قال صلى الله عليه وسلم سيروا على سير أضعفكم، ومن هذاالباب اشترط الشارع في الحاكم قلة الافراط في الذكاء ومأخذه من قصة زياد بن ابي سفيان لما عزله عمر عن العراق وقال له: لمَ عزلتني يا امير المؤمنين، ألعجز ام لخيانة؟ فقال عمر: لم اعزلك لواحدة منهما ولكني كرهت ان احمل فضل عقلك عن الناس. فأخذ من هذا أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء والكيس مثل زياد بن سفيان وعمرو بن العاص لما يتبع ذلك من التعسف وسوء الملكة وحمل الوجود على ما ليس في طبعه… ان الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة لأنه افراط في الفكر كما ان البلادة افراط في الجمود، والطرفان مذمومان …
مقدمة ابن خلدون
نبذة عن الكتاب
ألّف ابن خلدون هذا الكتاب عام 1377م ليكون تمهيدًا لمؤلفه الكبير "كتاب العِبر"، إلا أن هذه المقدّمة اكتسبت لاحقًا مكانة مستقلّة، وأصبحت تُعدّ عملًا موسوعيًا شاملاً. في هذه المقدّمة، تناول ابن خلدون مختلف ميادين المعرفة: من الشريعة والتاريخ، إلى الجغرافيا، والاقتصاد، والعمران، وعلم الاجتماع، والسياسة، وحتى الطب. كما تناول أحوال البشر، وتنوّع طبائعهم، وتأثير البيئة في سلوك الإنسان وتكوينه. ركز في تحليله على نشوء الدول وتطوّر الأمم، كما شرح أسباب انهيارها، معتمدًا بشكل أساسي على مفهوم العصبية كقوة محركة للتاريخ. بفضل هذا العمل، سبق ابن خلدون العديد من المفكرين في طرح أفكار رائدة، حتى اعتُبر مؤسسًا لعلم الاجتماع، متقدّمًا بذلك على الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت الذي يُنسب إليه تأسيس هذا العلم في العصر الحديث.اقتباسات من كتاب مقدمة ابن خلدون
مشاركة من إيمان حيلوز
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
بشاره كرم
انتهيت من هذه المقدمة التي فاقت الستماية صفحة، وهو كتاب ممتع وقيم: ابن خلدون يعرض لجميع ميادين المعرفة فباعه طويل في المعارف، من الكيمياء (بمعناها القديم، اي البحث عن الاكسير) الى الزجل، من علم اللغة الى السحر، من الفلسفة والشرع الى الفلاحة والتجارة. بالطبع يقتضي على القارئ ألا ينسى أن الكتاب مدون في اول القرن الخامس عشر، فلا يمكن انتقاد بعض التفسيرات التي أتاها ابن خلدون والتي تختلف مع مكتسبات العلم الحديث. لكن بالعكس، ان منهجيته والتي تقتضي دائما البحث عن الاسباب الواقعية الكامنة وراء الظواهر وتعليلها بشكل عقلاني - هو أمر مدهش. وهو، وإن استثنى الدين والظواهر الدينية من مبادئ منهجيته، فلا يمكن لومه نظراً للعقلية السائدة في جيله. قرائة مقدمة ابن خلدون ممتعة، يكتسب منها القارئ العديد من المعلومات التاريخية النادرة والمسلية، ويحصل على خلاصة قيمة لحالة العلم والمعارف في تلك الحقبة، ويظهر أن حب المعرفة والعلم وتجميع المعلومات أمر التذّ به الأقدمون.
الطبعة التي قرأتها قليلة الهوامش، فنجد مثلا هامش يفسر كلمة متداولة في ايامنا بينما لا تفسير لكلمات وتعابير غير مألوفة - خاصة في آخر فصل متعلق بالشعر (شخصيا لم استطع تحمل قراءة الأشعار المذكورة، فهي كالطلاسم والألغاز بالنسبة لي). حبذا لو أكثر المحقق من الهوامش، فهذه المقدمة تحتاج - بل تستحق - أن تخرّج في طبعة نقدية مدروسة بحيث يتمكن القارئ ليس فقط من فهم ما تعسّر من مفرداتها بل أيضا من تقدير قيمتها - أي ما أضافه ابن خلدون، مدى تأثير مقدمته على منهجية التاريخ والاجتماع والانتروبولوجيا ( هو انتروبولوجي قبل الكلمة)، وما الذي أُثبت خطؤه من قبل العلم الحديث.
-
Des IBnaan
من أروع ماقرأت في تصنيفات الحياه الاجتماعيه والأمم والتربية .. ويزداد عجبي حين يصدِق كلامه الواقع الذي نعيشه بعد مئات السنين من كتابته له .