اسم الكتاب: مجرد وقت وسيمضي
يوميات السرطان
اسم الكاتب: شاكر الناصري
الناشر:دار الرافدين
عدد الصفحات :١٦٤
كتاب «مجرد وقت وسيمضي: يوميّات السرطان» نص يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليصبح شهادة إنسانية نابضة، تُمسّ جوهر الضعف والقوة في الإنسان معاً. فاليوميّات ليست مجرد تسجيل لأيام مرضه القاسية، واحساسه ومشاعره حيال جرعات الكيماوي والمنظار وتصوير الرنين المغناطيسي وانتظار النتائج، بل محاولة لتثبيت معنى الحياة في لحظة يهتزّ فيها كل معنى.
اعتمد الكاتب أسلوباً شفافاً في اللغة، كأنما يكتب وهو يتلمّس الكلمات من ضوءٍ خافت. لا يراهن على البلاغة، بل على الصدق؛ ولا يقدّم بطلاً متماسكاً، بل إنساناً يتصدّع ثم يعيد بناء نفسه في كل صفحة.فهو لا يستدرّ التعاطف من القارئ ، بل يواجهه بحقيقة المرض كما هي، دون تزيين أو تهويل.
تتحوّل اليوميّات إلى رحلة داخل العزلة، الخوف، والانتظار؛ لكنها في الوقت نفسه رحلة نحو اكتشاف قيمة التفاصيل الصغيرة: ابتسامة الطبيب، رائحة الممرّات المعقّمة، صمت الليل، وارتعاشة الأمل حين يعود الجسد ليقاوم. إنّها كتابة تشبه إمساك الحياة بأطراف الأصابع حين يغدو الوقت هشّاً.
ومع تتابع اليوميات، يتسلّل صوت الكاتب من خلف وجع الجسد ليطرح أسئلة كبرى عن معنى الفقد، هشاشة المصير، وما يبقى من الإنسان حين يُسلب منه الشعور بالأمان. وبين كل سؤال وآخر، يقدّم الناصري تأمّلات تشبه الهمس: قصيرة، لكنها مُحمّلة بما يكفي من الألم والصفاء لتبقى طويلاً في الذهن.
في النهاية، لا يسعني القول سوى ان الكاتب في كتابة يوميات مرضه بالسرطان كان ليُعلم القارىء ان اهم مافي اليوميات هو: قدرة الكتابة على أن تكون عزاءً، وعلى أن تمنح المرض صوتاً لا يُهزم.

