سنواتي في الصين

السادس"

أسم الكتاب : سنواتي في الصين

للكاتب والمترجم : د. أحمد السعيد

دار النشر : دار بيت الحكمة

عدد الصفحات: 260 علي تطبيق Abjjad | أبجد

. لقد قرأت له منذ فترة ليست ببعيدة رواية "تاريخ آخر للضحك " مترجمة فلفت انتباهي سلاسة ترجمته وكيف استطاع أن يجعلني أنغمس في النص دون أن أشعر أن اللغة ليست الأصلية للكتاب. لذلك رغبت في خوض تجربة أخرى معه، وهذه المرة من خلال كتاب عن سيرته الذاتية في الصين.

أنا، منذ مراحل حياتي الأولى، أحب المسلسلات الصينية؛ تأسرني عاداتهم وتقاليدهم، مبادئهم، والحضارة العريقة التي جاءوا منها وظلوا محافظين عليها، مع سعي دائم للتطوير. أراهم من أذكى الشعوب في استثمار الوقت والاهتمام بالصحة. وكنت في الماضي لا أفرّق كثيرًا بين الصين وكوريا واليابان، إذ بدوا لي متشابهين مع اختلافات طفيفة. وربما لذلك كان كاتبي المفضل هو الياباني هاروكي موراكامي.

في هذا الكتاب، يحكي أحمد السعيد، أو كما يُلقَّب بـ “بولو العرب”، عن رحلة شغفة و حبه للصين وللغة الصينية و عن رحلة ممتدة بين المدن الصينية و تواجده هناك فوق ما يقرب العشر سنوات ، جامعًا بين السرد الشخصي والمعلومة التاريخية والثقافية والسياسية، وأيضاً يسرد علينا تفاصيل رحلته من التبت وشينجيانغ .

كما سرد مشاركته الإنسانية أثناء أزمة كورونا، حين بذل جهداً لنقل الكمامات وتوصيلها للصين حباً وانسانياً للصين وشعبها،

من أكثر ما أثار دهشتي معرفتي بوجود مناطق عديدة يقطنها مسلمون في الصين، وفي بعض المدن يقع المسجد بجوار المعبد، في مشهد فريد من التعايش الراقي حيث ينعم الجميع بسلام معتقدهم، وأن من صمم " بكين" واشرف علي بنائها مهندس مسلم ..

-أيضاً أكثر ما أعجبني هو موازنته بين الحكايات اليومية الصغيرة والرؤية الثقافية الواسعة، فبينما يروي موقفًا طريفًا أو حوارًا عابرًا مع أحد الصينيين، ينتقل بسلاسة لشرح فكرة أو تقليد متجذّر في ثقافتهم.

الكاتب يشاركنا مشاعره بصدق كيف حب الصين فهو لا يشعر أنه “يعيش” في الصين، بل أنه “يتعايش” معها، اندمج في تفاصيلها حتى أصبحت بيته الثاني. تزوج من صينية، وكرّس سنواته لمد جسور الثقافة بين الصين ومصر، إيمانًا منه بأنهما صاحبتا أقدم حضارتين في العالم، اللتين أسهمتا في إلهام الإنسانية من خلال الكتابة والتدوين. وأن الحوار بينهما لا بد أن يكون مستمرًا ومثمرًا.

-كما أنّ الكتاب يعكس شغفه الحقيقي ببناء جسور التبادل الثقافي، فقد تحدّث عن ترجمته ونشره لمئات الكتب بين الصينية والعربية،

من خلال “بيت الحكمة” للنشر، الذي أسسه، يسعى لنشر الكتب الصينية المترجمة للعربية، وكذلك تعريف الصين وشعبها وثقافتها بالعالم العربي، وفي المقابل تعريف الصينيين بمصر وتاريخها وحضارتها.

أما عن دار النشر، فـ”بيت الحكمة” ليست مجرد دار نشر؛ إنها جسراً ثقافيًّا بين الشرق الأوسط والصين. تأسست في 2011 في مساحة لا تتجاوز 40 مترًا مربعًا، ثم توسعت لتصبح لها فروع داخل الصين وخارجها، وتُعد اليوم منصة حقيقية للتبادل الثقافي. أطلقت آلاف الكتب بين الصينية والعربية، وحصدت جوائز مرموقة تقديرًا لدورها

كما يتناول الكتاب مبادرة “الحزام والطريق”، وهي مشروع استراتيجي ضخم يضم أكثر من 68 دولة، يهدف لإحياء طريق الحرير برًا وبحرًا، ما قد يغيّر الخريطة الجيوستراتيجية للعالم ويخلق نهضة اقتصادية على امتداد هذا الطريق.

"الحزام والطريق"مشروع عملاق يربط الشرق بالغرب، ويفتح آفاق النهوض لعشرات الدول على امتداد طرقه.

اقتباسات:

-❞ أحيانا قد يقلب قرار صغير حياتنا رأسًا على عقب، ولكن ما يهم هو هل لدينا الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هذا القرار، حتى وإن بدا للآخرين غير موفق! ❝

-❞ هناك حكمة تقول: «إذا تحدثت إلى رجل بلغة يفهمها، فإن الكلام يدخل عقله، أما إذا ما تحدثت إليه بلغته، فإن الكلام سوف يدخل قلبه»، ❝

-❞ مهما كانت الصعاب، فسيأتي الحل بالمحاولة ❝

#شغف_الكتب_الموسم_الخامس

#شغف_الكتب

#فنجان_قهوة_وكتاب

من الكتب المؤثرة تحكي قصة كفاح يحتذى بها