اقتباسات من كتاب في بيوت الحبايب : الأبناء يفتحون خزائن الأسرار

‫ كتب بديع خيري أهم السيناريوهات للسينما، فكتب للسينما الصامتة فيلم «المانجبان»، كما كتب أول فيلم عربي ناطق يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم «العزيمة» أحد أهم الأفلام المصرية، حيث كانت الأفلام تتحدث عن الطبقات الأرستقراطية فقط.

‫ كان الكثيرون يعتقدون أن بديع خيري وأسرته مسيحيون بسبب العلاقة القوية التي جمعته بالريحاني، وحتى الريحاني نفسه لم يكتشف أن بديع خيري مسلم إلا بعد سنوات طويلة عندما توفيت والدة بديع خيري، ذهب الريحاني للعزاء فوجد الشيخ رفعت يقرأ القرآن، فسأل الريحاني بديع خيري متعجبًا: «يعني ما قلتليش قبل كده إنك مسلم؟ فرد خيري: إنت مسألتنيش»!

‫ وكان بديع خيري والريحاني يحضران جلسات في بيت الشيخ رفعت إعجابًا بصوته، كما كانا يحضران احتفالات الكنائس ويستمتعان بالترانيم.

كما تذكر قصة المهراجا الهندي حيدر باشا آباد الذي كان من أشد المعجبين بصوت الشيخ رفعت، فعرض عليه أن يحيي ليالي رمضان في الهنـد مقابـل أي مبلــغ يحــدده، لــكــنّ جـــدهـــا رفــض حتــى وصل المبلــغ إلــى 100 جنيه في اليوم .

قال له شيخ الأزهر الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: «ربما يهدي الله بصوتك شخصًا إلـى طريـق اللـه»، وهنا وافـق الشيـخ رفــعـت علـى افتتـــاح الإذاعـة بسـورة الفتـح وبعـقـد قيـمـتــه 3 جنيهـات، لتـحـدث الطفـرة الكبرى في شهرته التي وصلت للعالم أجمع.

زكريا باشا -عضو مجلس الشيوخ - على هذه الحال منذ بدأ الشيخ رفعت يتلو القرآن بالإذاعة عام 1934 وحتى توقّف عن التلاوة عام 1939 ، وفي عام 1948 قرأ الباشا موضوعًا نشرته مجلة المصور يحمل صورة للشيخ الجليل.

‫ وفي لقاء نادر مع بديع خيري بعد وفاة زوجته وابنه عادل خيري وبعد أن جاوز 72 عامًا، وأصبح غير قادر على المشي بسبب مضاعفات مرض السكر، وكان وقتها لا يزال يعمل ويكتب قال: «أمامي رسالة يجب أن أؤديها وحبي للمسرح يجعلني أتغلب على آلامي وأحزاني، وانشغالي به يبعد عن ذهني الأحزان والذكريات، ومن المدهشات أن أقوم بإضحاك الناس وقلبي مفعم بالحزن، وهذا من فضل الله فضحكات الناس عزائي وقوتي»

تتذكر حبّه لسماع الموسيقى الكلاسيكية والأسطوانات الكثيرة التي كان يقتنيها لبيتهوفن وموتزارت، وتؤكد أن عمالقة الطرب أمثال أم كلثوم وليلى مراد كانوا يتعلمون منه المقامات.

‫ تشير إلى أن علماء الأزهر ومنهم الشيخ الشعراوي أكدوا أن تلاوة جدّها ومَواطن الوقف لديه جعلتهم ينتبهون إلى معانٍ كانت غائبة عنهم في القرآن الكريم.