اقتباسات من رواية واحة الغروب

ليتني أستطيع أن أقول إن البشر يعرفون طريقهم. ليتني أستطيع أن أقولها حتى عن نفسي!‏

ليتني أستطيع أن أقول إن البشر يعرفون طريقهم. ليتني أستطيع أن أقولها حتى عن نفسي!‏

لا مهرب فلا تحاول. ارضَ بما يحدث. تقبل نعمة أن علمت ما لم تكن تعلم. هأنت تعشق دون أن ترغب حتى أن تلمس، ليس مهما أن تفهم. لا ضرورة لأن تسعد. هي جاءت. أنت أحببتها لا تريد منها شيئا غير أن تعيش. هذا هو أول الأمر ومنتهاه، فلا تحاول!‏

قصيرة جدًّا هي الحياة مثلما فهم الإسكندر وعلى من يستطيع أن يخلف فيها أثرا ألا يتردد أو يتلكأ.

لكن خوفي أثبت أني مثل كل الناس أخاف من المجهول الذي لا سبيل لفهمه.

يمكن أن تحكم الناس بالقمع والخوف. لكن الخائفين لا يمكن أن ينتصروا في حرب. في ساحة القتال يجب أن يكونوا أحرارًا

إذا كنت لا أفهم نفسي، فكيف أفهم القدر؟ فليكن ما يكون!‏

ماذا تريد يا يحيى؟ أصبحت عجوزًا جدًّا. ضعف بصرك وضعف جسمك. لماذا إذن لم يضعف غضبي ولا حيرتي؟ لماذا مازلت حتى الآن أسأل الأسئلة التي عذبتني في شبابي؟ اقتربت النهاية ولم أعرف طمأنينة القلب.‏

أوافق على ما هو أقل ـ أن يشرق الصبح فأعيش يومي وحده وقد غابت من ذهني كل الذكريات. أي ترتيب مريح للحياة أن نعيش اليوم دون إزعاج الأمس والغد معًا!

أذكر من أيام المدرسة بيتًا قديمًا من الشعر.‏

‫ وأعلم عـلم اليوم والأمس قبله‏

‫ ولكنني عن علم ما في غد عمي‏

‫ تمنيت لو كان الأمر هو العكس. لو أجهل ما حدث بالأمس وأعلم ما في الغد، بل أوافق حتى على أن أظل أعمى عمَّا يحمله الغد بشرط أن يختفي الأمس أيضًا.

جربت كل شيء: النصر والمجد اللذين لم يواتيا أحدًا قبلي. ولذة الحكم والسلطان. أعفو كإله. وأقتل كإله. وجربت نشوة الشعر والموسيقى. ومتعة النساء والخمر، فلماذا لم أصبح سعيدًا؟‏

ووجدت بالطبع دائمًا أولئك القلائل من المتمردين الذين يحلمون بالحرية. وهؤلاء غالبًا ما كان يتكفل بهم العامة أنفسهم قبل أن أتكفل بهم أنا. يكشفون مؤامراتهم ويفرحون لسقوطهم. لأن أولئك الحالمين يريدون أن يسلبوا من العامة نعمة الطمأنينة في الخوف.‏

لا أفهم أي معنى للموت، لكن ما دام محتمًا فلنفعل شيئًا يبرر حياتنا. فلنترك بصمة على هذه الأرض قبل أن نغادرها.‏

❞ مكتوب أيتها الأرض أن يأتي عليك وقت تكونين فيه أرملة منكسة الرأس تحثو فوق رأسها التراب. مكتوب أنه سيمشي في طرقاتك الغرباء في زهو ويمشي أهلك مطرقين رءوسهم، مكتوب أنه سيعلو صوت السفهاء ويتكلم الحكيم في كمّه. ❝

قلت: ربما لديه تسلية أخرى. فرفع الحقيبة الثقيلة الموضوعة إلى جواره وقال مبتسما: القراءة فقط، ومعي الآن كل ما طلبته من الكتب.‏

ويمكنني أن أصل بالحيلة إلى ما لا أدركه بالقتال.

حدثوني عن قوافل عديدة تاهت في الصحراء وابتلعتها الرمال.

أسأل نفسي طول الوقت عن الخيانة. سألت نفسي كثيرًا: لماذا خان الباشوات والكبار الذين يملكون كل شيء؟ ولماذا يدفع الصغار دائمًا الثمن ـ يموتون في الحرب ويُسجنون في الهزيمة - بينما يظل الكبار أحرارًا وكبارًا؟

صدقني أني من ناحية أحسدك لأنك ذاهب إلى الصحراء، جنة الأنبياء والشعراء. إليها يفرّ كل من يترك وراءه الدنيا لكي يجد نفسه وفيها تورق الأنفس الذابلة وتزهر الروح.

أن ممارسة الحب لحظة خارقة يحلق بها جسدان معًا خارج مدار العالم إلى نعيم يكون جديدًا في كل مرة. تحلّ نعمة فذة كأن كل مرة هي أول مرة، وكأن تلك الشهقة الأخيرة هي ميلاد جديد أو بعث جديد