مقامات بديع الزمان الهمذاني - بديع الزمان الهمذاني
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

مقامات بديع الزمان الهمذاني

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

اول كتاب ألف في فن المقامات، إلا أنه لم يلق ما لقيته مقامات الحريري من العناية بشرحها وتفسير غريبها ، فضاع القسم الأكبر منها ولم يبق من أصل 400 مقامة هي مجموع الكتاب سوى 52 مقامة، عاث بها النساخ كما يقول الأستاذ الإمام محمد عبده (بما أفسد المبنى وغير المعنى مع زيادات تضر بالأصول وتذهب بالذهن عن المعقول، ونقص يُهزّع الأساليب وينقض بنيان التراكيب، فالناظر فيها إن كان ضعيفاً ضل وحار، وإن كان عرّيفاً لم يأمن العثار) وقد أوجز حاجي خليفة التعريف به واكتفي بقوله: (وهو سابق على الحريري والحريري ألف على منواله)، بينما سمى زهاء أربعين شرحاً من شروح مقامات الحريري. وهكذا كان أول من أقدم على شرح مقامات الهمذاني الأستاذ الإمام محمد عبده، بعد عودته من باريس إلى بيروت: (رمضان 1306هـ 1888م). وطبع شرحه في المطبعة الكاثوليكية فيها عام 1889م
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.7 3 تقييم
17 مشاركة

اقتباسات من كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني

المقامة الجاحظية:

حدثنا عيسى بن هشام قال : أثارتني ورفقة وليمة ، فأجبت إليها للحديث المأثور عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : (لو دعيت إلى كراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت ) ، فأفضى بنا السير إلى دار:

تركت والحسن تأخذه :: تنتقي منه وتنتخب

فانتقت منه طرائفه :: واستزدت بعض ما تهب

قد فُرش بساطها ، وبسطت أنماطها ، ومد سماطها ،وقومٍ قد أخذوا الوقت بين آس مخضورٍ ، وورد منضودٍ ، ودنٍ مفصودٍ ، ونايٍ وعود .

فصرنا إليهم ، وصاروا إلينا .

ثم عكفنا على خوانٍ قد مُلئت حياضة ، ونورت رياضة ، واصطفت جِفانة ، واختلفت ألوانة : فمن حالك بإزائه ناصع ، ومن قانٍ تلقاءه فاقع . ومعنا على الطعام رجل تسافر يده على الخوان ، وتَسفِرُ بين الألوان ، وتأخذ وجوه الرغفان ، ووتفقأُ عيون الجفان ، وترعى أرض الجيران ، وتتجول في القصعة ، كالرخ في الرقعة . يزحم باللقمة اللقمة ، ويهزم بالمضغة المضغة ، وهو مع ذلك ، ساكت لا ينبس بحرف ، ونحن في الحديث نجري معه ، حتى وقف بنا على ذكر الجاحظ وخطابته ، ووصف ابن المقفع وذرابته . ووافق أول الحديث آخر الخوان ، وزلنا على ذلك المكان .

فقال الرجل : أين أنتم من الحديث الذي كنتم فيه ؟ فأخذنا في وصف الجاحظ ولَسَنِه ، وحسن سَنَنِه في الفصاحة ، وسُنَنِه ، فيما عرفناه .

فقال : يا قوم لكل عمل رِجال ، ولكل مقام مقال ، ولكل دار سكان ، ولكل زمان جاحظ ، ولو انتَقَتُم ، لَبَطَلَ ما اعتقدتم .

فكل كشر له عن ناب الإنكار ، وأشم بأنف الإكبار ، وضَحِكتُ له لأجلب ما عنده وقلت : أفدنا وزدنا .

فقال : إن الجاحظ في إحدى شقي البلاغة يقطف وفي الآخر يقف ، والبليغ من لم يقصر نظمه عن نثره ، ولم يُزر كلامه بشعره .

فهل ترون للجاحظ شعراً رائعاً ؟

قلنا : لا

قال : فهلموا إلى كلامه ، فهو بعيد الإشارات ، قليل الاستعارات ، قريب العبارات ، مُنقاد لعُريان الكلام يستعمله ، نَفُرٌ من معتاصه يُهمِله ، فهل سمعتم له لفظة مصنوعة ، أو كلمة غير مسموعة ؟

قلنا : لا

قال : فهل تحب أن تسمع من الكلام ما يُخففُ عن منكبيك ، وينم على ما في يديك ؟

فقلت : أي والله !

قال : فأطلق لي خِنصِرِك ، بما يعين على شكرك .

فنلته ردائي .

فقال :

لعمَرُ الذي ألقى عليّ ثيلبه :: لقد حُشيت تلك الثياب به مَجدَا

فتى قَمَرَته المكرمات رداءه :: وما ضربت قِدحاً ولا نصبت نردا

أعد نظراً يا من حباني ثيابه :: ولا تدع الأيام تهدمني هدا

وقل للأولى وإن أسفروا أسفروا ضحى :::: وإن طلعوا في غمة ، طلعوا سعداً

صِلوا رٍحم العليا ، وبلوا لَهَاتها :::: فخير الندى ما سح وابله نقدا

قال عيسى بن هشام : فارتاحت الجماعة إليه ، وانثالت الصلات عليه وقلت : ، لما تآنسنا من أين مطلع هذا البدر ؟

فقال :

إسكندرية داري :: لو قر فيها قراري

لكن ليلى بنجد :: وبالحجاز نهاري

مشاركة من توفيق البوركي
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني

    3

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    الحكمة:

    المقامات أكدت لى فكرة أن حكمة وعقل الإنسان لا تتغير عبر العصور, وإنما الذى يتغير هى الماديات وظاهر الأشياء.

    أُعجبت كثيرا بحكمة هؤلاء الذين قص علينا عيسى بن هشام من أنباءهم ونوادرهم, فبجانب تلك المتعة الجمة, لاتخلو المقامات من الدروس والعبر, التى لاشك, استفدت منها كثيرا. كما أبهرتنى تلك المقامة الأخيرة (المقامة البشرية), التى كادت تكون من ملاحم العرب لولا قصرها...

    ـــــــ

    الأسلوب:

    ليس فى الكتاب صعوبة تتوهمها, أو مشقة تتجشمها, بل على النقيض, وعلى عكس ما ظننتنى ملاقيه, سهل اللفظ مرسلها, رقيق العبارة مجزلها. فقراءة واحدة لكل مقامة (حتى بدون الشرح أحياناً) تكفى لأن تفهم النص وتستمتع به أيضاً لطرافته ونوادره, فعلى رغم غرابة بعض الألفاظ إلا أنه يمكنك أن تفهمها بحدسك وتعرف الموضوع العام بسهولة, وفى قراءة ثانية يمكنك أن تفهم هذه الألفاظ وما تواريه بقراءة الشرح, لكن هذا لا يعنى السهولة المفرطة التى تخلو منها الكتب التراثية بطبيعتها, فبعض المقامات الأخرى فيها من الغموض ما يجعلك تجهل مايدور فيها كأنك لا تقرأها, هذا بجانب فرط استخدام الهمذانى للكنايات والاستعارات التى تجلَت بشدة فى (المقامة الرُّصافيَّة) التى يستحيل فهمها بدون الشرح..

    ـــــــ

    اللغة:

    لغة الهمذانى هى من آيات البديع, ولا سيما فى الوصف الدقيق الذى يجعلك تعيش البيئة زمانياً ومكانياً, وهو كنز لغوى ضخم لمن يبحث عنها.. وعلى رغم الهوة السحيقة بين لغة عصرنا الحاضر ولغة الهمذانى, إلا أننى أزعم أن لغة عصرنا (لغة الأدب أقصد) تتميز عن لغة الهمذانى بعدم اكتفاءها بالوصف المادى وتجاوزها ذلك إلى الوصف النفسى المعقد, وهذا أشدّ ماتفتقر إليه مقامات الهمذانى.

    من عيوب مقاماته أيضاً, أن الكثير منها لامبرر له إلا الاستعراض اللغوى والبيانى البحت, وتكرر هذا فى أكثر من مقامة, وتكاد تخلو من موضوع ذى مغزى.. وكثير من المقامات تدور حول نفس القصة: شحاذ يحصل على المال من الناس بحيله فى إيهام الناس بحسن حديثه واستعراض بلاغته, هو أبو الفتح الإسكندرى.

    ــــــــ

    الشرح:

    الكتاب حجمه 330 صفحة بالشرح, وبدونه يكاد يصل لل 100 صفحة, فالشرح أكثر من المقامات, وكثيراً ماتجد صفحات تخلو من المقامات لإفساح المجال للشرح المسهب, وهذا فى رأيى, وإن ساهم فى توضيح كثير من الأمور المبهمة, إلا أنه يثقل كاهل القاريء بمعلومات لم أقرأ الكتاب لأجلها, كأن يتوسع فى الترجمة لكثير من الشعراء؛ نسبهم وحياتهم وأشعارهم, لمجرد ذكر أسماءهم بصورة عابرة فى المقامة, وكذلك أيضا مع بعض الأحداث, كحرب البسوس, التى خصص لها المحقق مايقرب من أربع صفحات خلت منها ذكر المقامة, ورغم هذا فإن كلامه عن الحرب كان أكثر غموضا من مقامات الهمذانى نفسها, فكانت تحتاج لشرح هى الأخرى, لاستعماله اللغة التراثية العتيقة !

    كما أن المحقق اقتصّ من بعض المقامات بعض الأجزاء بحجة أنها يندى لها وجه الأدب, فكان ابتساراً لمجرى القصّ ولمعرفة الأحداث وما انتهت إليه المقامة, وهذا فى رأيى خيانة للتراث وللهمذانى, ومؤكد أن المحقق لم يستوعب هزة الحداثة ولم يواكب عصر الأدب المستبيح الذى لا يندى له وجه, كما أنه لم يبدِ هذا التحفظ فى بعض المقامات التى كانت تتغنى بالخمر والغوانى, وتمتدحهما, بل أنه لم يتحرج من عرض أشهر أشعار العرب فيهما... تناقض غير مفهوم !

    ـــــ

    لكن تظل مقامات الهمذانى لها من الحضور ما تمّحى تحتها عثرات ووقعات لا تنال من عبقرية وبلاغة الهمذانى ...

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من أطرف ما قرأت! انتهيت من الكتاب وأريد المزيد من أخبار أبي الفتح الاسكندري.

    الكتاب من تحقيق الإمام محمد عبده - مما يضيف رونقا الى قرائته - ويحتوي على تفاسير شافية خاصة وانه للوهلة الاولى ونظرا لصعوبة المفردات، ظننت نفسي وكأني لم اتعلم العربية يوماً. هناك بعض التعابير التي تم حذفها - ويشير المحقق الى ذلك عند وروده - بسبب عدم اخلاقيتها. كون الطبعة موجهة للطلاب، يمكن تفهم هذا الامر.

    على أي حال، أمضيت وقتا رائعا بصحبة هشام بن عيسى وابو الفتح الاسكندري.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق