❞ «أيها الموت.. يا موتى. يا آخر إنجازات حياتى تعال وتحدث إليَّ همسًا، لقد انتظرتك يومًا بعد يوم، وتحملت، من أجلك، أفراح الحياة وأتراحها» ❝
لا أحد ينام في الإسكــندرية: ثلاثية الإسكندرية
نبذة عن الرواية
لا احد ينام فى الاسكندرية هى الجزء الاول من ثلاثية الاسكندرية للروائى الكبير ابراهيم عبد المجيد. تلك الثلاثية التى تؤرخ لبطلتها الاهم ، ذاتها، عبر نقاط التحول العظيمة التى شكلت تاريخها المعاصر، واولى هذه النقاط هى الحرب العالمية الثانية. والأعمال الثلاثة تشكل ثلاثية عن المدينة في تجليات مختلفة، لذلك يمكن قراءتها متتابعة، يمكن أيضاً قراءة كل رواية مستقلة عن الأخرى.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 464 صفحة
- [ردمك 13] 9789770910498
- دار الشروق
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية لا أحد ينام في الإسكــندرية: ثلاثية الإسكندرية
مشاركة من Amal Zahid
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Amera Shaban
في هذه الرواية المدينة هي البطل. تفرح المدينة فيفرح الناس وتحزن المدينة فيحزن الناس وتتعلق مصائر البشر بمصيرها، في هذه الرواية المدينة حية. لم أكن ادري الكثير من التفاصيل عن الاسكندرية بل لم أكن أعلم شيئا عن آثر الحرب العالمية الثانية عليها. عندما تقرأ هذه الرواية تشعر بالألم والفجيعة من كل اتجاه، جميلة هي الرواية ومؤلمة وصادقة وتتحدث عن عالمنا المخيف الذي لا يكترث لسلامة القلوب بل يجلب الشر والألم للجميع بدون استثناء
-
Salma.Ahmed
هل أنت حقًا تعرف الإسكندرية جيدًا؟!
لا تتسرع بالإجابة وتقول مثلما قلت أنا قبلك.. نعم أعرفها
لأنني اكتشفت أنني أجهل الكثير عنها
تلك العروس البهية، الماريا
التي تألمت ومرضت وعانت أشد المعاناة هي وأبناؤها، حتى شفيت تمامًا، بعد كل ويلات الحروب، والإستعمار فظلت كما هي عروس، لم يغير الزمان من جمالها شيئًا، بل إنها ازدادت بهاءً وحسنًا.
لقد عاشت هذه اللؤلؤة والمدينة البللورية كما قيل عنها حقبة زمنية موجعة، قطعًا لم يكن الزمان سيئًا، فالزمان دائمًا برئ.. البشر هم من يغيرونه، ويمارسون عليه شرورهم
فاحذر لا تنعت أبداً دهرًا ولا أرضًا بالشر .
وقبل أن أتحدث عن رائعة الكاتب الكبير "إبراهيم عبدالمجيد" أعدت على نفسي سؤال لطالما ساءلت به نفسي كثيرًا
ترى لماذا أحببت القراءة كل هذا الحب؟! ولماذا تخلق القراءة حولي عوالم من الروعة والمتعة
ووجدت أن للسؤال إجابات كثيرة، وكلها صحيحة
ربما لأنني أسافر من خلالها إلى مواطن لم تطأها قدمي، وأزمنة لم أعشها، وتخلق لي عوالم من الدهشة
وربما لأنني أجد أحياناً كثيرة أشخاصًا يشبهونني ويشبهون الكثير ممن أعرفهم
وربما لأنها تجيبني عن الكثير من الأسئلة التي اعجزتني، فكيف لي ألا أحبها كل هذا الحب!.
والحق أن الكاتب أو الكاتبة هما العامل الأساسي والرئيس في إحداث كل هذه المتعة لدى أي قارئ، و الحق أن الفرق بين كاتب عادي وكاتب محترف موهوب، هو قدرته على ملامسة مشاعر القارئ، وتوحده معه ومع عمله، فيشعر أنه جزء من النص أو الرواية، قادر على أن يتجول بين السطور بكل خفة، قادر أن يتفاعل مع الأحداث خاصة إذا كان العمل يسرد أحداث تاريخية ويصف الحالة الإجتماعية والنفسية التي صاحبت الناس وقت الحرب، فيخرج من القراءة وقد أدرك أن الشهداء الذين لا نعرف أسماءهم، ولا ديانتهم.. دماؤهم ممزوجة بتراب الوطن، وحين يذهب لزيارة هذه الأماكن بعد ذلك، سوف يمشي الهوينا، ويلقي السلام على من كان رفاتهم مصابيح لنا
"لا أحد ينام في الإسكندرية"
والتي اعتبرها رائعة من روائع الكاتب العبقري
"ابراهيم عبدالمجيد" وهي الجزء الأول لثلاثية الإسكندرية وهنا في هذا الجزء، يكتب عبد المجيد عن الإسكندرية برؤية مختلفة، يكتب عنها بمخزون كبير داخله، نابع عن دراسة وجهد، وحكايات أصقلها بالمكوث في أحضانها لسنوات عدة، فجعل الحروف ذات امتداد رائع فشحنها بكل ما يسكنه من حب وعشق، وإيمان بقطعة غالية من الوطن، فلا بد أن تشعر وأنت بداخل الرواية بتوهج الحروف وفورانها، فهو يروي حكايات نابضة حقيقية، معجونة بروح أولاد هذه المدينة أبناء البحر، بجرأتهم، وبسالتهم وخفة ظلهم حتى في أحلك الظروف وأصعبها، يروي عن تفاعل أهلها مع الوافدين إليهم من جنسيات مختلفة، ومن محافظات أخرى كالشخصية الرئيسية"الشيخ مجد الدين" القادم من إحدى قرى الدلتا وشخصية "دميان" القادم من صعيد مصر، وتلاحم الشخصيات وحبهم لبعضهم البعض، وكذلك اختلافهم في كثير من الأوقات، إذا ماحدث تصادم يمس العقيدة، أوالعادات
تبدأ الرواية بالحديث عن الحرب العالمية الثانية، والتي أُظلمت فيها الإسكندرية لسنوات، وقد وصفت هذه الحرب بأنها أكثر حرب دموية في تاريخ البشرية، وكيف بعدها تحول مسار التاريخ، وكيف شهدت مدينة العلمين النهاية نهاية الحرب وهزيمة ألمانيا
اتخذت الرواية ثلاث مسارات
الحرب العالمية الثانية والحديث عن الدمار الذي شمل العالم أجمع، ومسار الحالة الإجتماعية للمصريين سواء من أبناء الإسكندرية أو ممن تواجدوا فيها نتيجة ظروفهم.. كمجد الدين الذي رحل إليها مرغمًا.. ومن قبله شقيقه "البهي" وكذلك الحالة الإجتماعية والنفسية لجنود الاحتلال الذين تواجدوا فيها، فأشار الكاتب إلى جانب لم يتناوله الكثيرون قبله، هو أن معظم الجنود قد اضطرتهم دولهم للاحتلال والتورط في الحرب دون رغبة أو إرادة منهم
وقد لمس الكاتب الجانب الإنساني والنفسي لهم، فيتأكد لنا أن الإنسان بطبعه لم يجبل على الشر، ولكن الظروف أحياناً ترغمه على فعله
وثالث مسار تناوله الكاتب هو المسار الديني، والعلاقة بين الأقباط والمسلمين، وقد كان مجد الدين مثالًا رائعًا لرجل الدين الذي يظهر إيمانه الصادق في نبله هو وزوجته الطيبة "زهرة"
وصداقته المخلصة لدميان القبطي، الذي لم يكن متدينًا بشكل كبير، لكنه كان إنساناً بشكل كبير، فنمت بينهما صداقة حقيقية، وحب وإخلاص لبعضهما البعض
وعلى الجانب الأخر يصور الجار ديمتري "المتشدد دينياً، الذي أحب مجد الدين لكنه اختار البعد عندما حدثت أزمة دينية في بيته مع أحد أبناء المسلمين
الحق أن الكاتب كان صادقًا في السرد بشكل مبهر، فصدقنا الحكاية، وكذلك كان ذكيًا فلم ينحاز لفصيل ديني، فخرج من المأزق بحرفية، ولأنه كان صادقًا فقد صدقناه، ولأنه أخبرنا أن الأديان كلها تؤمن بالحب والتعايش السلمي مع كافة الأديان.. فأحببنا مارواه ودمعت أعيننا.
وعن السرد في الرواية لا أنكر أن الأحداث التاريخية كانت مطولة، وتحتاج للعودة إليها بشكل مرجعي تاريخي، كذلك كانت طريقة السرد إخبارية بشكل كبير، لذلك لا أنكر أنني أصابني بعض الملل في كثير من الأحيان
وعن الشخصيات
الشخصيات كانت مبهرة
شخصية "مجد الدين"
"البهي"
"زهرة"
رضوان اكسبريس "الابونيه"
الست "مريم" الجارة التي أحببتها وبناتها الجميلات"ايفون، وكاميليا، كذلك زوجها "ديمتري"
" دميان" والذي كان اروع ما في الرواية فهو شخصية إنسانية إلى أبعد حد، خفيف الظل، استطاع الكاتب أن يجعلنا نرسم ملامحه الطيبة، ونبتسم كلما ذكر اسمه في أي مشهد حتى أن الشيخ مجد الدين يقول عنه حين افتقده:
(بدميان فقط تمر الأيام، وبدونه صمت مقيم)
كل الشخصيات وظفها الكاتب بشكل رائع ومبهر
اللغة كانت أروع مايكون
يقول في مشهد رائع يصف فيه "كنج مريوط"
فيقول:
تدخلها فتنسيك البلاد الأخرى وتلخص حياتك.. تبدو كأنها قد خصها الله بهواء ساحر عجيب، فتدور الطواحين الجميلة رافعة الماء النقي المحبوس في جوف الأرض منذ ملايين السنين ليروي أشجار التين واللوز والرمان والعنب، وذكريات الزائرين لها، تدخلها فتنسيك البلاد الأخرى، وتلخص حياتك في إحساس وراحة، تتشبع بالرضى والسكينة فلا يكون هناك مكان في المكان، ولا زمان في الزمان"
فما أروع الوصف
أنتهي من الرواية الطويلة أو بالأحرى الجزء الاول وأنا أشعر بالقرب من الإسكندرية حد الإلتصاق واقول كما قال الكاتب:
المصريون يتركون الحاكم الظالم للحاكم العادل"
فنعم الحاكم والحكم سبحانه.