"زواج النبي من عائشة مصدر فخر واعتزاز، نباهي به الأمم التائهة. نعلم به البشرية من جهل ونهديه من ضلال ، ونمحو به آثار الجاهلية المعاصرة في الأسر والمجتمعات.
الجاهلية الحديثة وأبواقها الذين اغتالوا المرأة ونفسيتها، وسلبوها راحتها وسعادتها وأهدروا كرامتها ثم راحو يتطاولون على أنقى وأجمل نموذج في قصة محمد ﷺ وعائشة، حيث جعلوا من زواج النبي بها شبهة لصغر سنها عند الزواج!
تزوجها صغيرة وعمل على مالديها من مقومات فصاغ منها أجمل نفسية أنثوية ..أكثر نفسية توازناً وطمأنينةً وقوةً ووثوقاً وإيماناً ورضىً وهدىً..
العجيب أن نقبل نحن المسلمين بتسمية أنجح وأجمل زيجة ((شبهة))..نضعها في خانة الشبهات ثم ندافع!
وكان ينبغي لنا أن نسأل من البداية: أين الإشكال تحديداً حتى نرد عليه؟ وبأي حق تفترضون أننا نسلّم لكم بمعاييركم؟!
من الغريب أن نحاكم ديننا وتاريخنا وسيرة نبينا بمعايير أعدائنا!..".
بهذا ختمت القصة وكفى بها من كلمة.
كتاب راائع آخر للدكتور إياد قنيبي يعالج فيه قضية المرأة، ظننت أنه موجه للنساء وتبين لي بعدها أنه يخاطب به كل الرّجال. ولك أيضاً إن قرأتيه الراحة النفسية والأمان، هو جرعة حب تسكب في قلبك، يتذوقها ويذوب من حلاوتها وربما فاض حباً حتى يسكبه دموعاً على وجنتيك محبة وشوقاً لرسول الله ﷺ واعتزازاً بدين الإسلام.
الكتاب عبارة عن حوار مفترض بين ندى وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مصاغ من أحاديث صحيحة روتها السيدة عائشة.. ندى "الزوجة في عصر ينادي بحرية المرأة" .. اشتكت ما تجده من زوجها بثلاثة وعشرين نقطة جمعت أغلب مشاكل المتزوجات اليوم. ورأينا ما يقابل هذه النقاط في حياة أمنا عائشة وتعامل أشرف الخلق معها في كل حالاتها.. رأينا الاسلام الحق ونصرة المرأة حقاً لا تفيهقاً وادعاءً.. رأينا النموذج النبوي الراقي في التعامل مع الزوجة.. لنعرف أنها بحق أسعد زوجات العالم.. ثم يأتي إلينا من يعترض ويثور من أجلها على أنها المظلومة بزواجها صغيرة! وقد صنع منها ﷺ أفضل وأعلم وأكمل امرأة عرفتها البشرية.
تضمن الكتاب أيضاً لفتات تربوية مهمة جداً في عصرنا الحالي انتقى منها أعم الأخطاء وأخطرها عند تربية ابناءنا في هذا الزمان.
أنصح به الجميييع ومنهم الذين سيقولون قد قرأنا كل الأحاديث عن تعامل النبي مع زوجاته ولن يضيف الكتاب إلينا شيء، لكن لا.. لن تمل ولن تندم، طريقة جديدة بالمقارنة ومشكلات مهمة مطروحة تقتدي منا الاطلاع عليها ومحاولة تفاديها بالاقتداء بسيد الخلق ﷺ .. ويكفيك من ذلك جرعة محبة إضافية.