خلال الحرب التي نعيشها في سورية وانخفاض عدد الرجال إلى النساء بنسبة كبيرة كنا نتحدث من باب الدعابة عن اليوم الذي ستمشي فيه النساء وحدهن في المدينة ويمكنهن أيضاً أن يتخلين عن حجابهن حتى فلن يعد يوجد أي رجل خلال الحرب.
الطريف بالأمر أن هذه النكتة موجودة كرواية، تتحدث عن بلد آخر وحالة ليست مشابهة بالمطلق لكنها قريبة، وما يميز هذه الحالة هو انتماءها للأدب اللاتيني.
تعتبر هذه الرواية هي العمل الأول للكاتب وبالنسبة لي فإنها عمل متكامل لا ينقصه شيء. استوفى الكاتب كل ما يمكن أن يصل إليه خيال المرء من تساؤلات حول قرية تسودها النساء فقط، حيث اقتاد الثوار رجالها لتبقى النساء على مر عدة سنين يحاولن بناء قريتهن الجديدة بأنفسهن، كيف سيمضين حياتهن، وكيف سيراهم الآخرون، وكيف سينتهي بهم الأمر في النهاية!
حس السخرية والدعابة كان حاضراً دائماً بالإضافة إلى الطريقة الجذابة التي يتناول فيها الكاتب الأحداث، كيف ستتصرف النساء عند مقابلتهن لرجل بعد سنوات عديدة، كيف سيعلن الخوري عن حملة لتخصيب النساء، وغير ذلك.
تتداخل الرواية في فصولها بين أجزاء تتناول ما يحدث في القرية، وبين أجزاء أخرى على لسان صحفي يروي ما يراه عن الثوار في تلك المنطقة.