علوم القرآن : سؤال وجواب

نبذة عن الكتاب

إن كتاب الله خزائنُ تُستنبَط منها العلوم، ومضمارٌ تتبارى فيه الفهوم، وما زال هذا الكتابُ حافلًا بالدُّرَر، مليئًا بالغُرَر، ينهل منه العلماء بقدر ما يفتح الله عليهم منه، وبقدر ما فضَّل الله به بعضَهم على بعضٍ من أدوات الإدراك ووسائل الفهم، ولك أن تتأمل في قول عليٍّ رضي الله عنه حين سُئل: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: «لَا وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ». وصدَق حَبْرُ القرآن حين قال: جميعُ العِلمِ في القرآنِ لكنْ تَقاصَرَ عنه أفهامُ الرِّجالِ ومن تلك العلوم التي تتصل بالقرآن علومٌ لصيقةٌ به، تحكي كيفية نزوله، وأسبابَ نزوله، وأوقاتَ نزوله، وأضراب خِطابه، وأنواعَ دلالاته، وقد اصطلح علماء هذا الفنِّ على تسميتها بعلوم القرآن، وقد أحببتُ أن أضرب في هذا الفنِّ بسهم، ولا شكَّ أن من مجالات تعلُّمِ العلم، وسُبلِ خدمته: تقريبَه لطالبيه، وتسهيلَه لسالكيه، فأحببتُ في هذه الصفحات أن أجمع عمدةَ مسائله تيسيرًا للطلاب، مراعيًا أن تكون في قالبِ سؤال وجواب، وقد رجعت إلى مراجعَ في هذا الجمع، عُمدتُها ثلاثةُ مراجعَ: الأول: دراسات في علوم القرآن الكريم؛ للأستاذ الدكتور: فهد الرُّومي. الثاني: الوجيز في علوم القرآن العزيز؛ للأستاذ الدكتور: علي العبيد. الثالث: الميسَّرُ في علوم القرآن؛ لمركز الدِّراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي. ومن اطَّلَع على هذه المسائلِ المجموعة، وأحسَنَ فهمها، فقد ظَفِر بمبادئِ هذا العلم، وتَصوَّره تصوُّرًا عامًّا، وهذا أوان الشروع في المقصود، والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.