الزمن لا يرمّم شيئاً، فقط يبدّل أماكن الألم، يدرّبه على التخفّي، ويمنحه قناع الاعتياد. يقال إنّه كفيل بالشفاء، لكنّي لم ألمس ذلك. الزمن يروّض الجرح ليبدو أقلّ حدّة، لكنّه لا يبرّئه. تعلّمنا أن نبتسم ونتحدّث عنه كما لو أنّه مضى، فقط لأنّنا تعبنا من مواجهته، لا لأنّه غادر فعلاً.
هكذا عشت الجحيم
نبذة عن الكتاب
بعد مرور ربع قرن على حادثة احتراقه التي غيّرت مسار حياته، وبعد أن أمضى الكاتب سنوات طويلة يحاول الهروب من ثقل الذكريات، قرّر أخيراً أن يواجهها بالكتابة، ليحوّل الألم الذي عاشه إلى مادّة إبداعيّة، لا لإعادة استحضار الجحيم، بل لتأمّل أبعاده وتأثيراته على تكوينه الإنسانيّ. تمكّن هيثم حسين في هذه السيرة من مواجهة آلامه المتجذّرة، وتحرير ذاكرته من أسرها، والكتابة عن تلك اللحظات التي ظلّت تلاحقه ككابوس متجدّد، ليقدّم شهادة استثنائية عن صراعه مع واحدة من أقسى التجارب الإنسانيّة التي يمكن أن يمرّ بها المرء. يحاول حسين في هذا العمل صياغة العلاقة بين الإنسان والمحنة، بين الماضي الذي لا ينفكّ يطاردنا والحاضر الذي يدفعنا للمضي قدماً، والغوص في الطبقات العميقة للذاكرة. يكشف كيف يمكن للحوادث الكبرى أن تعيد تشكيل الهوية، وكيف تصبح لحظات الألم بوّابات لإعادة التفكير في معنى الحياة، وفي قدرتنا على التغيير والنهوض من تحت الرماد. تصوّر هذه السيرة "الجحيميّة" كيف أنّ معركة الشفاء تتجاوز الجسد المحترق، وتمتدّ إلى الروح التي تناضل لاستعادة توازنها، حيث يتحوّل الألم إلى طاقة متجدّدة، والمحنة إلى درس يعيد تعريف الذات، وكيف يمكن للماضي أن يظلّ حاضراً، لا كقيد، بل كمنبعٍ للمعنى، وجسرٍ يعيد الإنسان اكتشاف نفسه وغيره في عالمه.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 221 صفحة
- [ردمك 13] 978-1-916533-06-6
- منشورات رامينا
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب هكذا عشت الجحيم
مشاركة من Israa Omar
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
se'îd welî
" النسيان، حين يتمنّع، لا يكون عجزاً، إنّما فعل مقاومة. ثمّة ماضٍ لا يموت، يُطلّ دوماً بهيئات مختلفة.. نحاول طمره، دفنه، محوه… فيعود أكثر عنفاً، كأنّ فيه حياةً لا نملك مفاتيحها، ولا قدرة على إسكاتها "
لقد كنت شاهداً على سرد تلك الحادثة قبل أن تتحول إلى رواية..
لطالما رواها لنا صديقي محمد ـ شقيق الأستاذ هيثم ـ عندما كنا نزوره في بيتهم العاموديّ الذي كان يخبّئ في ثناياه قصصاً وأحزاناً كنّا نريدها أن تترجم إلى سطور يقرأها الجميع..
والحمدللّه قد تحقق مرادي، وأصبحت أقرأ هذا النتاج وكأنني عايشت أحداثه، أتألّم بمجرّد أن اقرأ كلمة نيران أو حريق..لأنّنا كنّا قد احترقنا مع البطل على الرغم من فارق العمر بيننا..
لقد كان احتراقاً لا إرادياً لأنّنا أحببنا الأستاذ هيثم الذي عانى وتعذّب..فوصلت معاناته وٱهاته إلى قلوبنا البسيطة وتحوّلت العاطفة إلى التفكير بالدعاء له للنّسيان على أمل أن تكون هذه النعمة خير وسيلة لمقاومة تلك المأساة..
بوركت أناملك أستاذنا الحبيب، وانا أقرأ هذا الكتاب بنهمٍ عجيب
تنتابني مشاعر الفخر والعظمة والحزن أيضاً..
لكنّ الأهم أنّك خلّدتك ماحصل لك بأسلوبك الإبداعيّ الخاصّ
سلامي لك ولكلّ المشتركين في هذه المنصة الرائعة
سعيد ولي
عامودا، سوريا
٤-٨-٢٠٢٥
-
أماني هندام
❞ ثمّة لحظات يجد فيها المرء نفسه متواطئاً مع ألمه، لا يطلب الفكاك منه إنمّا يتشبّث به كما يتشبّث الغريق بخشبة مغمورة ❝
ثمة كتب لاتغادرك،هكذا هي كتب الأديب هيثم حسين المفعمة بالألم،تعريك من داخلك وتكشف جميع نواقصك.
ولي رجاء لو تسنى للأستاذ هيثم حسين أن يطلع عليه لو فقط يرشدني إلى مكتبات في مصر تتوافر بها كتبه لأنني بحثت عنها كثيراً حتى أصابني التعب
وخاصة الكتب التي لم تتوفر على أبجد بعد..
الرواية والحياة
الروائي يقرع طبول الحرب
الرواية بين التلغيم والتلغيز