لم أكن أخجل من دموعي التي تفاجئني في موقف بائس، أو في حضرة حزن لرجال لا تربطني بهم علاقة وثيقة، ومتى صارت دموع الرجال عيباً نخجل منه؟ من الذي وضع ذاك القانون الذي ينص على أن الدمعة إذا ما نزلتْ من عين الرجل في غير فقد لأبويه أو أحد أبنائه، فهي دليل على نقص في عقله، كالنساء! حرية التعبير عن العاطفة هي الشيء الوحيد الذي بقيت أحسد النساء عليه، الشأن الوحيد الذي احتفظْتْ به النساء بمطلق الحرية فيما كُبِّلنا، الرجالَ، وحُرمنا إياه.
عايدون
نبذة عن الرواية
الفائزة بجائزة مي غصوب للرواية 2019 تختفي غزالة وابنتها حسناء. تدور الشكوك حول أن تكونا قد اختُطفتا مع اختفاء تمثال "الحسناء والغزالة" من أحد ميادين العاصمة الليبية طرابلس. غزالة، الإعلامية المتحرّرة وصاحبة الشهرة في التسعينيات، كانت قد انتقلت وابنتها للعيش مع والدها بعد فقدان زوجها في تشاد. أما حسناء، التي ورثت التمرّد والثورة من والدتها، فلم تجد في "ثورة ليبيا" ما يؤسّس لمستقبل أفضل. "عايدون" هو اللقب الذي رافق العائلة منذُ هَرَب الجدّ إلى سوريا أيام الاحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى ليبيا بعد سنوات. رواية تدور في زواريب المجتمع الليبي وتعقيداته لترسم مشهداً لخراب متراكم أسّس للخراب اللاحق.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 236 صفحة
- ISBN 13 9786140321151
- دار الساقي للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية عايدون
مشاركة من Enas Al-Mansuri
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
مصادفة جميلة ذكرتني بهذه الرواية، وجعلتني أشرع على الفور في قراءتها،
وقد جاءت ـ لحسن الحظ - شيقة، يمكن للقارئ أن ينتهي منها في جلستين على الفور،
ذلك أن الحكاية تتناول حادثة اختفاء بطلتي الرواية المفاجئ .. حسناء وغزالة ، ومن خلال ذلك الاختفاء، ومن خلال أصوات أبطال الرواية نفسها وتعبيرهم عن نفسهم نتعرَّف عليهم وعلى جانبِ مجهول من الحياة في ليبيا قبيل ثورة 2011، وبالعودة إلى الماضي حيث أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه من تهجير عدد من المواطنين وأصبحوا عند عودتهم إلى بلدهم وأرضهم يسمون "العايدون" كيف يواجهون المجتمع من جديد، في ذلك الزمن، وكيف تغيّر الحال هذه الأيام وأصبح هناك صراع آخر جديد على الهوية أيضًا، بين من يرون أن لهم حق في الأرض والوطن بعد الثورة، ومن يريدون أن يعيشوا في سلاام
.
الرواية هي الأولى لكوثر الجهمي، وتعتبر اكتشاف واعد جدًا، حصلت على جائزة مي غصوب للرواية عام 2019،
في ظني أن الرواية حوت أكثر حكاية يُمكن أن تبنى عليها رواية كاملة، ولكن الكاتبة آثرت أن تضم الحكايات كلها معًا، لكي تنتقل بنا زمانيًا ومكانيًا من أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه وحتى أيامنا الراهنة وما يجري فيها، والمقابلات التي لاشك ستحدث بين هجرة الجد مصطفى إلى سوريا في ذلك الزمان، وانتقال البنت وأمها للعيش في تونس بعد تهديدات القتل،
ربما ينقص الرواية بعض التفاصيل الخاصة بالشخصيات، فنحن لم نعرف بالتحديد لماذا هدد الثوار حسناء، وما الذي فعلته يستوجب ذلك الهروب الكبير، كما أن حكايتها في بيت عمها كانت تحتاج في ظني الكثير من التفاصيل التي تعرفنا على جانب آخر من هذا المجتمع،
على كل حال كانت تجربة جيدة أخرى مع الرواية الليبية، ولاشك ننتظر من كوثر الجهمي الكثير
-
Mohamed Ibrahim
بلغة رشيقة سلسة تتوغل الرواية في أعماق المجتمع الليبي خلال فترة ما بعد الثورة…
اختارت الكاتبة قالبا تشويقيا يتخذ من حادث اختفاء تمثال الغزالة والحسناء من أحد ميادين طرابلس رمزا ومفارقة حين تختفي معه حسناء ثم والدتها غزالة، اللتان وُصمتا بكلمة "عايدون".. ومن هنا نتورط مع البطلتين ونتابع خيوط الأحداث لنستكشف الصراعات المعقدة في المجتمع الليبي في تلك الفترة، بما في ذلك الصراعات داخل الأسر والعائلات الليبية..
من منظور قارئ مصري استمتعت بتفاصيل الحياة اليومية من داخل نسيج المجتمع الليبي، الذي يبدو شديد التشابه في جوهره مع المجتمعات المصرية إلا في بعض التفاصيل الشكلية الصغيرة..
عايدون هو النطق العامي لكلمة "عائدون" الفصيحة ولها المعنى نفسه، ولكن الكلمة اكتسبت دلالة اصطلاحية جديدة في ليبيا بعد الثورة، فصارت تستخدم للإشارة إلى أولئك الذين هاجروا من ليبيا في فترات الضيق ثم عادوا بعد أن تحسنت الأوضاع.. أي أنهم تركوا البلد في أزمته ثم عادوا لياخذوا نصيبهم من خيره.. وبالتالي صارت التسمية وصمة..
مع اقترابي من نهاية الرواية بدأت ألاحظ أن الرواية ستترك خلفها شخصيات ومناطق دون أن تتطرق إليها، بعد أن أثارت اهتمامي بها.. لكنني عرفت أن الرواية التالية (العقيد) جاءت لتبحر في هذه المناطق، مما يعد ترضية كافية من الكاتبة..
بعد عايدون متحمس بكل تأكيد لاستكمال الرحلة مع رواية العقيد..
(عايدون) رواية قصيرة ممتعة، أرشحها للقراءة.