اقتباسات وجيه يعقوب السيد

‫ وما أروعَ إجابةَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضي الله عنه وأرضاه- حين سُئِل: كم بين السماء والأرض؟ فقال: دعوةٌ مستجابةٌ.

يقول ﷺ: «ما هممت بشيءٍ ممّا كان أهلُ الجاهلية يعملون غير مرّتين، كلّ ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتّى أكرمني برسالته

يا غلام إني أعلّمك كلمات؛ احفظِ الله يحفظك، احفظِ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله، واعلمْ أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك، وإنِ اجتمعت على أنْ يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك، جفّت الأقلام وطويت الصّحف.

اهتمام القرآن الكريم الشديد بقضيّة تربيةِ الأولاد والنّشء، وتقديمه النّموذج العملي والواقعي، والقدوة التي يجبُ أنْ يتأسّى بها الشّباب والفتيان، إذا أرادوا إدراكَ الكمال وإحراز النجاح والتفوق والصّلاح.

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

‫ إن التشبه بالرجال فلاح

كلنا نتعلق بأهداب الأمل، ونتسربل برحمة الله التي وسعت كل شيء

❞ فلم يقل عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فقل لهم كذا وكذا، كما في سائر الآيات الشبيهة، وإنما قال: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب»، أي أنا أتولى الإجابة عليهم بنفسي ودون واسطة، وهل هناك تشريف وتكريم أعظم من أن يجيب الله على سؤال عباده بنفسه دون وسيط؟ ❝

‏

❞ لكن ما بالُنا ندعو اللهَ فلا يُستجابُ لنا؟ ‫

سُئل إبراهيمُ بن أدهم رضي الله عنه:

ما بالُنا ندعو اللهَ فلا يُستجابُ لنا؟ ‫

فقال: لأنّكم عرفتُم اللهَ فلم تطيعوه ‫

وعرفتُم الرسولَ فلم تتّبعوا سنّتَه

‫ وعرفتُم القرآنَ فلم تعملوا بما فيه.

‏ وأكلتُم نعمة الله فلم تؤدّوا شكرَها.

‫ وعرفتُم الجنّةَ فلم تطلبوها، وعرفتُم النارَ فلم تهربوا منها.

‫ وعرفتُم الشّيطانَ فلم تحاربوه ووافقتموه.

‫ وعرفتُم الموتَ فلم تستعدّوا له.

‏ودَفنتُم الأمواتَ فلم تعتبروا بهم.

‫ وتركتُم عيوبَكم واشتغلتُم بعيوبِ الناس. ❝

‏

❞ كانت مشكلةُ كثيرٍ من المشركين تكمن في العناد والتّقليد الأعمى والكبر، وهذه من أكبرِ الآفات التي تحجب الخيرَ عن الإنسان، وتمنع من الوصول إلى الحق، ولعمري إنّها سبب الجمود والتخلف في كلّ العصور. ❝

❞ أنّ أكثر هذه المعارك التي خاضها المسلمون لم يكونوا هُم البادئين بالحرب، وإنّما فُرضت عليهم فرضًا، وكان المسلمون حريصين ❝

❞ وَقَدْ قَال عنْها ﷺ: مَنْ قَرَأَ الوَاقِعة كلّ ليْلةٍ لمْ تُصبْه فاقَةٌ أبَدًا، ❝

❞ وقد كان الرّسولﷺ هو أوّلَ مَن انتبه إلى هذه الصّفات، ونمّى فيه حبَّ العلم والأمانة والاستقامة، وذلك حين رأى أمانته فقال له: إنّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ ❝

❞ وأنفق معظمَ وقته في حفظِ كلام الله، ولازم الرّسولﷺ خادمًا ومتعلّمًا وراويًا وقارئًا للقرآن الكريم بصوته العذب الرّخيم، ❝

❞ عرفَ ابنُ مسعود هدفَه جيدًا، وما يجبُ عليه القيام به؛ فما هو إلّا جنديّ من جنود الإسلام، عليه أن يسخّر نفسه وكلَّ إمكاناته من أجل خدمة هذا الدّين والذود عنه، من خلال ملكاته ومواهبه المتعدّدة ❝

❞ ومنذ نعومة أظفاره أحسَّ (محمدٌ)ﷺ بقيمة العمل وأهميّته، فعمل في رعي الأغنام لكسب الرّزق ❝

❞ فكان- عليه السلام- يجرّ الصّنم ويسحبه على وجهه، وينادي في النّاس ساخرًا: مَن يشتري صنمًا لا ينفع ولا يضُر؟! وحاول بكلّ ما يملك من حلمٍ وسماحةِ نفسٍ وصبرٍ وبصيرة إقناعَ أبيه وقومه بعبثِ ما يقومون به، ❝

‫ شهدتْ حياةُ سعد تحوّلات كبرى؛ فقد مَنَّ الله عليه بالإسلام بعد أن كان يعيش في جاهلية جهلاء، وأصبح واحدًا من العارفين والزّاهدين والأولياء الصالحين، ووَسَّعَ الله عليه في الرّزق حتّى فاض مالُه وزاد، وبَدَّلَ الله تعالى مرضه ومحنته شفاءً وعافية،

رحم الله الإمام الشَّافعي، واضع علم أصول الفقه، وناصر السُنة النبوية المطهرة، وصاحب المذهب الشّافعي المعروف، وصاحب الأخلاق العظيمة الذي بدأ رحلة طلبه للعلم منذ نعومة أظفاره، ولم يتّخذ العلم وسيلة للتكسّب، ولا للتقرّب للسلاطين؛ وإنّما قربة لله ورسوله، وزادًا لآخرته.

الصّحابي الجليل زيدُ بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ، الذي اقترن اسمُه بأعظم عمل في تاريخ الإسلام على مرّ العصور؛ وهو تفرّغه التّام لحفظ كتاب الله كاملًا، وكتابته للوحي في زمن النبي ﷺ، وقيامه بجمعه وترتيبه وقراءته على نحْو ما هو عليه اليوم في زمن الخُلفاء الرّاشدين،

قال ابنُ عباس في قوله تعالى: }الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًّا وعلانية{ نزلت في عليّ بن أبي طالب، كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدًا، وبالنّهار واحدًا، وفي السّر واحدًا، وفي العلانية واحدًا.