اقتباسات من كتاب صنايعية مصر :مشاهد من حياة بعض بناة مصر في العصر الحديث

هناك فرقًا بين الكُتَّاب (بضم الكاف) والكَتَبة، الأول قلمه متصل بضميره، والثاني قلمه متصل بالتلفون يُملى عليه ما يكتبه وما لا يكتبه.

يبدو أن الإجابة لم ترضِ ماما لبنى، فتكلمت وأفاضت في طريقة بناء شخصية إنسان القرن المقبل، وكيفية تشكيل هذه العجينة اللينة، وضرورة أن يدرك ذلك من في أيديهم القرار. تكلمت حتى صدر قرار بعدها بعزلها من رئاسة تحرير مجلة سمير.

كانت ماما لبنى مهمومة بالأطفال عن وعي وهمٍّ حقيقيين، وقفت أمام السادات قائلة: «علينا أن نهتم بصورة أكبر بمشاكل الأطفال»، فرد السادات ساخرًا: «مش لما نشوف مشاكل الكبار الأول».

عادت أبو زيد للعمل في الجامعة بعد رحيل ناصر، وعندما اقترب السادات من السلام مع إسرائيل، أبدت اعتراضها بضراوة، وكانت وقتها تعمل أستاذًا في جامعة الفاتح في ليبيا. كان رد السادات هو اتهامها بالخيانة والعمالة

اسمع يا بديع، الجوع مش عيب، لكن خدش الكرامة هو اللي عيب. لازم نحافظ على كرامة الفن. ناكل تراب، نسف رمل، ناكل من صفيحة الزبالة، لكن يجب أن تكون لنا كرامة

«عندما أنظر إلى التلفزيون فكأنني أنظر إلى شيء مخيف، ليس لصعوبة العمل فيه، ولكن لشدة تأثيره وامتلاكه لعقول الناس، بحيث إنه يكاد أن يسلبهم إرادتهم. علمني التلفزيون الحذر في الاختيار. يجب ألا نغفل مسؤولية المشاهد، فكلما كان أكثر وعيًا قلَّت

أدعوك يا رب فاغفر زَلتي كَرمًا

‫واجعل شفيع دُعائي حُسن مُعتَقدي

‫وانظُر لحالي.. في خَوف وفي طَمع

‫هل يرحم العَبدَ بعد الله من أحد

ورسخ في وجدان المصريين صوتها وهي تردد كل يوم بيت الشعر الخالد:

‫أنا البَحـرُ في أحشائـِه الدُّر كامِـنٌ فهل ساءَلوا الغَوَّاص عن صَدفاتي

أدعوك يا رب فاغفر زَلتي كَرمًا

‫واجعل شفيع دُعائي حُسن مُعتَقدي

‫وانظُر لحالي.. في خَوف وفي طَمع

‫هل يرحم العَبدَ بعد الله من أحد

‫مَهما لقيتُ من الدُّنيا وعَارضها

‫فَأنتَ لي شغل عمَّا يَرى جَسدي

‫تحلو مَرارة عيشٍ في رِضاك

ومَا أطيق سخطًا على عيشٍ من الرَّغد

‫مصر يا أم العَجايب

شعبك أصيل والخصم عايب

‫خلِّي بالِك من الحبايب.. دُول أنصار القضية

سأل أحدهم أبو رجيلة يومًا نصيحة منه: «كيف يمكن أن يصبح الشخص مليونيرًا؟» قال: «لكي تصبح مليونيرًا يجب عليك ألا تفتش عن المال، ولكن فتش عن النجاح، البحث عن النجاح سيقودك إلى الملايين، لكن مجرد البحث عن المال قد يجعلك نصاباً.

أدعوك يا رب فاغفر زَلتي كَرمًا

‫واجعل شفيع دُعائي حُسن مُعتَقدي

‫وانظُر لحالي.. في خَوف وفي طَمع

‫هل يرحم العَبدَ بعد الله من أحد

❞ الأم هي اللي لازم تجاوب على كل أسئلة أولادها، وما تسمحش لحد غيرها يجاوب عنها، لو مش عارفة تسأل الأب، وتسأله قدام الابن علشان الابن يحترم قيمة السؤال والمعرفة آخر حاجة ممكن تعمليها إنك تزعقيله، علشان ما يخبيش عنك بعد كده أي سؤال أو استفسار ممكن يغير حياته، شغلتك تدوري معاه على الإجابة، تتعلميها وتساعديه يتعلمها، لو لقاكِ مش مهتمة هيدور على الإجابة عند غيرك، وما نضمنش الإجابة عند غيرك هتكون إيه ما تبقيش إنتِ السبب إن الولد يدي ودانه لحد غريب ❝

إن الإنجليزي يضحك على النكتة بعد ساعة، والأمريكاني يناقشك فيها كأنها حقيقة، والتركي لا يفهم النكتة بسهولة، أما المصري فإنه يقول قبل أن تحكيها: «قديمة».

«اسمع يا بديع، الجوع مش عيب، لكن خدش الكرامة هو اللي عيب لازم نحافظ على كرامة الفن ناكل تراب، نسف رمل، ناكل من صفيحة الزبالة، لكن يجب أن تكون لنا كرامة. الدور بجنيه وربع. تأليف. وتلحين. وغناء! دي بلد يجوع فيها العباقرة

دي بلد يجوع فيها العباقرة

لذلك كانت أول صورة تظهر على التلفزيون المصري هي صورة ناصر وهو يخطب في مجلس الأمة مساء 21 يوليو 1960.

يقدس المصريون الشاي لدرجة أن الحكومة أقرته كمادة تموينية أساسية تستحق الدعم، لنصبح أول دولة في العالم تقنن وتدعم مزاج مواطنيها.

وسجل المصريون باسمهم اختراع استخدام الملعقة المعدنية كأداة عزف تعلن أن الشاي على بُعد خطوات