تحفة تحفة اللهم بارك
ربنا يبارك فى قلمك
رواية الانتقام طبق يقدم باردًا - تأليف نسمة عاطف
قرأت الرواية في أول أيام العيد، وبصراحة كانت تجربة مختلفة. الغلاف كان جذابًا، وعدد صفحاتها قليل نوعًا ما، مع إصدار دار ديير للنشر.
وهذه كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها للكاتبة نسمة عاطف، وكانت فكرتها غريبة وغير تقليدية..")
الرواية نُشرت أول مرة في 2016، ثم تم إعادة طباعتها مرة أخرى، ولقد جذبني عنوانها وموضوعها الذي يتناول قضية حساسة جدًا: الانتقام من قاتلي طفلة بريئة. القصة تدور حول الطفلة التي تعرضت للقتل وتم التخلص منها بطريقة مروعة، وتتناول أيضًا قضايا مؤلمة مثل اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي. والد الطفلة، الذي لم يستطع تجاوز صدمته، يشتعل غضبًا في قلبه ويخطط للانتقام، متمسكًا بالذكرى المؤلمة لابنته المقتولة.
الصراع النفسي في الرواية عميق، خصوصًا في شخصية مصطفى، الذي يظهر كشخصية قوية وقاسية، رغم أن أفكاره وسلوكه يتسمان بالبعض من الغموض. فهو لا يستطيع أن يغفر لنفسه أنه لم يتمكن من إنقاذ الأطفال من هذه الجرائم، فيقرر أن ينفذ جريمة انتقامه الخاصة.
لكن، على الرغم من الفكرة المثيرة، هناك بعض العيوب التي تستحق الذكر. أولاً، هناك مزج بين العامية والفصحى في السرد بطريقة غير منظمة، مما يربك القارئ أحيانًا. كما أن الرواية تفتقر إلى وصف الأماكن العامة بشكل دقيق، ما جعلني أشعر بأن الصورة لم تكتمل كما ينبغي. الحبكة، رغم كونها مشوقة في بعض اللحظات، تضعف أحيانًا بسبب التشتت وعدم ترتيب الأحداث بالشكل المطلوب.
لغة الرواية تميزت بالبساطة، لكنها كانت تفتقر إلى بعض اللمسات الوصفية التي تجعل القارئ يشعر بأجواء الأماكن بشكل حقيقي. كما أن تكرار بعض الكلمات قد يشتت الانتباه. ورغم ذلك، تبقى الرواية مقبولة وجيدة إلى حد ما، خصوصًا إذا كنت تبحث عن قصة ذات طابع نفسي واجتماعي، مع لمسة من الغموض والتشويق.
بإجمال، الانتقام طبق يقدم باردًا هي رواية تستحق القراءة، لكن كان يمكن تحسين الحبكة بشكل أكبر مع الاهتمام أكثر بتفاصيل السرد. إذا كنت من محبي القصص التي تتناول قضايا اجتماعية حساسة بأسلوب بسيط، فهذه الرواية ستكون خيارًا جيدًا لك.