ضحك الجالسون حتى اضطرب موج النيل.
الحكايات ذاتها يطعمونها بعضهم بعضا. يهيمون بالونس.
تبدأ القصة بجثة غريقة مجهولة تظهر في النيل و لكنها ليست أول و لا أخر غريقة فقد ابتلع النيل الكثير.
في العام الذي تزوج فيه البشير سكينة بنت البدري. غرقت سعاد.
كان الكل يعلم مصيره. فأنت ثم بين غريق في النيل و غريق على البر لم يحن دوره.
كانت تعلم مكانها في حجر نارتي. كانت تخادع نفسها و القرية في انتظار لحظة النجاة. حين تصبح أم الطبيبة. لأربعة عشر عاما كانت تحلم باليوم الذي تفر فيه من القرية و لا تعود. عاهدت نفسها على أن تبصق على بحر النيل و تصرخ فيه: نجوت منك. نجوت من الغرق.
أمهات الصبايا تقاسموا البطولة مع النيل و لكنهن احتفظن بالأوجاع لهن وحدهن.
ما زالت فاطمة أم الصبية تظهر. تنتظر جثة سعاد.
عن القهر الذي نأمل أن يفارقنا و عن الونس الذي نبحث عنه رغم وجوده داخلنا.
و ككل الحكايات. و كعادة الحكايات. لم يكن من المهم أن تكون حقيقية. المهم أن تكون ممتعة. و قد كانت.