في هذا الرواية، لا تحكي الكاتبة قصة “رحيل” فحسب، بل تحفر في ذاكرة جيلٍ كاملٍ وُلد في العاصفة.
لغةٌ تلمع كالسيف، ومشاهد تنزف واقعيةً حتى الوجع.
كلّ جملة هنا تحمل ثِقلَ الأسئلة التي نخاف طرحها:
عن الدين حين يُستعمل غطاءً للخطيئة،
عن المرأة حين تُدان لأنها تنزف إنسانًا،
عن الأمّ التي تنظر إلى ابنتها بعين الخصم لا بعين الحنان.
“رحيل” ليست شخصية؛ إنها وطنٌ صغير فقد صوته في الزحام،
طفلة تحاول أن تتعلم كيف تنطق كلمة “كفى” في عالمٍ لا يريد أن يسمعها.
مشهد موت الأب كان كطعنة باردة في قلب النص —
يتكسّر الإيقاع فجأة، ويدخل القارئ في دوّامة واقعية تجعل أنفاسه تتسارع.
ثم تأتي يد “رام” كوميضٍ بسيط من الإنسانية،
ليذكرنا أن في أكثر العوالم قسوة، هناك دائمًا ماء لا يُرى.
هذه الرواية ليست عن الموت أو الفقد فقط،
بل عن التمرد الصامت،
عن تلك اللحظة التي تقف فيها فتاة أمام قدرها،
وتسأل العالم دون صوت:
«من الذي أخطأ حقًّا؟ أنا… أم هذا العالم المكسور؟»
من اجمل ما قرأت



