على نهر كونهار
تأليف
مريم البادي
(تأليف)
فتيات في عمر الطّفولة، بأجساد نحيلة، وسحنات أقرب إلى خلاسيّة لوّنتها شمس ضنك العيش وبرودة الطقس! يقول أختر عمر إنّهن من بدو الغجر الذين لا حظّ لأبنائهم من التّعليم، ولا حظّ لهم من الحياة إلا بمثل ما تنضح به وجوه هؤلاء الأطفال! يولدون، يودّعون طفولتهم مع حبالهم السريّة! ويقذفون إلى سلّة الضّياع في هذا العالم المرعب، الذين فيه يكبرون سريعًا، ثمّ يتّكئون بعد مرحلة الحبو على عكّازات الفقر والجوع، ويقفون على أبواب الله كيفما تيسّر لهم! تختبر الأُنثى هناك جسدها بقسوة عن غير وعي قبل النّضج، وتتزوّج وتحمل وتلد وهي لا تعي شيئًا آخر من الحياة إلا هذا المثلث الذي حُدد لها: الزّوج، البيت - الخيمة، الأبناء... تكدح المرأة إلى جانب الرّجل كي تواجه أنياب الحياة القاسية، وتتكرّر التّجارب إلى يومنا! إلى القرن الحادي والعشرين في أرض واسعة تزخر بموارد هائلة ومتنوّعة، لكن براثن الاستعمار وأجندته، وأعطاب السّياسة، تركت ما يكفي من الفساد الذي يحرم الشّعب من ثروات بلده وخيراته.