سِفر التورط
رَكض في مَذبحِ النَفس !
مَعرفتي بالأستاذ محمد سيد أبو ريان
، قَديمة من أيام اسم – فارس الصغير -
قرأت سِفر التورط على هَديِ من ألحان المطربة الإيرانية – عزام علي – التي عرَفني عليها في واحدة من فضائل الكَرم في العام 2014
تحديداً
I'm a stranger in this world
أستاذ محمد أبو ريان عَزز لدي في روايته سِفر التورط ، مَسرح رؤيته في مُخيلتي أن هذا شَخص يَنبض إبداعاً في ظلِ الأبوكاليبسية ، يَقتات على جموح عرمرم في ظِل مفردات النهايات ، الكوارث ، وصراعات الكَون البعيد
أراه دوماً وَسط كَومة رماد وخرائب من عالمنا أو عوالم أخرى ، جالساً في أريحية من أمره ، يَكتب ، يُرتل شئ ما وكأن هذه بيئته الأم .
ترى هذا بعين التهيب والوجوم وكثير من الرجفان في إفتتاحيات فصول الرواية وتفصيلات الإفتتاحيات كـ" فوضى الممرات اللا متناهية ، ملحمة أخر الأكوان ، إله شاخ ومازال و تلُ الذابوح " .
سِفر التورط
وَرطة من نوع خاص عن ميقات حُدد للرحيل إنتحاراً ، إكتئاباً ، هَوساً وعلى كثير من الإنهاك في سَبر غَور الأسئلة والإعترافات والجُرئة في مواجهة صدمات الطفولة ، علاقة المدينة وروائح تُرابها بالعقد النفسية ، مَن ألقاك من سيارة العُرس مكسور الرُوح .
سِفر التورط عَجب في ظِلال الإشكالية الأبدية في مجتمعنا – لن أعيش في جِلباب أبي – ترى فيها دوائر الزَمن كيف تَحط على رغائبك المتناقضات بين أب وابنه ، تلوي غضبك القديم ، تَنضج بالرحمة والوِصال فجأة ، تَفور بكثير من الغضب والذكرى
رحلة لن أعيش في جلباب أبي فيها ، ثَقيلة ، غائمة ، بلا رَهف ، استثارت لديّ كَثير من السحق وستثير لديك إن كنت من رُواد هذا النادي ..
جُرأة الطرح في سِفر التورط دليل لمن أراد أن يُلامس جرُوح نَفسه في تشَككه ، تهافت الرُوح للإنتحار ، وكثير من الصراع بين الشجاعة والتسليم ، هي رواية تلّوك النفس بالتفكر وكثير من الإنقباض لكنها تُورطك حتى تنهيها في يوم وليلة مُشبعاً بجولة
عَظيمة نَفسية +18 .

