❞ قرأت هذه الرواية بعين ابنٍ لم يفقد أمه بعد -أتمنى ألا أفقدها أبدًا- لكنه يعيش بهاجس هذا الفقد كل يوم؛ في التوقع، وفي الفزع لمجرد التخيُّل، وفي محاولة تخزين الروائح والعبارات والضحكات والمزيد والمزيد من الذكريات. ❝
في حقيقة الأمر كنت مترددة بشأن البدء في قراءة هذه الرواية لإدراكي لمدى الألم الذي سيصيبني جراء ذلك ولكن كعادتي أفضل مواجهة الألم على الهروب منه!
كنت أقرأ والدموع تملأ عيني فلا تكاد صفحة تخلو من حزن مرير وأقاوم رغبة ملحة في تركها والاسترسال في البكاء حتى تجف دموعي!
بدأت القراءة في مكان عام ولم أعرف كيف أفسر لمن حولي أني أبكى لأن فتاة في الرابعة عشر من عمرها تقاوم الإنهيار أمام معلم قاس يضغط على جرحها ولا تريد له أن يحقق مبتغاه وتقول له:
❞ لم أبكِ، لأن البكاء لا يُجدي، وماما لن تموت. ❝
أرى نفسي فيها فأنا دائما ما أردد أن البكاء لن يجدي ولكن عندما قرأتها اليوم بكيت أمام غرباء لا أعرفهم ولكن يجمعني بيهم مصير مشترك بشكل ما.
❞ كأنَّك وجدتَ من يقول لك: احزنْ، احزنْ على حزننا معًا. فيصير النَّص حينها جلسة جماعية لتقاسم الألم، دونَ خوفٍ أو رادعٍ. ❝
شعرت بأكثر من رابط يجمعني بالفتاة ذات الأربعة عشر عامًا فهي تقول: ❞ يجب أن أعيش لأن ماما مريضة ❝
ولأنه ❞ من المهم لماما أن أبقى على قيد الحياة لأننا يحب بعضنا بعضًا كثيرًا ❝
وعندما جاء ذكر مشهد موت موفاسا وهز سيمبا لجسده دهشت وشعرت أن في طفولتنا كذلك قاسم مشترك وكنت قد نسيت أن فيلم الأسد الملك هو فيلم عالمي وليس مصريًا كما ترسخ في طفولتي من الدبلجة :"D
على رغم قصر الرواية إلا أنها مكثفة من ناحية الشعور والحزن وبها القليل من الضحك والكثير من الألم.
وعن الترجمة فهي سلسة ولا تكاد تشعر معها بأنك تقرأ عمل مترجم من الأساس ونقلت روح النص بكل صدق.