اقتباسات من كتاب الحزن الخبيث؛ تشريح الاكتئاب

كم يخجلني الإعتراف أن تجربتي مع الإكتئاب كانت أسوأ من مشاهدة زوجتي تموت بالسرطان

يبقى الإكتئاب عصياً على الوصف لمن لم يجرّبه بالفعل.

يرتبط الإكتئاب الشديد عادة بأربعة مظاهر تتعلق بالعلاقات التفاعلية حول المريض وهي:

- الخلافات المتكررة مع الآخرين

- وفقدان المهارات الاجتماعية

- والمبالغة في الحزن

- وفقد القدرة على التكيف في مواجهة خطوب الحياة

خير ما يصف الإكتئاب فعلاً كتابُ ويليام ستايرون "ظلمة جليّة"، الذي يصف فيه صراعه مع مرض الإكتئاب بكل دقة قائلاً في بدايته: "إن الألم الذي يسببه الإكتئاب لا يمكن تخيله من جانب من لم يُجربه، وقد يؤدي في النهاية إلى الإنتحار، لأنّ المرء لا يستطيع تحمله فترة طويلة

ثمة علاقة وثيقة بين الإكتئاب وغياب الدعم الاجتماعي والتعاطف العائلي

يقول Kay Redfield Jamison "إن الإكتئاب مرض يُجبر الإنسان على التوقف وتأمل حياته والنظر إلى أعماقه نظرة وجودية مليئة بالتساؤلات عن ماهية الحياة والهدف من الوجود"

يمكن للحزن الشديد أن يتحول إلى حزن خبيث بسيطرته على العمليات المعرفية وتشويهها، فلا تعود تستجيب لمثيرات المتعة والفرح، مما يؤدي إلى الاكتئاب.

"تسيطر على عقل المريض بالاكتئاب قوى شديدة يشعر معها المرء أنه محبوس في غرفة شديدة الحرارة دون أي منفذ يشتم منه الهواء، وما ينفك يفكر بالخلاص من محبسه بأي طريقة" الروائي ستايرون

مهما حاولنا التشبث بالموضوعية في تعاملنا مع الاكتئاب، أو اتصالنا بشخص مكتئب، ومهما حاولنا تحديد الاكتئاب السريري والتعرف على العوامل النفسية العصبية أو الكيميائية العصبية التي تقف خلفه في حالة شخص محدد، فإننا في النهاية لا نملك إلا أن نتأثر بما نراه من ألم المرضى، وقد يصحبنا الاكتئاب إلى بيوتنا آخر النهار، فما نحن إلا بشر في نهاية المطاق يعرفون معنى الفقد، والإخفاق والخذلان، ولم ينجُ أحدنا من تجربة الحزن والكمد، وهكذا يضعنا ألم الآخرين وجهاً لوجه أمام إنسانيتنا.