اقتباسات مريم شريف

هل في وسعي أن أحسَّ، أحسَّ لا أكثر ‏

‫ ‏لا أريدُ أن أعرف‏

‫ ‏المعرفة معلَّقة ‏

‫ ‏في المصابيح‏

‫ ‏التي تُعشي عينيَّ‏

لم يعد في وسعي‏

‫ ‏أن أرى من هذه المسافة‏

‫ ‏لم يعد في وسعي‏

‫ ‏حملُ كلِّ هذا الفراغ. . ‏

ألم يحن الوقت بعد‏

‫ ‏لتهوي الأشياء المتأرجحة ‏

‫ ‏وتنكسر ‏

سأدرك أنَّ هذا هو الموت ‏

‫‏وأنَّ الموت أكثر وحشةً ‏

‫‏مما كنت أظن ‏

ممتنَّة للأبواب التي يمكن غلقها‏

‫ ‏وللجدران التي لا تشِفُّ‏

الزمن الذي ظننتهُ مكانًا حين أهجر الأمكنة‏

‫ ‏تلاشى‏

‫ ‏تلاشى الزمن الذي ظننتُه بلادًا ‏

‫ ‏لا تزول‏

ثمَّة أزمنةٌ من الحزن ‏

‫ ‏من الرحيل من الألم إلى خارجه‏

‫ ‏أردتها في هذه اللحظة، ملاذًا‏

‫ ‏ولكن ليس ثمة جدران ولا بيوت‏

‫ ‏لا شيء غير الكلمات الماضية في الذبول ‏

‫ ‏كنت أظنُّ أنَّ بإمكان القصائد أن تحتفظ بالزمن‏

‫ ‏وأنَّ الزمن يبقى هناك، ليكبر، ويشيِّد نفسه مثل بيت ‏

‫ ‏ثمّة أزمنةٌ تخللتْ قصائدي‏

المسافاتُ ليست على الأرض‏

‫ ‏المسافاتُ ما ننسى أن نقوله ثمَّ يسقط في النسيان‏

ولكن ثمَّة ضوءٌ في عينيَّ‏

‫ ‏ما كان لينتهي‏

‫ ‏لو بقيت أنتظر‏

أيُّ طيٍّ للوقت‏

‫ ‏حين يجلسُ النسيانُ فوق الطاولةِ‏

‫ ‏ويختبئ التَّذكُّر تحت السحاب‏

ألم أقل بعدُ‏

‫ ‏إن الزمن يتَكَدسُ في الجماداتِ‏

‫ ‏على هيئة اهتراء؟‏

‏وجهي الذي أُلَمْلِمُ ملامِحَه من عيون الآخرين‏

‫ ‏وأنسى خُطايَ في ساحته البهيجةِ لبعض الوقت‏

‫ ‏ليس هو ذاتهُ‏

‫ ‏الوجهَ الذي أراهُ أمامي في المرآة‏

يباغتني خذلانٌ قديمٌ يسكن خطواتي‏

‫‏أخشى أن يقطعَ آخرَ وترٍ بيني ‏

‫‏وبين المدى ‏

لكنَّه يومٌ مضى‏

‫‏مثلَ أيَّامٍ كثيرةٍ مَضتْ‏

‫‏كانت حزينةً بلا سببٍ‏

‫‏وبألفِ سبب‏

لا أريد أن أعود إلى نفسي وحدي‏

‫‏تُرعبني فكرةُ الدُّخول إلى كهف‏

الأشياء القاتمة الرقيقة‏

‫‏التي يستطيعُ مناداتِها بأسمائها المُلْتبِسة‏

‫‏وتكون مألوفةً في الليل، كصديق‏

‫‏تكون عَدُوّاً ‏

‫‏في الصباح‏

هل يسمع صوتك أحدٌ مثلي؟‏

أنت لا تهمل شيئًا‏

‫‏أنت فقط لم تنتبه‏

‫‏ومضيت في طريقك‏

‫‏بالقوَّة التي يصنعها النسيان‏

قليلٌ من الحزن العاديِّ‏

‫‏كي أبكي‏

‫‏لأنَّ وجهك البعيدَ‏

‫‏بعيدٌ أكثر مما أطيق‏