اقتباسات من رواية أصل الأنواع

ظلالًا وبدأ يشعر بأن قلبه يفقد شيئًا من دون أن يتبيَّن ما هذا الشيء

كلُّ ما فينا باردًا باستثناء منطقة واحدة في الجسد هي ثقب القلب النازف الثقب وحده أما بقية القلب فمتجمِّد

فالمسؤول لا يعرف عن إزالة كل البِنايات الواقعة كمعوقٍ أمام الطريق لكن المعوقات أمام الطريق مدينة الموتى الشاسعة وهي مقابر أثرية لأولياء ملأى بالزخارف والنقوش النادرة ومقابر لعائلاتٍ من بينهم علماء ومفكرون هذا ما كتبه رام في تقريره إلى الجهة العُليا في خطوة انتحارية كانت نتيجتها إصرارهم أن يبدأ الهدم

لكنه يعجز عن تذكُّر إن كان رأى أصابع قدمَيه فيلوم نفسه كيف لا يتذكر ذلك ثم يدافع عن نفسه بأن الأشياء الموجودة لا ننتبه لها وأننا ننتبه فقط عند غياب الشيء ثم مَن منَّا يتمم على أعضائه كل صباح

كأن المعادِل لفقدان الحب فقْد شيء من الجسد أو أن دماء القلب النازفة تفسد ما يعلو الجلد حينها تأمَّل في مشاعره فلم يجد الغضب ولا الاستياء كأن بفقْد شيء من الجسد فَقَدَ نوعًا من المشاعر

الوداع من دون دموع ليس وداعًا

في مراحل الحب الأخيرة ننكر المؤكد نبتكر مسميات ونقنع بها أنفسنا ندلي بدلونا في بئر اليأس على أمل أن يخرج لنا أملٌ نثق بفطرة بريئة أن حيًّا سيخرج من الميت وكلما عاندنا أنفسنا جاءتنا الأدلة على أن بئر اليأس لا ينضح بأملٍ وأن طفلنا الميت بين يدَينا لن يبتسم

كل باب لا يُصنع إلا بهدمٍ في الجدار ومن الباب نخرج وندخل ومن فتحته تتسلل إلينا الأشياء كل الأشياء

كانت الأصوات العالية مثل جرَّافات تزيل بلا رحمة تجرح بلا رحمة لا تمهل نبتة في الأرض ولا تسمح بفرصة ثانية للإنبات وحين امتلأت شرفاته بالجرَّافات وغدت نوافذه غارقة بالحصى بكى بكى كثيرًا انهمرت دموعه فلم تكن مطرًا كما ظن بل أحجارًا وحين نبكي أحجارًا تتجرَّح حدقاتنا وحين تسقط الأحجار على صدورنا تصنع مطبات تصنع ثقوبًا ومن الثقوب نبصر بأعين مختلفة كأننا نفتح مداخل جانبية للمدينة لا يعرفها إلا سُكَّانها ورغم أنها تبدو تكسيرًا في أسوارها فإنها باب

كان يرى الرياح تهب على بُعد مئات الكيلومترات وكان في وسعه أن يغلق نوافذه وشرفاته لكنه أصرَّ أن تبقى مفتوحة فدخلت الرمال وامتلأ بالحصى وتسرَّب إلى مكان كان أخضر بداخله فاستحال صحراء حتى النبتات الصغيرة وكانت لا تزال حية ماتت بالأصوات العالية

أقول ببراءة إنه تعلَّم بالتجربة لكنه يرى ببساطة أنه التطور البشري مصير الإنسان بعضنا يصل قبل البعض الآخر لكننا جميعًا سنصل في نهاية المطاف يقول إن جيلًا بعد جيلٍ يحدث هذا التطور من دون أي جهد وحين يحدث هذا التطور لإنسان يكُف عن البكاء والتأثر يبدو له حدوث الأشياء أيًّا كانت الأشياء أمرًا طبيعيًّا له مقدمات وخواتم له معطيات ونتائج وحتى نبلغ هذا التطور نظل نندهش نظل نُصدَم نظل نسأل عن السبب أو حتى نلجأ إلى الخرافة

فقال دكتور إدوار بأن هذه الحالة نادرة لكنها وقعت قبل ذلك منذ مئات السنين واسمها طبيًّا ابتلاع الأصابع فلم يفهم بتشان ما معنى ذلك فأضاف دكتور إدوار أنه نوع من امتص

قول لنفسه في مقابل لحظة حبٍّ سنواتٌ من البؤس وفي مقابل لحظة سعادة سنوات من التعاسة

قول لنفسه في مقابل لحظة حبٍّ سنواتٌ من البؤس وفي مقابل لحظة سعادة سنوات من التعاسة

ثم لأنه بطيء في العادة فلا يكتفي بمعرفة الخبر بل ينتظر هضمه والتخلص من فضلاته حتى يتحرك

ولأن الوداع من دون دموع ليس وداعًا جلس رام في سيارته وبكى بكى كثيرًا بكى لأن جسدًا ودَّعه الآن لن يلمسه أبدًا

قال لنفسه إنهم فقدوا لغتهم وتخيل صباحًا يقف فيه تحت الدُّش وفي أثناء استحمامه تسقط عنه لغته في بالوعة البانيو وهو يرى الكلمات تتسرَّب واحدة وراء أخرى إلى المجهول كأن اللغة بيتٌ يتهدم حجرًا حجرًا حتى يغدو أطلالًا

‫ والمدينة الآن مثل خريطةٍ

‫ لإخفاقاتي وذُلي

‫ هنا مساءٌ رمادي ينتظر

‫ ثمرة مُدانة للصباح

‫ هنا سيضيع ظلي بخِفة

‫ في ظلٍّ أخير لا يقل عبثيةً

‫ لا الحب يجمعنا بل الرعب

‫ ربُّما لذلك أحبُّها جدًّا

‫ بورخس - بوينوس آيرس

تم اكتشاف غريزة الاستعباد في حشرة النمل الأحمر وهي تعتمد تمامًا على عبيدها ومن دون مساعدتهم لانقرض هذا النوع من النمل في سنة واحدة

‫ داروين - أصل الأنواع

الحيوانات تشتبك في صراعٍ على البقاء والموارد حتى تتكاثر وحتى لا تفترسها حيوانات أخرى

‫ الجاحظ - الحيوان