اقتباسات راسل أ. بولدراك

أوّلًا، إنّ العادة هي فعل أو فكرة تنشط تلقائيًّا بواسطة حافز أو موقف معيّن - وهي لا تتطلّب أي نية واعية من جانبنا وثانيًا، إنّ العادة لا ترتبط بأي هدف بعينه؛ بل إنها تنشط ببساطة بسبب تحفيزها وهذا أمر مهم، لأنه يعني أنّ العادة تبقى قائمة حتى في غياب المكافأة التي أوجدتها. وثالثًا، إنّ العادات ذات طبيعة لاصقة: فهي تعود على الرغم من بذل قصارى جهدنا لقمعها، وغالبًا عندما نكون في أضعف حالاتنا.‏

فما تصوّره وسائل الإعلام غالبًا بأنّه «مادّة كيميائيّة للمتعة»، مسؤول عن كلّ شيء من الحبّ إلى الإدمان، ولكنّ هذا في الحقيقة تحريف للعديد من الأدوار المعقّدة التي يؤدّيها الدّوبامين في الدّماغ. الدّوبامين، كما سنرى لاحقًا، هو مادّة أساسيّة لتطوير العادات، الجيّدة والسيّئة على حدّ سواء.‏

الدّوبامين موجود على ما يبدو في كلّ مكان. وقد عبّرت المتخصّصة في الصّحافة العلميّة بيثاني بروكشاير عن هذا بصورة جميلة في مدوّنة نشرتها عام 2013:‏

⁠‫‏في الدّماغ الذي يحبّ النّاس وصفه بأنّه «مليء بالموادّ الكيميائيّة»، يبدو أنّ مادّة كيميائيّة واحدة تبرز دائمًا. الدّوبامين: وهو الجُزَيء المسؤول عن أكثر سلوكيّاتنا الخاطئة ورغباتنا السّريّة. الدّوبامين هو الحبّ. الدّوبامين هو الشّهوة. الدّوبامين هو الزّنا. الدّوبامين هو الدّافع. الدّوبامين هو الاهتمام. الدّوبامين هو النّسَوِيّة. الدّوبامين هو الإدمان.‏

⁠‫‏إنّ الدّوبامين لديّ كان مشغولًا.‏

تصبح العادات موحّدة بصورة متزايدة مع مرور الوقت؛ ما كان يشكّل في السابق مجموعة من الأفعال التي تتطلّب كل اهتمامنا الواعي وجهدنا يصبح وحدة عمل واحدة تتطلّب القليل من التفكير المضاف أو القصد المتعمّد ومن ناحية أخرى، تصبح المحفّزات لتلك العادات قويّة وتجذب انتباهنا على نحوٍ متزايد. بتضافرها توفّر هذه الآليات وصفة للسلوكيات التي يصبح من الصعب جدًّا تغييرها.‏

🖤🖤🖤

فالمستوى الأعلى من ضبط النّفس ينبّئ بعادات جيّدة أقوى، هي بدورها تنبّئ بحاجة أقلّ إلى بذل الجهد لضبط النّفس