في انتظار موسى
تأليف
أحمد يحيى
(تأليف)
خلف ظلمات ثلاث من اليأس، والقهر، والألم
يعيش بقلب مذبوح، وروح مهدمة، وجسد منهك يصارع العذاب، ويجاهد المحنة دون أن يدري إلى أي مصير ستقوده الأقدار، وتذهب به الأيام.سنوات قضاها في هذا العذاب، وهذه المحنة، إلى أن أتته رسائل الأمل والنور لتحيي نفسه الميتة، وتضيء أمامه الطريق، وتخرجه مما هو فيه.
إنه الآن يدرك حقيقة الأشياء، وبواطن الأمور، يرى بعقله مغاليق الأسرار بعدما احترق في نار التجربة الرهيبة. يفهم بفضل هذا البلاء ما لو أفنى العمر كله في محاولة فهمه لما استطاع. حتى لقد قال لنفسه
يوماً: أليس الوعي مع البلاء خيراً من الغفلة مع العافية؟ إلا أنه عاد
فتساءل قائلاً:وماذا يفيد الوعي واليد فارغة من القدرة؟ حقاً، ما الفائدة؟
لكن من يدري؟ لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.