اقتباسات من رواية الكتاب الأبيض

❞ القِمَاطُ أبيضُ كالثلجِ.‏

⁠‫يُلَفُّ القماطُ حول جسمِ الطفلِ المولودِ. كان الرحم مكانًا دافئًا ومريحًا لحياة الطفلِ لكن لا يمكنه العيش بداخله إلى الأبد. ❝

❞ في هذه المدينة، لا يوجد شيء يزيد عمره على سبعين سنة. القلاع في الحي القديم، القصر الفاخر، والفيلّا المطلّة على البحيرة في أطراف المدينة حيث كانت الأسرة الملكية تقضي عطلة الصيف - كلّها مزيَّفةً. هي مبانٍ جديدة أُعيدَ بناؤها بدقّة ❝

❞ هل تتبادلُ الأشباح التحيةَ في الفراغات بين جزيئات الماء التي تلوِّن أصواتهم بالأبيض؟‏

⁠‫هل يتحدّثون بلغةٍ خاصّةٍ بهم، لغة أخرى لا أسمعها؟ أم إنهم يهزّون ويومئون برؤوسهم فقط دون الحاجة إلى الكلمات؟‏ ❝

❞ عاد كل شيء إلى نطاق حدوده، كاتمًا أنفاسه منتظرًا الضباب التالي. ❝

❞ المنظر الوحيد الذي يمكنني رؤيته من خلال نافذة الشقة هو منظرٌ ضبابيٌّ لشجرتَيْ حَورٍ، تبدو كملامح «لوحة غسيل الحبر»(2)، تقف على مسافة أربعة أو خمسة أمتار من الشارع الذي يختفي خلف الضباب. كل شيء آخر أبيض. ❝

❞ اللغة الأم التي لا تنفصل عنها تلك الذكريات. كلما زادت تلك العزلة جموحًا، زادت الذكريات التي أحاول نسيانها وضوحًا، وزاد وزنها ثقلًا. وهكذا اكتشفت أن المكانَ الذي فررت إليه ليس مدينةً على الجانب الآخر من العالم كما ظننتُ - وتمنيت ❝

❞ كان كلبًا ذكيًا إلى درجة ملفتةٍ للاهتمام. كان كلبًا هجينًا لكنه ينحدر جزئيًا من سلالة الجندو المشهورة. ❝

❞ وجه شديد البراءة والنقاء ككعكة أرزّ. ❝

❞ تبدو أشكال عجينة الأرز ناصعة البياض وخلّابة، كأنها قادمة من عالم آخر. فقط بعد ذلك، حين قُدِّمت في طبقٍ مزينةٍ بأعواد الصنوبر، بدت كعكة الأرز بالنسبة إليّ «حقيقية» بشكل مُحبِط. كانت قطع الكعك تلمعُ بزيت السمسم المُحمَّص، وقد تغيّر لونُها ❝

❞ عندما طُرح عليَّ السؤال، كان هذا الموتُ - موت أختي - هو ما خطر في ذهني. كانت قصة قد كَبرتُ معها وكبُرَت معي. ❝

❞ من أجل الربِّ، لا تموتي، تمتمت بصوتٍ واهنٍ، مرة ❝

❞ فجأة توقفتِ الطفلة عن البكاء من تلقاء نفسها. ربما بسبب أنها شمَّت رائحةً ما. أو لأن الاثنتين مرتبطتان بطريقة ما، بحبلٍ سِرّي غير مرئيّ. ❝

❞ تحيط الممرضةُ جسمَ الطفلِ بالقِماط محكِمةً إيّاه كي تُلطّفَ صدمةَ الخروجِ المفاجئ للطفل من حدودِ الرحم الضيقةِ إلى عالمٍ رحبٍ لا حدودَ له. ❝

❞ لا يعبأ الثلجُ بمسألة الزمن. بدا المشهد كتساقط مئة ريشة وريشة ❝

❞ يمكنني تخيّلَ كلَّ ضربة أزميلٍ ضُرِبَت لرسمِ الرقمِ. ثلاثة، مشدودة الأطراف، يصلُ طولُها إلى ثلاثةِ أشبارٍ. صفرٌ، أصغر حجمًا لكن أٌعِيد حَفرُه مرات عدّة. تجذبُ الخربشةُ الغائرةُ داخلَ واجهةِ البابِ الانتباهَ. وأخيرًا الرقم واحد، خطٌ طويلٌ وعميقٌ، يدلُّ على ❝

❞ بابها المعدني أبيض، لكن ذلك اللمعان قد اختفى عبر الزمن. عندما رأيت الباب، كان منظرُه مأساويًا، الدهان تقشّرَ في عدة مواضع كاشفًا عن الصدأ تحته. لو كان هذا كل شيء، لتذكّرتُ البابَ على أنه مجرّد بابٍ قديمٍ وقذرٍ. لكن لفت ❝

❞ ليس لديَّ عزيزٌ. لا المكانُ الذي أعيشَ فيه، ولا الباب الذي أعبرُه كل يومٍ، ولا حتى حياتي اللعينة! ❝

❞ وجدت نفسي مرغَمةً على تأجيل حتى أبسط المهمّات وتفرّغتُ فقط لتحمّلِ الألمِ، شاعرةً بانسيابِ قطراتِ الزمنِ واحدةً تلو الأخرى، مثل أحجارِ خاتمٍ حادةٍ كالشفرة، تُدمِي أطراف أصابعي. ❝

هنالك أشياء معيّنة تظل منيعة أمام القدرة المدمِّرة للزمن. وينطبقُ ذلك على المعاناة أيضًا. ليس صحيحًا، أن الزمن والمعاناة يشوِّهان كل شيء. ليس صحيحًا أنهما يهدمان كل شيء.‏

كلُ لحظةٍ هي قفزةٌ إلى الأمامِ من فوقِ جرفٍ غير مرئيّ حيث تتجدّدُ حوافُ الزمنِ باستمرارٍ. نرفعُ أقدامَنا من على الأرضِ الصلبةِ للحياةِ التي عشنَاها حتى الآن، ونأخذُ الخطوةَ التالية المحفوفة بالمخاطرِ نحو المجهول، نحو الهواءِ الفارغِ. لا نفعلُ ذلك كي نثبتَ امتلاكَنا لشجاعةٍ من نوعٍ خاصٍّ بل لأنه لا يوجد أمامنا طريقٌ آخرُ.‏