اقتباسات من رواية يوم المزيد

كونكِ امرأةٌ لا يعني ضَعفكِ يا ابنتي، فاللّطف لا يعني الانكسار، والودّ لا يعني الذلّ والهوان، والكرامة لا تعني التجبّر والتكبّر، الحقيقة التي يجهلها البعض أن الأحبّة يزيدوننا عزًّا وشموخًا وثباتًا، مهما كان ضعفنا أمامهم، لهم وحدهم، والذي لا ريب يعلمونه، لكن من أحبّ لم يضعك بموضعٍ تشكّ فيه أنك تُهان أو تهون، لذا… التنازل باستمرارٍ لا يعني الخير دائمًا، والترفّع باستمرارٍ لا يعني الشّموخ والعزّة، أحيانًا فقط نحتاج أن نقفَ في المنتصف، ولإعادة ضبط الميزان.

الفقدُ يا أستاذي مرعب، ثقيل، يسحب الحياة منّا رويدًا رويدًا، فنموت كلّ يوم، مع كلِّ ذكرى، مع كلِّ نداء، مع كلِّ رائحة، مع كلّ حدثٍ من قريبٍ أو بعيد…

‫ أنّى لإنسانٍ أن يتحمّل مثل هذا؟!

الفقدُ يا أستاذي مرعب، ثقيل، يسحب الحياة منّا رويدًا رويدًا، فنموت كلّ يوم، مع كلِّ ذكرى، مع كلِّ نداء، مع كلِّ رائحة، مع كلّ حدثٍ من قريبٍ أو بعيد…

‫ أنّى لإنسانٍ أن يتحمّل مثل هذا؟!

كنت أظنّ أن الأيام تكسبنا عادة الاعتياد وتطفئ الحنين والسؤال واللّهفة، لكن بين الناس…”كل الظن يقين حتى يثبت العكس” وأنا أثبتُ العكسَ

فالفكر لو بقيَ ثابتًا دون تغيّر، دلّ هذا أن عقولنا قد تعطّلت عن عملها الذي هيَّأها الله له سبحانه، وهو الفَهم والتعلّم، راقبي حولكِ يا ابنتي وانظري لكلّ ساعات الحياة على أنّها دروسٌ وعِبَر، جدّدي النيّة واصنعي لكِ أثرًا في نفسكِ بالبحثِ والتقصّي وفيمن حولكِ في سعة الصدر والأمل والرَّجاء في الله.

احرص بُنيَّ إذا استعان بكَ أحدهم؛ أن تصنعَ له نافذةً من شمسٍ في قميصِ جناحِ اللّيل ليُنظَر منها، فالنظر من بابِ الأملِ في هذا الزّمان؛ أملٌ آخر، والنظر من شِقِّ الهمّ؛ همٌّ آخر، ورأيكَ الذي ترى عن كلّ شيء؛ يكشف حقيقة ما يُفتَح داخلك أنت، فاختر نافذةً تليقُ بك وبمن يأتيك، فالخيرُلا يكون إلّا من أهلِ الخير.

فالحياة عمومًا لا تكرّر دروسها علينا حتى نتقنها، الحياة تعلّمنا مرةً وتتركنا لنفوسنا وعقولنا نتذكّر هذا الدرس الذي عشناه ألف مرةٍ حتى نفهمَ منه ألفَ معنى آخر لم نفهمهم في المرةِ الأولى.

فالحياة عمومًا لا تكرّر دروسها علينا حتى نتقنها، الحياة تعلّمنا مرةً وتتركنا لنفوسنا وعقولنا نتذكّر هذا الدرس الذي عشناه ألف مرةٍ حتى نفهمَ منه ألفَ معنى آخر لم نفهمهم في المرةِ الأولى.

تعلّم يا ولدي أن لكلمةِ الوعد والعهد في القلبِ وَقع الإيمان، فتخيّل لو أخلفتَ كلمتكَ، حينها ستحتار نفس الإنسان الذي وعدتَ، كيف لصاحب وعدٍ أن يكفر، أن يرتَد؟!

كُن إنسانًا قبل أن تكون عالمًا أو أستاذًا، فلله درّ القلوب التي تجمع الأصوات التي تُحب، واللّطف الذي يأتي في كلمةٍ طيبةٍ ترمّم كلّ شيءٍ تجدهُ في طريقها من أولِ الأُذن حتى الأقدام المُنهَكة، كأنّ بعض الأشخاص يولدون في الحياةِ ليكونوا كـ “زمزم” التي أحيَت كلّ شيء بأمرِ ربّها لمن حولهم!

الرحمة جزءٌ من إنسانيتنا، هناك أمورٌ تُحتَمل وأمورٌ لا يستطيع أن يحملها أحد، فاختر مجالسكَ وأحاديثكَ التي تُلقي داخلها.

أُحبّ من المجالس واللّقاءات أنّها تُظهِر حقيقة الإنسان، وما المرءُ إلا تكرار ما رآه وشبَّ عليه، فإن كان خيرًا؛ رأيت إنسانيّة سويّة تمرّ أمامك وتجلسُ عندك، فتردّد في نفسك…

أؤمِن أن المسافات بين القلوب واجبة يا ابنتي، فلولاها لسُكِبنا دون انتباه وأُخِذنا مِنَّا، ثُمّ إن رجلًا كأنا، يجهل ما في قلبهِ من حياةٍ وقوةٍ وجرأة، يستيقظُ ذات فجرٍ فيجدُ في صدرهِ وَحشَة، فيبحث عن الهواءِ ليملأها، وعن الماءِ ليرويها، وعن السماءِ لتسمعها، فما من شيءٍ يُسكِن وَحشته إلا الله…!

قاسيةٌ هي الحياة، وأهلها أستاذي، والله مثل هؤلاء… على عتباتِ القبور سيعتذرون كثيرًا

قاسيةٌ هي الحياة، وأهلها أستاذي، والله مثل هؤلاء… على عتباتِ القبور سيعتذرون كثيرًا

قاسيةٌ هي الحياة، وأهلها أستاذي، والله مثل هؤلاء… على عتباتِ القبور سيعتذرون كثيرًا

لطالما آمنتُ أن لا شيء يذهب، كلٌّ باق، حتى ابتسامة امتنانٍ بسيطةٍ لأحدهم على وجهي، قد لا تُرى، لكن رآها الله أولًا وآخرًا ولا حاجة لبشرٍ من بعد الله.

ومع كلّ نيّةٍ وميقاتٍ أجر، وحبّ المرء أن يطعمَ جاره طعامًا طيّبًا أجر، وفي السَّعادة بأرزاقِ الله أجر، واستقبال العيد ببهجةِ أجر، وفي توسعةِ الرجل على أهل بيته أجر، وفي تفنّن المرأة في مطبخها أجر، وفي صناعةِ الضّحكة أجر، وفي الصَّبر على الأهلِ أجر، وفي الرِّضا بقضاءِ الله أجر، وفي اللُّطف أجر، والجنّة خير أجر.

ما أوجَع الكلمات ساعة تُحبسُ!

ما أوجَع الكلمات ساعة تُحبسُ!