المرء يضيع لا محالةَ إن سلَّم نفسه لكل شعور ينتابه دون أن يضعه على ميزان الإنصاف والتحقُّق، ولم ينظر للأمور من زواياها المختلفة، فإنه يقع بذلك فريسةً في شِباك نفسه الأمَّارة بالسوء، ويسقُط صريعَ الوساوس، يتخبَّط في الأرض يبحث عن حياة هادئة، لن يجدها!"
الترجالي رأس الثعلب
نبذة عن الرواية
سماء مظلمة غارت فيها النجوم، رعد يكشر عن غضبه، ينير الدنيا بلون الرعب احتضنت السحب بعضها بعضا وذرفت خوفا ليهطل المطر غزيرا فوق أسوار المدينة العالية تنجرف المياه في طرقات منحدرة بين البيوت النائمة، لم يتحمل الحراس الرياح التي تعارك المشاعل تريد إطفاءها، يحدقون أمامهم في الفراغ لا يجدون سوى ظلام دامس، يكشف ضوء البرق عن غابة من الأشباح السوداء العالية، كل شيء حولهم اتفق أن تكون الليلة معتمة، لم يتمكنوا من رؤية من يزحف بين الأشجار، وحش شرس له ضخامة الدب وليونة الأفعى ورأس إنسان تلفها عصابة حمراء، وجهه منحوت كتمثال روماني كبير الحجم. يتسلل ببطء في الطين مقتربا من الأسوار، لا يبالي بالوحل الذي يطؤه، يقود قطيعا من الضباع البشرية الجائعة، يتحين الوقت المناسب لمباغتة فريستهالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 378 صفحة
- [ردمك 13] 9789779626604
- دار إشراقة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الترجالي رأس الثعلب
مشاركة من Mahmoud Toghan
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
د.أماني محمد عبدالسلام
قراءة في رواية "الترجالي رأس الثعلب" للكاتبة أ. ابتهال الدسوقي، صادرة عن دار إشراقة للنشر والتوزيع
بسم الله الرحمن الرحيم
سأحاول أن أكون موضوعية وألا أتأثر بانبهاري الشديد بالرواية وأنا أكتب انطباعي عنها. سأقول باختصار: أنا أمام عمل ماتع مشبع للذائقة اللغوية والحس والخيال والعقل معاً.
رواية "الترجالي رأس الثعلب" للكاتبة ابتهال الدسوقي، رواية تقص علينا حكاية مدينة ترجالة (تروخيو حالياً بغرب إسبانيا)، في زمن اثنين من خلفاء دولة الموحدين. الرحلة بين سقوطها في يد نصارى إسبانيا، إلى فتحها مرة أخرى ورفع الأذان على مناراتها، في ثلاثين عاماً زاخرة بالأحداث.
اختارت الكاتبة مرحلة تاريخية قد تكون غامضة في نظر كثيرين، حتى من محبي التاريخ، وهو عصر دولة الموحدين، وتشبثهم بالدفاع عن ذبالة الأندلس الأخيرة، مما أخر سقوطها ثلاثة قرون كاملة. هذه الفترة كانت الحروب الصليبية دائرة في المشرق الإسلامي على قدم وساق، مما شغل مسلمي المشرق عنها، وبالمثل شغل المؤرخين عن تسليط الأضواء عليها.
تبدأ القصة عند "عبد الله الترجالي" وهو مجاهد مسلم انضم لصفوف الموحدين في جهادهم للدفاع عن معاقل الأندلس المتعرضة للسلب من قبل الإمارات النصرانية المجاورة ( البرتغال وقشتالة وليون)، وإذا بالقصة تتفرع إلى قصص، وينضم الكثير من الشخصيات التاريخية الحقيقية. دخلت الكاتبة بي إلى قصور الملوك الإسبان، وعرضت لي صراعاتهم السياسية والعاطفية، وانتقلت إلى الجيل الثاني، غالب بن عبد الله الترجالي والذي سمى نفسه رأس الثعلب (كابيز دي زورو) تيمنا باسم تلة رأس الثعلب التي تحمل مدينته الحبيبة ترجالة.
الإعداد العلمي والتاريخي لهذه الرواية كان جباراً، وقد اعتدت من كتاب الرواية التاريخية إما الاستغراق في وصف التاريخ فتصير الرواية مملة، وإما الاكتفاء بالسرد العاطفي البليغ فتولد رواية خاوية من الداخل وليس التاريخ فيها إلا مجرد إطار. تمكنت الكاتبة من بث الروح في شخصيات تاريخية مثيرة للاهتمام، وجعلتني أتعاطف معهم أحيانا حتى وهم ملوك الإسبان الذين هم أعدائي التاريخيين.
وهنا تبرز الموضوعية الصرفة، واختفاء الكاتب تماماً، واندماجه مع شخصياته اندماجاً كلياً، فتصبح الرواية ثلاثية الأبعاد تتغلغل إلى نفس القارئ وتتلبسه فيصدق كل حرف فيها، ويمر بتجربة ماتعة لا تنتهي بانتهاء الكتاب.
نقاط القوة:
- العنوان مشوق للغاية، غامض رغم ما أوضحته كلمة "رواية أندلسية".
- اللغة الجميلة السهلة، وسط بين لغة ذلك الزمان ولغة زماننا، قوية نابعة من الوجدان ومتصلة بالمشاعر. تشبيهات إبداعية مبتكرة ومناسبة للزمن في الوقت ذاته، فلم أجد كلمة غير مناسبة لزمن الحكي سوى كلمة واحدة فقط (سأتركها لغزاً للقراء !!)
- الوصف الدقيق البعيد عن الإملال وصف دواخل الشخصيات وصراعاتها النفسية، ووصف القصور والحدائق، وطبيعة الأندلس سهولها وجبالها وخضرتها وأنهارها، وثياب الملوك والأميرات وطقوسهم الملكية بدقة مذهلة.
- ركزت الكاتبة على أحداث قصتها، ولم تنشغل بالسرد التاريخي على حساب الحكاية، لذا فإن الذي لا يلم بتاريخ الأندلس سيستمتع بالحكاية إلى حد كبير جداً.
- النضج والعمق في وصف الشخصيات، لم تستح الكاتبة من وصف بعض سلوكيات الشخصيات طبقاً لعقائدها التي قد تخالف اقتناعها الشخصي، وتجنبت بذلك خطأ أراه كثيراً عند الكاتبات ذوات الهوى الإسلامي، بل وكتبت كل ذلك بموضوعية تامة حتى تكاد تتعاطف مع الشرير أحياناً.
- التحضير الممتاز للمادة العلمية التي بنيت عليها الرواية
- لم تسترسل الكاتبة في وصف المعارك الحربية إلا في موضعين وهما الأهم: معركة شنترين، ومعركة الأرك، وأعترف كان الوصف دقيقاً غير ممل وهذا في نظري لم يكن سهلاً على الإطلاق.
- الخريطة في أول الكتاب مفيدة جداً في استيعاب الكثير من أماكن الأحداث.
نقاط الضعف:
- شخصية عبد الله الترجالي رغم أنه شغل مساحة كبيرة من الرواية إلا أن وصف شخصيته كان يفتقر إلى مزيد من العمق.
- كثرة الشخصيات قد يسبب لبعض القراء نوعاً من الارتباك، لذا أنصح الناشر في الطبعة الثانية بإذن الله تعالى بإضافة فهرس بالشخصيات التاريخية بأسمائها العربية والإسبانية، ومقدمة قصيرة عن طبيعة العصر.
- إصرار الكاتبة على وصف النهار أو الليل في مقدمة كل فصل، رغم أنه كان وصفاً بديعاً حقيقةً! إلا أنه كان زائداً في بعض الفصول ويمكن الاستغناء عنه.
- التقدم والتأخر خلال النص، واستدعاء الذكريات وسط الأحداث كان أحياناً مربكاً يحتاج فقط لإيضاح أكثر.
- التاريخ المصاحب لبعض الأحداث أحياناً يكتب بالتقويم الهجري والميلادي، وأحياناً بالميلادي فقط، وبعض الأحداث كانت تحتاج إلى تدوين التاريخ، هذا شكل محنة للضعفاء مع الأرقام مثلي!
شخصيات مميزة للغاية:
- الأمير فرنان
- الملك ألفونسو الثامن
- الخليفة يوسف بن عبد المؤمن الموحدي
- غالب بن عبد الله الترجالي
- سانشة
- الفتى يحيى
مشاهد لا تنسى:
- اعتداء عصابة جراندة على مدينة ترجالة.
- إغراق ابن مردنيش لأخته وابنتها !!
- مشهد زفاف الملك ألفونسو الثامن والملكة إليانور، دقة مذهلة وتفاصيل غير عادية، تلاه وصف حفل استقبال الخليفة يوسف الموحدي لقبائل العرب الوافدة إليه بالمدد، والمقارنة بين المشهدين.
- مشهد معركة شنترين
- مشهد خيانة الأميرة استفانية
- مشهد قتل الملك ألفونسو لعبد الله الترجالي
- مشهد معركة الأرك الخالدة
- المشهد الختامي.. مسك الختام بحق!
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية " الترجالي رأس الثعلب"
3️⃣ التصنيف : تاريخية ـ أندلسية
4️⃣ الكاتبة : ابتهال الدسوقي
5️⃣ الصفحات : 448 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : دار إشراقة ـ زكي محمد
8️⃣ التقييم : ⭐⭐ ⭐ ⭐⭐
▪️مقدمة :
ـ إنها القراءة... في حضرتها كلُّ الخيرِ، كلُّ البِرِّ وليس الضير ، تُبهج قلبي ، تُمتع لُبي، تُشبع روحي، تُرضي جموحي؛ كيف لا، وهي الوحيدةُ التي إذا دخلتُ إلي عالمها ، محزونًا أبهجتني، مكروبًا أنقذتني، مهمومًا أسعدتني ؟! ملاذي عند كل ضيق، ومخرجي إذا سُدَّ الطريق، غايتي إذا انعزلت عن الوجود، وفَرَجي إذا تراكمت السدود .. أفرُّ إليها، وأستندُ عليها في ظَعني وأسفاري، ترحالي وقَراري، وما يومًا خيَّبتني.
ـ في كل حال، أجد فيها بغيتي، وأقضي منها حاجتي، وأسدُّ بها لَهفتي ، وأروي بها ظمئي وتزداد حلاوتُها إذا ما كانت في محلها: تقرأ ما تُحب، فتجد ما تُحب، من قلمٍ موهوبٍ، يُقدِّم لك ما النفس تشتهيه، وماالروح ترتضيه؛ فيُدهِش الجَنانَ مقالُها، ويُبهر الوجدانَ جمالُها، يُبحِر بنا في غياهب التاريخ، يُخرج من مغموره الصحيح، فيُنبِت في أنفسنا شوقًا، ويَخفق في القلبُ عشقًا، لتلك الجوهرة المفقودة… الأندلس!
▪️حول الأندلس:
ـ تلك الدُّرَّةُ المُرصَّعة فوق جبين الزمان، والمُزدانة بوشاح السحر في كل مكان؛ منبع العلماء، والسادة الأولياء، وأهل اللغة والأدباء؛ حيث تعانق السماءُ قبابَ المساجد، وتُناجي المآذنُ العابد والمجاهد ، أضواءَ القناديل في سكون الوجدان تبعث الهمم العالية ، لنيل كل غالية .
ـ هناك، حيث العلمُ سلطان، والفكرُ تيجان، والشعرُ ديوان، والعقلُ ميزان؛ حيث الجيشُ جرار، والسيفُ بتَّار، والفارسُ مغوار؛ تلك الأرض التي رَوّاها دمُ المجاهدين، وأينعت فوقها علومُ الفقه والدين؛ سُطورُ التاريخ تشهد، وأحجارُ القصور تُردد، وماءُ النهر يبتهل، وطوب الأرض يحتفل ، أن في الأندلس بهاءً لا يُمحيه الدهر، ومجدًا لا يُنسيه القهر، وعلمًا لا يُطفَأ بل يزدان، ويبلغ صداه كل مكان.
ـ فيها سطعت شمسُ ابن رشد وعمَّت الوجود؛ وتلألأت أنوارُ القُرطبي فجاوزت الحدود؛ وفاضت ينابيعُ ابن الطُّفَيل على الناس ، وبلغ العلى بجناحيه ابن فرناس ، وارتقى فكرُ ابن حزم، وشدَّ ابن مالك كل عزم، وسَحر العقلَ اللبيبَ لسانُ الدين بن الخطيب ، وناقش اليقين والظنون في مقدمته ابن خلدون .
ـ وفي ربوعها، كان المُوحِّدون أسودَ الوغى، سيوف قهر على من بغى ؛ يعقوب المنصور، ومن قبله أبوه يوسف بن عبد المؤمن، قادةٌ طوّعوا الجبال، ونقشوا على صفحات المعارك أمجاد الرجال... رفعوا عالياً راية التوحيد، وجاهدوا في سبيل رب العبيد، فسارت جيوشهم كالسيل العَرِمرِم، تُحرِق أوهام الصناديد، وتُبيد خرافة الحديد...
ـ هناك، في ذلك الفردوس الضائع، تسامى النبض العربيُّ والإفريقيُّ والأمازيغيُّ، وصُنع المجدُ من الحروف والنقوش، وخضع الوغى تحت نيران الجيوش... ولكن، وكما قال الشاعر الأندلسي ابن الرندي:
لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصــانُ
فلا يُغرَّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتُها دولٌ
من سرَّه زمنٌ ساءته أزمـــانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدوم على حالٍ لها شـانُ
▪️حول القصة المروية:
ـ تدور أحداث الرواية حول الفارس المغوار أبي غالب عبد الله التُّرْجالي، ذلك الرجل الشجاع، الذي نبت على العزَّة والكرامة، ورفع شأن بلدته وقومه، مجاهدًا تحت راية أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن، أمير دولة الموحدين بالمغرب؛ يناضل عن مدن الأندلس، وعن مسلميها وموحديها، يذبُّ عنهم كل شر، ويقف في وجه كل طغيان، لا يُعاديه إنسٌ ولا جان.
ـ يعادي إحدى قُطَّاع الطُرق الذين يستعملهم ملوك الإسبان للإغارة على البلدان ونهبها، يُدعى جرانده، فيُذيقه عبد الله الترجالي ويلات الخزي والعار، فيفرُّ هاربًا، غير أن اللعين يأبى إلا أن يأخذ بثأره من بلدته، فيُغير عليها، ويُشتّت أهلها، ويغتصب نساءها، ويقتل أبناءها، ويقتل -فيمن قُتل- طفل عبد الله الرضيع؛ ولكن بقدر الله، تنجو زوجته وولده غالب.
ـ وفي رحلة البحث عنهما، يلتقي بالفارس القشتالي فرنان، وتكون بينهما صُحبة قوية، بين كرٍّ وفرٍّ، وخطط تنموية وإصلاحات تكاملية وبين اغتصابٍ للبلاد ونهبٍ للعباد ، كما هو حال ملوك الإسبان والبرتغال والدولة البابوية آنذاك … يُقتل عبد الله الترجالي على يد الفاجر ألفونسو الثامن، أمير قشتالة، فيأبى وليده الشجاع "غالب"، الملقب بـ"رأس الثعلب"، إلا أن يُعيد ثأر أبيه وهيبة دولته المستباحة، بعد أن يُغير عليها هذا الفاسد ألفونسو، ويحوِّل ترجالة إلى جحيم.
وبعد وفاة فرنان، أمير ترجالة، يصل غالب إلى جيوش الموحدين تحت قيادة الملك المنصور يعقوب بن يوسف، أمير المؤمنين، ويدخلون في معركة الأرك الشهيرة؛ حيث يُدكُّون قوى الشر المتمثلة في ألفونسو الثامن، وحاشيته وجيشه، ويُذيقونهم هزيمة نكراء، يُعيدون بها مجد البلاد، ويؤخّرون سقوط الأندلس ثلاثة قرون كاملة .. يرتفع الأذان، وتُقام المآذن، بعد أن خفتت أصواتها.
▪️على هامش الرواية:
ـ بعض الروايات تقرأها بعينيك، وبعضها تعيشها بجوارحك، وبعضها تُشاهدها رؤيا العين، وبعضها تُعاين أحداثها وتُشارك أبطالها حزنهم وأفراحهم؛ وهذه الرواية جمعت بين كل ذلك؛ حيث نقلتنا الكاتبة ببراعة أسلوبها ودقة تعبيراتها إلى هناك، إلى حيث الشموخ والعزة، إلى حيث الرجولة والأصالة، اللذين يتصارعان مع الخساسة والوضاعة، مع الحقد والغل، مع الفساد والجور، مع القوة والغرور .
ـ عِشنا الأحداث بتصوير رهيب؛ وضعتنا الكاتبة في جو الأندلس، شممنا عبق زهورها، ورأينا مفاتنها، وكشفت لنا عن أسرارها، وسبَرَت لنا أغوارها؛ بلغةٍ فصيحةٍ أنيقةٍ دقيقةٍ رقيقة، مُحلّاةٍ بالبيان والبديع، والسجعِ الجميل السريع؛ تتناثر كلماتها على الأوراق، فترسم لوحةً تاريخيةً تُوقظ الوجدانَ من خفوته، وتُطلق العِنان بعد سكوته، وترفع الهمة، وتصل بك وأنت تقرأ إلى القِمة.
ـ مشاهد أبكتنا، ومشاهد أسعدتنا، ومشاهد أخافتنا، ومشاهد أدهشتنا؛ روايةٌ تُعتبر مرجعًا تاريخيًا، وبحثًا عميقًا في زمن مجهولٍ للكثيرين، لكنه ذو تأثيرٍ عميقٍ في بقاء الأندلس ترفرف راياتها على العالمين ، بحبكة متينة ولغة رصينة نقلتنا وبحق، وأمتعتنا بصدق؛ وصف المعارك، والبشر، والأماكن، والزمان، بل حتى شروق الشمس وغروبها ، سرد مسلسل للأحداث من القوة إلى الثبات إلى الضعف والعودة …
ـ مدهشة فى العرض الموضوعي والنفسي والاجتماعي باستخدام تقنية الاستباق الزمني في البينة السردية ، لتعطيك نتيجة تقف مستغرباً ومتأملاً ، ثم تكشف لك في فيما يليها كيف حدثت هذه النتيجة ، لتبقيك في الحدث رغم ضخامتها مستمتعاً بها ، مستقبلا لها ، تسمع أصواتها تشاهد صفاتها .. بين الهوية والانتماء ، الحرب والسلام ، الحب والخيانة ، النكبة والنهوض ، اليأس والصمود.
▪️بعض الملاحظات:
ورغم كل ذلك، فإن الكمال لله وحده ، ثم لرسوله ﷺ من بعده ، فإن الرواية أصابها بعض الزلل ولكنه ليس بالجلل ومن ذلك :
ـ الإطناب وكثرة التفاصيل في بعض المواقف، قد يُشعر القارئ غير الصبور بشيءٍ من الملل .
ـ كذلك فإن الرواية لم تتعمق في دواخل وأعماق بعض الشخصيات الهامة كما تعمقت في بعضها الآخر.
ـ كما أن كثرة الشخصيات وتشعبها يُشتت أحيانًا، ويُلزم القارئ برسم شجرةٍ حتى يعيَ القصة من أولها إلى منتهاها.
ـ كذلك فإن البداية كانت مباشرةً، بغير توطئةٍ إلى هذا الزمن المجهول، وهو ما جعلنا بعيدين عن فهم القصة إلا بعد كثيرٍ من الوقت والقراءة.
ـ كذلك فإن الرواية أغفلت دور العلماء والأدباء في هذه الحروب، وقصرت بقاء الأندلس ورفعتها ورفع الأذان فيها على القوة العسكرية.
ـ كذلك اللغة رغم الفصاحة والبيان، لم تسلم من بعض الهنات البسيطة في التدقيق وفي بعض التراكيب اللغوية.
ـ كنت أتمنى الإشارة إلى بعض المصادر والمراجع التى لجئت إليها الكاتبة في هذا الصدد ، لتسهل للقارئ الرجوع إلى المزيد .
▪️ اقتباسات:
ـ ❞ الوطن كالوالد تستند إليه وتستمدُّ الدعم منه، ومهما تغيَّرتِ الأحوال يظلُّ حبُّه راسخًا وإن كان قاسيًا، وهو كالولد تتمنَّى له ما تتمنى لنفسك من رُقِيٍّ وسعادة، حتى وإن كان عاصيًا! ❝
ـ ❞ ما قيمة الحياة حين يَتراشق الناس الأذى، حين يَنبشون بأيديهم عذاباتهم، حينَ يتسلّط الإنسان علىٰ أخيه الإنسان؛ فنغدو كغابة تتساقط أوراقها؟! ❝
#أبجد
#ابتهال_الدسوقي
#الترجالي_رأس_الثعلب
#مراجعــات_محمــود_توغــان
-
Ahmed Eldeknawy
رواية اندلسية فخمة جمعت حسن اللغة وجمال التصوير التاريخي الواقعي والنقل الساحر للاحداث
-
Mona Al-Gibriny
ريفيو لرواية ( التُّرْجالي رأس الثعلب )
===============
========== للكاتبة/ ابتهال محمد الدسوقي
===============
====== تخطفنا الكاتبة إلى أعماق التاريخ المهمل، حيث السيوف والخيانة، المجد الضائع في الأندلس، لتحكي التاريخ
بلغة قوية ومكثفة، مناسبة لأجواء الرواية، اللغة أعجبتني كثيرا الصراحة، لغتها مميزة بحق، دون تكلف أو غموض،
كما أعجبني الوصف السينمائي، الذي يجعلك تتماهى مع أحداث الرواية تماما، تمزج بين اللغة الشاعرية، و المعلومات التاريخية الدقيقة، بسلاسة، دون أن تشعر بالملل، أو أنها مُقحمة.
أجادت الكاتبة رسم شخصياتها، مبرزة انفعالاتها، أعماقها الدفينة، والحوارات المميزة. الانتقالات الزمنية في الرواية تمت بسلاسة، كذلك الحبكة تصاعدية، تجعلك تلهث وراء الأحداث، حتى النهاية المفتوحة، المفعمة بالأمل و العاطفة الجياشة.
يوجد بعض الإسهاب في منتصف الرواية، خاصة في الوصف، المعلومات التاريخية، لكن هذا لا يمنع الاستمتاع بالرواية، في النهاية يمكن القول أن رواية ( التُرجالي رأس الثعلب) رواية تاريخية مميزة، تستحق القراءة، تحياتي للكاتبة المتميزة و بالتوفيق دائما يا رب. 🌹
#ريفيو
#الترجالي_رأس_الثعلب
#ابتهال_الدسوقي
#منى_الجبريني
-
Eman Moustafa
📗الترجالي "رأس الثعلب"
لـ ابتهال الدسوقي
جادك الغيـث إذا الغيـث همـى يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس
لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا في الكرى أو خلسـة المختلـس ( لسان الدين بن الخطيب)
📃ينطلق في طريقه هاربًا، تذكَّر أنه مرَّ بذلك الشعور من قبل، نفس الليل.. نفس الطريق، هل كُتب عليه أن يغادر مدينته مطعونًا في قلبه، يترك كل شيء: حياته، وبيته، وأهله، ورفاقه، ولكن هذه المرة وراءه من يريد العودة إليهم، لم يشأ أن يبتعد كثيرًا، فما إن هبط السهل حتى توقَّف بجواده الأحمر قُرب شجرة عتيقة، والفجر يلوح من وراء «تُرْجَالَة» القائمة أمامه على تل رأس الثلعب، ينادي داخله بحنينٍ مكلوم على أهله وذكرياته 😥
من قلب الأندلس تبدأ الحكاية، في مدينة تُرجالة المنسية في فترة من أدق الفترات في تاريخ الأندلس، حيث الصراع الحضاري المحتدم بين مدّ إسلامي بدأ في الانحسار والضعف، وقوى قشتالية زاحفة ترغب في محو هذا المد.. وسرد تاريخي طويل يأخدك إلي قلب الأحداث
تشعر وكأنك تجلس علي سور عالي من أسوار مدينة تشاهد الأحداث بقلب وجل، ما بين السقوط والنهوض، والأنهزام والنصر.. الخيانة والصداقة
تشاهد شخصيات الحكاية ترى انعاكس صورهم علي نهر التاجة"أحببت الصداقة التي جمعت فرنان وعبدالله وتوارث أبنائهم لمتانة تلك العلاقة..
تري نصرة الموحدين وجمعهم علي قلب رجل واحد لنصرة أهل الأندلس.. ودعمهم اللامتناهي لهم والذي أخّر سقوط الأندلس لفترات طويلة.. رغماً عني كنت بقارن ما بين نصرة الموحدين والمغاربة لأهل الأندلس وموقفنا الحالي المتخاذل لأمتنا الملئية بالجراح..
وجاء في أحداث الرواية أيضاً " معركة الأرك "وهي هي واحدة من المعارك المفصلية في تاريخ الأندلس، وقعت في 19 يوليو 1195م بين جيش الموحدين بقيادة السلطان أبو يوسف يعقوب المنصور، وجيش قشتالة بقيادة الملك ألفونسو الثامن. وذلك بعد استغاثة ملوك الطوائف في الأندلس بالموحدين، عبر المنصور الموحدي البحر من المغرب إلى الأندلس للدفاع عن الأراضي الإسلامية، انتهت المعركة بانتصار ساحق للمسلمين، حيث قُتل آلاف من جنود قشتالة، ونجا ألفونسو الثامن بصعوبة.
أعادت المعركة هيبة المسلمين في الأندلس مؤقتًا، وأوقفت الزحف القشتالي لفترة من الزمن، ع الرغم ذلك لم يترجم النصر إلى تفوق دائم، فبعد حوالي 17 عامًا، وقعت معركة العقاب (1212)، التي كانت كارثية على المسلمين..
📋 الرواية عبقرية واللغة فيها ممتازة والسرد الروائي اللي جمع بين الحقيقة والخيال كان ممتاز وقادر انه يدمج القارىء.. الأحداث كانت ماشية بهدوء عشان القارىء يكون متابع للأحداث.
#الترجالي_رأس_الثعلب
#ابتهال_الدسوقي