أول قراءتي للكاتب الرائع الكردي هيثم حسين وكانت تجربة فريدة من نوعها،هناك قاسم مشترك بين الكاتبين الكرديين هيثم حسين وجان دوست "اللغة الرشيقة السلسة"هناك سحر يكمن في كلماتهم،ومتعة مؤكدة تتحصل عليها ونشوة تربكك وتثير جميع أنواع الفوضى بك بعد تصفح كل صفحة وحين تكون بمفردك تتذوق نكهة مفرداتهم الحية النابضة بجميع ألوان الحياة..
لماذا يجب أن تكون روائياً؟ العنوان يسقطك في فجوة من الزمن حيث بعد انتهاء الكتاب تود أن تقوم حالاً تنشد خلاصك عبر الكتابة،
لتردد قوله في أعماقك..
❞ أي لغز تشتمل عليه الكتابة حتّى تكون مصدر خوف وترهيب للكاتب نفسه تارة وللقارئ تارة أخرى والسلطات القامعة في أحيان كثيرة؟
❞ لا يُقصد بارتياد الآفاق في عالم الرواية الرحيل إلى نقاط نائية في الجغرافيا، أو اكتشاف أماكن جديدة، أو خوض مغامرات في الشرق أو الغرب، بل يكون الرحيل المراد إلى أعماق الإنسان نفسه، تلك الأعماق التي تظلّ قارات مجهولة يجتهد الأدب والفكر والفنّ في تظهير أسرارها وألغازها ❝
أعجبني أيضا السيل المتدفق الخاص بمعلومات عن كتب قراء عالميين ورأيهم فيما يخص فعل القراءة وآليات الرواية كما أورد الكتاب إشارة الفرنسي دانيال بناك في مستهَلّ كتابه "متعة القراءة" والتي اعتبرها جديرة بالانتباه حين يذكر أنّ فعل "قرأ" لا يتحمل صيغة الأمر، وهو اشمئزاز تشاطره إياه عدة أفعال أخرى كفعل "أحبّ"، و"حلم". ويلفت إلى أن القراءة كانت فعل تمرّد، ولا تنساق لأمر أو نهي. ❝
وفي مدى سيطرة الكتابة الخلاقة يقول تشارلز بوكوفسكي في قصيدته"تريد أن تصبح كاتباً"
❞ "إذا لم تخرج منفجرةً منك، برغم كل شيء فلا تفعلها./ إذا لم تخرج منك دون سؤال، من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك فلا تفعلها./ .. إذا كنت تفعلها للمال أو الشهرة، فلا تفعلها./ لا تفعلها إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ،/ إلا إن كان سكونك سيقودك للجنون أو للانتحار أو القتل". ❝
أو في قوله العذب على لسان الكاتب الأرجنتيني أنطونيو بورشيا *❞ "لا شكل للوجع الإنساني حين يكون نائماً، فإذا أوقظ اتخذ شكل من أيقظه". وهنا يشير إلى جانب التسبب في الأوجاع للآخرين، وكيف أن الوجع يرتبط بمَن يثيره، ويحركه، ويفعله، ويعمقه، ويكون لعنة مزدوجة بمعنى ما، لصاحبه من جهة وللمتسبب به أكثر، من جهة ثانية ❝