تحذير:- هذه المراجعة تكشف بعض مما جاء في الرواية
___________________
{سأميت هذا اللعين شر ميتة...
شر ميتة، هناك ميتات كثير من هذه في مملكتنا، تُثقل على ضميرنا إلى الأبد}
يبدو أن قيام حضارة على وجه هذه الأرض يستلزم أولاً وأخيراً ثمناً باهظاً أحمر اللون لزج يروي به بني البشر الأرض أولاً قبل أن يُشمروا عن سواعدهم لبنائها. هذا النوع من الروايات أعيش معها لحظات لا توصف فبالإضافة لكونها رواية لكنها تكشف النقاب عن حقائق وأماكن لم أضع في الحسبان أبداً أني في يوم من الأيام سأتعرف على بعض خبايا "عنوانها"، لأنها أماكن لا تحتل أهمية في قائمة ما أود أن أعرفه ولذلك أعترف أن عالم القراءة كشف لي أكثر مرة كم أن الكثير الكثير قد فاتني. ولكن برغم روعتها فإنها في نفس الوقت مؤلمة جداً لتأكيدها لحقيقة نذالة وخسة بني البشر، هذا النوع من الروايات يثير ذلك السؤال المُلِّح أثناء وبعد قراءتها، لماذا ......... ؟ ثم لماذا؟
****** ***** **
تدور أحداث هذه الرواية بين سنة 1500 و1553 ميلادي على لسان إنيس سوراريث، وكعادتها إيزابيل الليندي تؤرخ أحداث فترة التاريخية بأسلوب روائي أعترف أنني من عشاقه
عن جمهورية تشيلي هذه الرواية تتحدث، وسنتتبع أصل الحكاية من إسبانيا عن بدايات إنيس سواريث و بيدرو دي بالديبا اللذان ستتقاطع خُطاهم ويكون الملتقى في البيرو حيث يبتدئ الشغف وتبدأ الحكاية، حكاية بلد اسمه تشيلي وقصة غرامها وانفصالهما
****
بيدرو دي بالديبا من خلاله حديثه مع السجين ديغو دي الماغرو في البيرو قبل إعدامه يسمع عن تلك الأرض البكر الخصبة التي فشل السجين في فتحها فتتحول لحلم وشغف يسعى لتحقيقه بعيداً عن حمى الذهب في البيرو وفوضى الحكم فيها، فيبدأ المشوار بقافلة خجولة من الأسبان والسكان الأصليين وامرأة إسبانية واحدة هي إنيس سواريث عشيقة هذا الحالم، لماذا عشيقة؟ لأن هذا الحالم متزوج من امرأة تركها خلفه في إسبانيا
هذا العسكري طيب القلب حقق حلمه وفتح تشيلي وحكمها بمساعدة يده اليمنى إنيس، ولكن طيبة قلبه لم تشفع له جرائمه فهو رجل عسكري سيتبع وسائل تبرر غايته تكون نتيجتها مجازر وقتل يقشعر له البدن في حق السكان الأصليين، ويحقق شرط بناء دولته بأن يروي تلك الأرض "تشيلي" دماً وجثثاً
.
قراءة هذا النوع من الروايات سيكون "السيد قووقل" مصاحب لها، رغم مرور دهر على تاريخ هذه الأحداث لكن دائماً هنالك فضول للبحث عن صور لتلك الشخصيات المذكورة في محاولة لمقارنتها بالصورة التي تكونت في مخيلتي، بالطبع دائماً لا توجد علاقة بين هذه الصور والصور التي أجدها، حاولت البحث عن صورة لإنيس سواريث ولكن أكثر صورة وجدتها لها تكررت بعدة طرق تُصوِّر ما قامت به من عمل حاسم في المعركة الدموية التي أدت لتدمير سانتياغو للمرة الأولى بعد إنشائها (ستُدمر أكثر من مرة)، أما ما فعلته فسأكتفي بالصورة
****
حكاية أو أسطورة إنيس سواريث وشخصيتها أبدعت الليندي في رسمها، تلك المرأة الذكية الحالمة العنيدة والمقاتلة والخارجة عن المألوف بالنسبة لنساء عصرها. الرواية على لسانها؛ كيف لا والليندي مما قرأته لها سابقاً هذه هي طريقتها، هذه ثالث رواية أقرأها لها وجميعها تتكلم عن حدث تاريخي غيَّر الخارطة بلسان امرأة غير عادية تُصوِّر تلك الفترة وتسلط الضوء على هموم النساء في ذلك الوقت
ثالث رواية أقرأها لإيزابيل الليندي ولم أكتفي بعد، فما تكتبه هذه المرأة في قمة الروعة
______________
* مابين {....} مقتبس من الرواية
*في النبذة التعريفية عن الرواية المذكورة أعلاه سأقتبس هذه الجملة (تكتبها و هي التشيلية التي تنحدر من سلالة لا بدا و أن تعذبت على يد بيدرو دي بالديبيا وتكن الكُره للشيطانة خليلته) هي جملة غير صحيحة وتدعو للضحك . من جهتي أعتبرها مجرد "بهارات" لا أكثر
