المؤلفون > هناء متولي > اقتباسات هناء متولي

اقتباسات هناء متولي

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات هناء متولي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

هناء متولي

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • ‎ ويدخل أيمن، أخو ظريفة الذي يكبرُها بعامين، يشدُّها من شعرها، ينهال عليها ضربًا وسبابًا، ويحبسها في غرفتها إلى منتصف الليل، ولا يزالُ أبوها كمن صُعِق، لا يملكُ حِراكًا، ولا يبرح الأرض، يعود أيمن من الخارج بعرُوقه الفائرة ويفتح الباب على ظريفة التي تكوَّمت في ركن الغرفة، لم تُجدِ معه توسُّلات أمه ولا نظرة الانكسار التي تنحدرُ من عين أبيه، سحبها إلى الخارج والليل يلفُّ القرية، سار بها حتى وصلا إلى الجسر ودفعها إلى الترعة، وقف يرقبُها حتى غاصت، وحتى اختفت فقاقيع الهواء.

    مشاركة من Hana ، من كتاب

    يوم آخر للقتل

  • ‎وقرب الفجر نزلت بعض النساء إلى الشارع في اتجاه الترعة يعتمدن على ضوء الشُّموع والمصابيح، تبعتهن سارة وخالتها، لتجدهن قد تخفَّفن من العباءات وبقين في قمصان النوم ونزلن إلى الترعة، رغم الظلمة والبرودة والخوف واللعنات، يسبحن إلى منتصف الترعة ويشكِّلن بأياديهن المتشابكة دائرةً كاملة يدُرن حول أنفسهن دورة كاملة ثم يصعدن إلى الشط في خفَّة الحوريات، والقرية لا وجود لمخلوق في شوارعها إلا أولئك النسوة، ولا حتى الشباب الذي يبيع المخدرات ويظل طوال الليل في الشارع، ولا حتى رجل يذهب إلى ري الأرض، ولا حتى الكلاب وقطط الشوارع، كل شيء حولهن صامت كأنه التزام صارم باتفاقٍ مُسبق.

    مشاركة من Hana ، من كتاب

    يوم آخر للقتل

  • تنسابُ نساء القرية من أسرَّتهن كالماء في لحظةٍ واحدة، يصعدن إلى أسطح المنازل، بعد أن ارتدين ثيابًا سوداء، حاسراتُ الرؤوس، يصعدن إلى الأعلى حيثُ لا حجاب بينهن وبين السماء، يستنشقن هواءً لم يختلط بعدُ بأنفاس الرجال، يخرجنه زفيرًا غاضبًا، يمزِّقن جلابيبهن حتَّى تصير صدورهن حرَّة من دون خوف، ويبدأن في الصراخ والعويل الذي ينهش القلوب، ويُفزع كلَّ الموجودات، الطيور والحيوانات تهجرُ أعشاشها ومضاجعها الدافئة وتشاركهن صراخًا لا يفتر حتى طلوع الفجر، بينما الرجال يغطون في نومٍ ثقيلٍ حتى الصباح.

    مشاركة من Hana ، من كتاب

    يوم آخر للقتل

1 2