سقوط شجرة الحور
تأليف
سيفجي سويسال
(تأليف)
سوسنة سيد
(ترجمة)
هذه الرواية تشبه صورة فوتوغرافية قديمة، التقطتها عدسة الزمن في وضح النهار. إنها ليست مجرد رواية؛ بل حكاية كثيفة، تأخذك إلى لحظة ممتدة لا تُوثّق فقط سقوط شجرة الحور، بل ترصد نصف الساعة السابقة لهذا السقوط، بكل تفاصيلها المتشابكة.
في "يني شهير"، حيث تتأهب شجرة الحور للانهيار، يتوافد الناس، وتتعالى تحركات رجال الإطفاء الذين يسابقون الوقت لاتخاذ الاحتياطات. في هذه الفسحة الزمنية، تتقاطع مصائر الشخصيات تحت عين "سويسال" التي تلتقط لحظات الاحتكاك البشري: تعارف، تصادم، تجاهل، واشتباك.
ها هو "أحمد"، البائع الذي فشل في لقائه مع "شكران" في قبو المتجر وقت استراحة الغداء، يصطدم لاحقًا بـ"خديجة هانم" أمام "المتجر الكبير". توبّخه لخروجه عن اللياقة، بينما هي تغادر المتجر وداخل حقيبتها بعض ملاعق الشاي التي سرقتها بثقة، تكتسب منها قوة لحظية. لكن "نجيب بيه"، الذي يكتفي بدخله من تأجير العقارات، ينزعج منها لأنها تجاهلت تحيته المهذبة.
أما "ماهتاب"، موظفة البنك القادمة من خلفية متواضعة، فتشعر بالخيانة كلما رأت "نجيب بيه" يسحب أمواله، كأنه يسحب الأمل من قلبها. في عينيها، يصبح رمزًا لانهيار الحلم بأن الادخار وحده كفيل بتغيير المصير.
وفي الجانب الآخر، يغتاظ "جونجور" ، الذي بدأ مسيرته بتلوين بيض عيد الفصح وها هو يعيش نجاحًا دائمًا ، من نقاش يدور بين "نجيب بيه" ونادل مطعم "بيكنك"، كأن هذا الحوار يعكر صفو إنجازه.
من نافذتها، تراقب "موهبة هانم" بصمت حوار زوجها "صالح بيه" مع "جونجور"، بينما تدير منزلها بنظام صارم أقرب إلى حركة عقارب الساعة. لكن هذا الانضباط الثقيل يحوّل البيت إلى مكان خانق، يشعر فيه أولادها "أولچاي" و"دوغان" بالملل والبرود.
وفي زاوية من المشهد، يقف "دوغان" مع "علي" ، صديقه الذي فتح له بابًا على عالم مختلف ، يراقبان معًا الحشد المتجمّع... وشجرة الحور التي تتهيأ للسقوط.