من تدمر إلى هارفرد 1984: السجين براء السراج كان طالب هندسة كهربائية ذهب إلى الجامعة أوقفه الأمن وقالوا له عاوزينك خمس دقايق بس ،وكانت هذه الخمس دقائق 12 سنة من التعذيب في اكثر السجون وحشية في العالم ،(سجن تدمر) وكما يعلم الجميع كيف ارتكب النظام مجزرة شنيعة بحق السجناء في هذا السجن وأعادوا افتتاحه مرة أخرى ولكنه استمر بوحشيته ، لم يدرِ براء ما هي تهمته وغيره الكثير ، التنفس لديهم كان للتعذيب وأجمل ما فيه أنهم كانوا فداء لبعضهم البعض يُفتح باب المهجع ويخرج السجناء وتبدأ رحلة من التعذيب بكل أداة تخطر على البال حتى في الحديد والغريب أن الحديد كان يلين على ظهورهم لذلك يتذكر براء بيت الشعر لان الحديد وما لانت عزائمنا والقلب ذو ثقة بالله ما لانا ، دخل براء السجن وهو يحفظ 6 اجزاء من القران الكريم وخرج وهو خاتم للقران الكريم ، كان أغلب السجناء مثقفين ومتعلمين أغلب الأشخاص الذي ذكرهم براء كانوا طلاب طب أو مهندسين أو اساتذة في المدارس وحتى النجار والأمي كلهم كانوا يشكلون تنظيما جميلا في اختيار امير المهجع المسؤول عنهم أو المسؤول عن تنظيم الدخول لدورة المياه أو عن صحة السجناء وغيره، والأجمل كانوا يتعلمون من بعضهم . والمحزن أن بعضهم وصل للهلوسة من شدة التعذيب فمنهم من ادعى النبوة وكان يتهمهم بالكفرة والفجرة . تصور أنك تعيش بين الحياة والموت لا تدري في أي لحظة قد يصدر قرار اعدامك ولا تدري المدة التي ستقضيها في السجن هكذا قضى براء 12 سنة في السجن ينتظر اسمه إن صدرت قائمة بالاسماء التي ستعدم. والغريب والمحزن أن رجل يجد ابناءه في السجن وهو قد ظنهم ماتوا !!! ويلم شملهم ويقاسوا العذاب معًا. وأنا أقرأ شعرت أنه فوق التصور لا استطيع تخيل استمرار التعذيب كل يوم وانواع مؤلمة جدا ، تصوروا خياطة الجرح كان في إبرة الخياطة!! وعندما أوجعه سنه خلعوه بطريقة بدائية موجعة ومن دون تخدير، كانوا ينتظروا الخبز حتى يتعفن ليأكلوه وكأنها أكلة عالمية لأنها تحتوي فيتامين ب وتحملوا رائحته. كانوا يعيشوا ليتعذبوا فقط أي حياة هذه ؟! مضت سنين وبراء لا يعرف النوم كيف هو النوم على الظهر، هو إما جالسا أو واقفا ، وجاء أمر بنقل براء السراج إلى سجن صيدنايا وكأنهم انتشلوه من القبر كان سجن صيدنايا أهون بكثير من تدمر لأول مرة يشعر براء بانسانيته ويستحم بماء ساخن ، بكيت معه لأنه هناك بشرفي تدمر سيستمر عذابها ما أثار استغرابي كيف تحملوا وصبروا ،بالتأكيد هذا بلاء المؤمنين وبلائنا بقرائتنا لبلائهم ، حتى عندما أفرجوا عن براء ظلهم يلاحقونه وعندما يعود إلى بيته يسمع رن التلفون ليرد ويقول لهم اين كان وماذا فعل. حريته عندما خرج من سوريا والآن هو طبيب درس في هارفرد .
هذه المذكرات تحتوي على المعجزات في النجاة والايمان والصبر والفراق والحزن والكثير من الألم . بعدها علمت أن براء السراج ليس كأي انسان عادي من قرأ مذكراته سيعلم أنه ليس مثلنا، سارعت إلى حسابه عبر تويتر والفيس بوك لأتأكد كيف يحيا بعد تدمر؟! تواصلت معه عبر مذكراته حتى وصلت إلى الاكتئاب مثله أريد البكاء مثله في كل وقت لأنني لم استطع ايجاد الأمل له في الخروج وصل لمرحلة لا تحتمل ، هنيئا لبراء الحرية . بعدها فكرت كيف هناك أشخاص يتحاملوا على الثورة السورية أو يتهموها بشتى الاتهامات كيف لهم قلب يستكثروا على هذا الشعب الحرية، شعب عاش على الخوف في أنه يوما ما وهو يمشي في الشارع سيسحبوه إلى السجن وقد يموت هناك غريبا وقد يعود بعد سنين لا يعرف طريق منزله. حياتهم كانت مهددة دائما . برأيي تستحق القراءة حتى نتألم ونشعر بإنسانيتنا وحياتنا ، بالتأكيد لا احد يحب الألم لكن هذا واقع وليس خيال . ومن الصعب كتابة عواطفك بعد قرائتك لأشكال التعذيب والقسوة التي تجرعها براء وأصدقائه.
ملاحظة: الكتاب ضعيف من الناحية الادبية ،لأنه سيرة سجين استحق الخمس نجوم .