات التسليم من حيث الطاعة والولاء وعدم الخروج عن القوانين للمدة التي يفرضونها عليهم وقد وعدهم المسؤل معهم أنه سوف يعزز موقفهم دائما أمام الجهات المختصة بأمان وسلامة المواطنين البشريين.

    لكن نور اعترضت على الخطة وأبدت خوفها وتوجسها من هذا المسؤول فقد سمعت قبلا بعض الفضائيين يتحدثون عن شخصية مهمة طلعت في مهمة رسمية هدفها إيقاع أي تنظيم بشري يتمرد على القوانين.

    اجتمعت بهم بعد أن ذهب من المكان وأخبرتهم بكل المعلومات لديها وأكدت صدقها

    أصاب التوتر كل من نور وعادل وساد الصمت لبعض الوقت ثم وقفت ولاء وقالت لماذا كل هذا التوتر فلنفعل ما اتفقنا عليه قد يكون الأمر مجرد حديث أو عن شخص آخر و...

    قاطعتها نور بحزم وقالت: لن أنتظر أي رد فعل قد يؤذي اهلي وقومي مرة أخرى فقد لاقينا منهم ما يكفي، فالنخرج معهم كما يريدون ثم بإشارة منا للبقية ينقضون على الحراس ونركب كل الوسائل المتاحة لنهرب من هنا ونعود إلى كوكبنا مرة أخرى.

    بدأت الخطة في التنفيذ مع قلق مسيطر عليهم جميعا خوفا من همجية الناس وعدم علمهم بالتفاصيل مسبقاً

    وعندما بدأوا بالوفود إلى ساحة الانتقال حدث ما لم يكن في الحسبان

    لقد خرج الناس واقتحموا كل المركبات عنوة وحاولوا قتل الحراس وكان يتصدى لهم الشخص الذي كان في الاجتماع ويثنيهم على هذا الفعل الشنيع الذي قد يؤذيهم بعد قليل إن لم يتوقفوا عن العنف.

    لكن دون جدوى وانتبهت نور لفعله وأنبت نفسها على الظن فيه بالسوء

    ولكن فات الأوان فقد دمر البشر كل المركبات و أصابهم الحراس بأسلحتهم الكهربية

    فهرعوا جميعا إلى ركن الجدار العملاق ليحتموا فيه حتى لمحت نور ضوء أزرق من بعيد في عتمة الجدار خلفهم أسرعت إلى ناحيته دون أن ينتبه أحد لها فوجدتها مركبة مجهزة للسفر إلى كوكب الأرض ولم ينقصها سوى القائد لتحلق

    والآن ترفع قدميها إلى المركبة بكل ثقة وتدير المحرك ثم تضع يدها على قلبها وتدعو الله أن يكن معهم،

    أرسلت إشارة ضوئية خافتة ليراها عادل وصوفيا وولاء وقد فعلوا فورا فأسرعوا بالركوب ليسألها والدها ما الذي سنفعله هنا يانور لا أحد يستطيع قيادة هذا الشيء.

    ضحكت نور وامها أيضا وقالت : إن ابنتنا عبقريه فقد علمتها كل شيء ودربتها على كل شيء منذ رأت أعينها النور رغم ساعات الظلام الكبيرة إلا أنني أحسنت استغلال القليل وأقل من القليل لتكون ابنتي حامية هذا الوطن وهذه الأرض.

    ثم بدأت نور في تشغيل المركبة وضبط الاحداثيات وتأكيدها بعد أن راجعت كل البيانات على الشاشات وانطلقت وسط صياح واستغاثة وهرج ومرج كل الحراس والمسؤولين

    وما إن ارتفعت المركبة أكثر حتى ألقوا النظرة الأخيرة على هذا الكوكب وقع نظرهم على المسؤل الذي كان يدعمهم وقد لوح لهم بإيماءة جانبيه مودعا لهم.

    وهكذا أخذوا جميعاً طريق العودة إلى الأرض سالمين بفضل نور وما تعلمته على يد والدتها.

    على قدر استطاعتي كتبت حبكة بسيطة لمجرد المشاركة في الفكرة العبقرية للرواية

    كل الشكر وكل التوفيق إن شاء الله

    #هند_الشهاوي

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    فكرة تسويقية عبقرية وتنفيذ جيد جدا أجبراني أقرأ العمل حتى نهايته..

    نجح أحمد صبري في جذب القارئ مع تعدد خيوط الرواية، بداية من المفاجأة في نهاية الفصل الأول، مرورا بالقصاصات المذكورة في وسط العمل والتي نحكي بشيء من الاختصار عن أحداث الجزئين السابقين، وبهذا عرفنا تقريبا أين نقف الآن وتشوقنا في نفس الوقت لللتعرف على ما فاتنا دون إخلال بكون الرواية عمل قائم بذاته رغم موقعها كنهاية لثلاثية روائية.

    أعجبني في العمل وتنفيذه ثلاثة نقاط:

    ١. التشويق المستمر وبالتالي لهاث القارئ نحو معرفة تسلسل الأحداث الحقيقي.

    ٢. طريقة دمج الأحداث التفاعلية داخل النص بما لا يخل بتوازن السرد ولا قطع حبل تفكير القارئ.

    ٣. النهاية المأساوية والمنطقية، والتي تسمح بوضع نهاية أخف وطأة وإن أدت لنفس الناتج النهائي.

    بالتوفيق لأحمد صبري وتشوقي أكيد للإطلاع على الحصار الحديدي والعودة إلى الأرض.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية خيال علمي تدور في المستقبل عن الملك كال وزوجته الملكة نولا وابنتهم ليما . وبالرغم من إنهم كانوا في المستقبل الإ إنهم كانوا عايشين في عصر متأخر .

    الإ أن حدثت المعجزة في كتب الأجداد ، وخاصةً في كتاب النابغة. فتتحدث عن الآليين وسيطرتهم علي الأرض وتهجير البشر إلي كوكب الأبيض.

    ودور كلا من عادل وصوفيا وابنتهم نور.

    فتنتهي الرواية بأي قصتين، فتحب أن تعيش أنهي نهاية؟

    فكرة رائعة إن كاتب تعطي مساحة للقراء أن يُعبر بها عن مشاعره لأحداث الرواية.

    وعجبني معلومات علمية بأسلوب بسيط.

    "الدنيا بمن نعرف، العالم الفسيح يضيق بك إذ فارقه الأحباء، والكون المتسع لا يسعك إذا فاته الأصدقاء، كم كانت حياتك صعبة".

    " ولماذا الحروب حدثت؟

    ‫ - لامتلاك الأرض."

    #امرأة_تحكم_العالم

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    رواية مثيرة جدا ترغمك على قراءتها لأخر صفحة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تجربة رائعة لم اجدها في اي رواية سابقة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية اقل ما يقال عنها انها عبقرية

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    عمل مميز جدا

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون