فكشنري - ميسلون هادي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

فكشنري

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

لا ينفتح بالعادة شباك بيتها ، ولا يجد شرار النار خبراً أو أثراً لأصبع واحد يظهر منه ، غير أن هذا الشح لم يدفعه أبداً إلى الشكوى من سوء حظه ، أو الانقطاع عن مروره اليومي من هناك ، فهو لا يملك إلا أن يتداعى عندما يصل بابها ، ويقف ساكناً كالتمثال ليرهف السمع لصوتها العذب البعيد ، أو يشم بنهم رائحة الهواء الذي تنفسته قبل قليل . . وماهي إلا لحظات حتى تدب الروح في التمثال ، ويغدو أسداً حقيقياً يهجم على الأرض ، فيفترسها في الحال ، ويترك باب البيت ، وقد آمن بالقدر ، وأدرك أن المكتوب على جبينه هو أن يكتفي من ريحانة بهذه المسافة من القرب . فهو لا يعرف حتى لون عينيها . . ولم يصادف منها سوى صفحة وجهها الذي يتلألأ تحت شيلة سوداء ، وقد حالفه الحظ لكي يراه ، عندما أطلت من باب البيت لمناداة طفلتها آسيا ، الوحيدة التي تبقت من صغارها على قيد الحياة .
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 2 تقييم
23 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية فكشنري

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    فكشنري

    الصنف الادبي رواية

    اللغة العربية

    الكاتبة العراقية ميسلون هادي

    كان ياما كان ولد الأحمداني ميتاً فتناولته الجدة زيتونة وراحت تصفع ظهره وتقرص ساقيه لحثه على الصراخ في حين كانت ريحانة تبكي وتولول على الأحمراني الجميل الذي سيموت كما مات إخوته من قبل ، فمنهم من خنقه الحبل السُري ومنهم من سقط في التنور ومنهم من مات بالحمى وآخرهم هارون الذي ضاع في العيد الكبير ، لكن الأحمداني لم يمت ساعتها ، عاش ليحلم بالمستقبل على عكس كل بني البشر الذين يحلمون بالماضي .

    باسلوب عبقري تنحبس له الانفاس وتتسارع معه دقات القلب تسرد لنا الأستاذة الكبيرة ميسلون هادي التاريخ باسلوب الحكاية الشعبية ، باسلوب حكايات الجدة التي تستطيع ان تجول بك صفحات التأريخ بدءاً من وباء الهيضة مروراً بسفر برلك ومعركة الكوت ومعارك القفقاس وفي سردها الساحر ذاك ستفتح لك نوافذًا لتطل من خلالها على حقب تاريخية اخرى خارج زمن الرواية فقد عاش الأحمداني طافياً بين الازمان .

    الأحمداني ومعلمه توبة لهيب النار وريحانة الأم التي ضاع أبنائها كلهم بين صريع ومفقود، وتلك اللام الشمسية التي تكدر صفو الأحمداني وتصبغ ايامه بالبؤس والشقاء؛ ليهرب من الذكرى الأليمة إلى الركض مع لهيب النار بين الجبال والشعاب .

    الأحمداني شخصية روائية لا يمكن مغادرتها بسهولة ، سيظل مصيره غير العادل عالقاً في تفكيرك لوقت طويل شأنه شأن "حسان"في عداء الطائرة الورقية و"سعد" في كريسماس في مكة و "رو" في مباريات الجوع و "عبد اللطيف لوماه" في دلشاد …، ستنشغل طويلا بترتيب سيناريوهات بديلة أملاً في تغيير المصير المجحف الذي ناله بطلك المفضل.

    لو كانت الرواية لي لأسميتها:

    "الأحمداني"أو ربما "سيرة سندباد البر "، ولرسمت على غلافها طيف صبي يسابق الريل بمعية شاب طويل القامة اعجف البنيان .

    لا ادري لماذا لم تنل رائعة كهذه الصدى الاعلامي الذي تستحقه ؟

    اترككم مع بعض الاقتباسات

    - عن أي حرب تتحدث عنها يا أحمداني ؟ أنت لم تدخل معركة واحدة بعد. وعندما تفكر بالحرب يجب أن تقوم الحرب لكي تعرف ما هي الحرب، فقد كنا نأمر بحفر القبور للجرحى قبل أن يموتوا أو يفكروا ما هي الحرب، أو لماذا يموتون من أجلها. الحرب تشغلك عن نفسك فتصبح كالمأخوذ لا تعمل شيئاً سوى تنفيذ الأوامر .. وهذه الأوامر لا تفكر بها، أو تتساءل عن معناها، فداخل سورة هذه الرياح الشديدة لن تكون أنت جزءاً من نفسك أو أهلك أو حياتك، بل تكون ريشة تلعب بها الريح حتى تنتهي لعبتها .

    - وهل انتهت اللعبة ؟

    - ليس كل ما نفكر به يجب أن نقوله .. وأولئك الذين تستغرقهم الأفكار حول معنى الحياة سيعيشون صامتين كالدروايش، أما أولئك الذين لا يفكرون بمعنى أي شيء مما يعملون.

    _تذكرت ساعة انفجار مستودع البارود في المعسكر عندما انتشر الدخان الأسود داخل الظلام، واهتزت الخنادق من اقصاها إلى أدناها .

    في تلك الساعة الرهيبة سكنت أنفاس العوام، ولم تعد الدموع تنزل من عينيه، أصبح حلماً بعيداً في حضن بعيد.. بينما قلبي يرتجف ويرتعد من الحزن، وليس من الدوي الهائل للانفجار.

    توية شرار النار.…ما أن تطأ أقدامه جادة الدرب حتى تزهر كل روح حزينة، ويصيبها الانشراح .. ستظن أنه لا غاية توجد بعد هذه الغاية .. وأن احتضان حبة الطلع سعادة أبدية لا بداية لها ولا نهاية .. لا يهم بعد ذلك إن شعرت وردات العالم كلها بالبهجة نفسها واستغرقت بالحلم ذاته، لأن الحلم سيتنقل مثل خاتم زواج من اصبع الآخر، وسينقل مئة عشق وعشق إلى مئة قلب وقلب .. وحتى وإن كان المقصود بحبة الطلع هو قلب واحد، فإنها ستداوي القلوب كلها. وهذا هو سر الربيع .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    1 تعليقات