رؤى المدينة المقدسة > مراجعات رواية رؤى المدينة المقدسة

مراجعات رواية رؤى المدينة المقدسة

ماذا كان رأي القرّاء برواية رؤى المدينة المقدسة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

رؤى المدينة المقدسة - أميمة صبحي
تحميل الكتاب

رؤى المدينة المقدسة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    تأخرت كثيرًا عن إتمام قراءة هذه المجموعة القصصية المميزة حقًا، وسعدت أخيرًا بوصولها للقائمة القصيرة لساويرس هذا العام، وليس من شكِ عندي في أن الفوز سيكون حليفها.

    في البداية قرأت قصتين من المجموعة، ربما لأتعرف على أجواء كتابة وعالم أميمة صبحي، وبالفعل أدركت فورًا أني إزاء كاتبة محترفة تمتلك أدواتها جيدًا، ولا تكتب قصة عادية، وإنما ترسم عالمًا كاملاً في قصة قصيرة، وأعتقد أن ذلك أكثر ما يمنح القصة ثراءها وجمالها وتفردها، في كل قصة من قصص المجموعة سنجد أنفسنا إزاء عالم مختلف بالكامل يتشكّل بشخوصه وأحداثه وعالمه، وبإمكانك بعد أن تنتهي من القصة أن تبدأها من جديد، وأن تعمل خيالك في تفاصيل ما حدث ويحدث لأبطال كل قصة على حدة.

    تحفل مجموعة "رؤى المدينة المقدسة" بالتقاط التفاصيل الواقعية العادية أو العابرة ومزجها بالفانتازي المثير، نرى ذلك جليًا في أكثر من قصة، وبعد أن نكون قد تعرفنا وتعايشنا تمامًا مع الفكرة الواقعية التي يطرحها العمل بداية بالتداخل بين عالمين أحدهما واقعي والآخر خيالي مستدعى من لوحة ذات تاريخ خاص في قصة "الطرق الفرعية الأخيرة"، مرورًا بإله السينما الصيفية ورصد علاقة خاصة جدًا بين الطفل والسينما وعالمها تذكرنا بشكل ما بسينما براديسو وعالمها، كما يحضر أيضًا ربط الواقعي العابر بالسينمائي المتخيّل في قصة موسيقى الممر الخلفية، حيث يمزج الصبي "حرامي الغسيل" بين الأفلام التي يراها ويتأثر بها وبين ما يحدث معه في الواقع أثناء محاولاته سرقة الملابس من الناس، وهنا تحضر أفلام مثل one upon time in America وannie hall وغيرها، وعلى الرغم أني لست من محبي الإحالات السينمائية من هذا النوع، التي تفترض قارئًا يعرف الفيلم ويمكنه ربط المشهد المكتوب بما شاهده فيه، إلا أن الحالة التي رسمتها أميمة للبطل وحكايته خرجت عن فكرة هذا التأثر، فأمكن تقبل الرواية بدون معرفة هذه الأفلام.

    أتاحت تنوع القصص وعالمها للكاتبة فرصة استخدام تقنيات متعددة مع كل قصة، ربما يبرز منها بشكلٍ خاص ما فعلته في قصة "ماذا حدث منذ قليل" حيث الاعتماد التام على رسم شخصيات وعالم من خلال حوار دائم بين الشخصيات، يرسم العالم ويمزج الواقعي بالفانتازي أيضًا، دون أن يفلت منها حبكة القصة ومغزاها البعيد الذي يتسع أيضًا للتأويلات، فربما يجد فيها قارئًا صدى لانتظار جودو مثلاً، وهذا العالم الذي يدور حول حدثٍ عابر محدد، أو ربما يطرح اختلاف وجهات النظر للحدث الواحد الواضح وهو ما نراه بشكلٍ يومي في كل مكان.

    كما تحضر العوالم الفانتازية، أو ما يمكن اعتباره التصور الفانتازي للعالم الذي يقوم على معطيات الواقع وحالاته وينتقل إلى الفانتازيا بجرأة وخيال محلق كبير، يبدو ذلك بوضوح في أكثر من قصة في المجموعة، وإن أخذ ذروته، في قصص المجموعة الأخيرة "الرأس الذي كشف غطاؤه" و"حصاد السافانا" انتهاءً بآخر أيام الخطيئة. التي تدور في عوالم متخيلة.

    على أن القارئ لا شك سيتوقف ربما قبيل نهاية المجموعة، وتحديدًا عند قصة "الأمانة" التي اختارتها لتكون بؤرة فكرة عنوان المجموعة "رؤى المدينة المقدسة" حيث نرى في القصة الأم التي تطلب من ابنها أن يجلب لها الحلويات من رجلٍ في المدينة المجاورة تراه في منامها، ويحقق سميح رغبة الأم بدون مراجعتها. حيث يتشكل عالمان أحدهما واقعي حقيقي نعرفه، والآخر يبنى في الأحلام والخيالات يتداخل مع عالمنا الواقعي ويسعى للتحكم فيه. تحضر هذه الفكرة بمستويات مختلفة في كل قصة من قصص المجموعة.

    لعل أكثر ما يميز المجموعة هو التنوع والثراء في عوالمها وأفكارها وشخصياتها، واعتمادها بشكلٍ كبير على لغة يومية بسيطة لا تكلف فيها ولا اصطناع، ولكنها قادرة طوال الوقت على نقل القارئ لتفاصيل ذلك العالم الذي يبدو مألوفًا وطبيعيًا ثم ما يلبث أن يكون غريبًا وخياليًا بالكامل.

    في النهاية نحن أمام محموعة قصصية شديدة الثراء والتميز، سعدت بقراءتها واستكشاف عالمها، أنتظر من كاتبتها الكثير.

    .

    كتب في ديسمبر 2020 :)

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1