اقتباسات عمر فاخوري

‫من ذلك تأثير حوادث التاريخ الكبرى، فإنها توقظ الروح القومية، فتجعلها تتلهف على تلك الأيام السالفة، أيام الرفاه والمنعة والسلطان، وتحفزها إلى تجديد ذلك العهد،

‫من ذلك تأثير حوادث التاريخ الكبرى، فإنها توقظ الروح القومية، فتجعلها تتلهف على تلك الأيام السالفة، أيام الرفاه والمنعة والسلطان، وتحفزها إلى تجديد ذلك العهد،

والحكومات إذا أرادت أن تُنسي قومًا شخصيته، وتجعله لا يفكر في الرفعة، ولا يأبه للمجد والذِّكْر الحسن والعمل الصالح، أنسته تاريخ أجداده، فتمَّ لها ما أرادت من استعباده وتسخيره، كما تُسخَّر الحيوانات العجم في حمل الأثقال ورمي الأقذار.

‫قال العلَّامة ماكس نوردو مجيبًا على هذا السؤال:

‫دخل شعب غازيًا بلاد شعب آخر، فلم يطرده منها بتاتًا، بل بقيت مئات من الشعب المغلوب بين الشعب الغالب، أو إن الشعب الغالب كان أقل عددًا من المغلوب، فلم يبق منه إلا فئة قليلة، هنالك يشتد التنازع بعد أن كان ساكنًا، فيضطر الشعب الغالب لأن يستجمع آخر قواه ليدفع عنه الشعب المقهور، أو أن يعدمه أدبيًّا بحرمانه من لغته بالقوة الوحشية، اللهم إلَّا إذا نهض الشعب المَغْزُوُّ فجأة مدافعًا عن نفسه فيطرد الغازين خارج بلاده، أو يضطرهم إلى نبذ جنسيتهم.١

‫قال العلَّامة ماكس نوردو مجيبًا على هذا السؤال:

‫دخل شعب غازيًا بلاد شعب آخر، فلم يطرده منها بتاتًا، بل بقيت مئات من الشعب المغلوب بين الشعب الغالب، أو إن الشعب الغالب كان أقل عددًا من المغلوب، فلم يبق منه إلا فئة قليلة، هنالك يشتد التنازع بعد أن كان ساكنًا، فيضطر الشعب الغالب لأن يستجمع آخر قواه ليدفع عنه الشعب المقهور، أو أن يعدمه أدبيًّا بحرمانه من لغته بالقوة الوحشية، اللهم إلَّا إذا نهض الشعب المَغْزُوُّ فجأة مدافعًا عن نفسه فيطرد الغازين خارج بلاده، أو يضطرهم إلى نبذ جنسيتهم.١

إن الجامعات مولعة بالقديم كل الولع، كارهة للجديد أشد الكره، فهي ما برحت متشبثة بالأول تشبُّثَ المُشْرِف على الغرق بحبل النجاة، وهذا ربما كان سبب جرِّه إلى قعر البحر، وجمودها الفطري ليس كرهًا للجديد من حيث إنه جديد؛ بل لأن إقبالها على أمورٍ لا عهد لها بها يدفعها إلى التفكير العميق، وهذا ما لا تطيقه.

فالثورة التي تُقْبِلُ عبارة عن مُعتقَد يُدْبِر.»٤

يغلب على الثورات الكبرى أن تبدأ من أعلى لا من أسفل، لكنه بعد أن يتملص الشعب من قيوده تصير مديونة بقوتها إلى جماهيره من العامة.

تعريف الثورة‏

‫تطلق كلمة الثورة إطلاقًا عامًّا على كل الانقلابات الفجائية في المعتقدات والآراء والمذاهب، أو التي تظهر كذلك.

‫فمن همجية إلى حضارة وراء معتقد كمالي، ومن حضارة إلى انزواء فموت مع اضمحلال هذا المعتقد، ذلك مدار حياة الأمم، ولا تنفع حيلة في معتقد رسخ في النفوس!

‫إذا تم فقدان الغاية الكمالية تم فقدان الأمة،

فليس للإيمان عدوٌّ إلا الإيمان

ليس التاريخ إلا سرد الوقائع التي قام بها البشر في متابعتهم غايتهم الكمالية.

‫غوستاف لوبون

إن المدنية ترقق العادات وتربي الفكر، لكنها لا توسِّع الغرائز الحربية ولا تنميها، فتهيئ سقوط الممالك

لقد أظهر العرب نبوغًا سياسيًّا يندر في غيرهم من معتنقي ديانة جديدة؛ إذ فهم الخلفاء الأولون أن الأوضاع والديانات لا تُلزم بالقسوة، والتاريخ يدلنا بأنهم حيثما دخلوا «مصر وسوريا وأسبانيا» كانوا يعاملون الأهالي برفق، تاركين لهم الخيار بالسير على الشرائع والمعتقدات التي يرغبونها ولا يطالبونهم مقابل محافظتهم عليهم إلا بجزية قليلة بالنسبة للضرائب التي كان يتقاضاها منهم الأسياد السالفون، والخلاصة أن التاريخ لم يرَ تساهلًا كتساهل العرب، ولم يشهد ديانةً كديانتهم في الرقة والتسامح.

وعندي أن الغاية الكمالية هي في رأس عوامل نهضة الأمم؛ إذ إنها تجعل القوى متضامنة متحدة، فقد جمعت الغاية الكمالية التي تمَّت على يد محمد — عليه السلام — العربَ بوثاقٍ وثيق، وكانوا قبل ذلك قبائل مبعثرة يغير بعضهم على بعض، فهذه الضالة أو الغاية الكمالية كانت كافيةً لأن تبعث الحمية في نفوس أتباعها؛ بحيث إنه يهون عليهم الموت في سبيل نصرتها.

وعندي أن الغاية الكمالية هي في رأس عوامل نهضة الأمم؛ إذ إنها تجعل القوى متضامنة متحدة، فقد جمعت الغاية الكمالية التي تمَّت على يد محمد — عليه السلام — العربَ بوثاقٍ وثيق، وكانوا قبل ذلك قبائل مبعثرة يغير بعضهم على بعض، فهذه الضالة أو الغاية الكمالية كانت كافيةً لأن تبعث الحمية في نفوس أتباعها؛ بحيث إنه يهون عليهم الموت في سبيل نصرتها.

الشعر ديوان العرب.

‫لا نستطيع أن نذكر في التاريخ شعبًا وصل إلى الدرجة التي أدركها العرب في تلك المدة الوجيزة؛ فقد أسسوا — من الوجهة الدينية — ديانة من أعظم الديانات السائدة على العالم، وشيَّدوا — من الوجهة السياسية — صروح إحدى الممالك الكبرى التي عرفها التاريخ، ومدَّنوا أوروبا من الوجهة الأخلاقية والعقلية.

‫غوستاف لوبون

❞ تقول إحدى كتابات الهنود المقدسة:

‫إن «الإنسان تبعٌ للفكرة» وإنه «كما يفتكر الرجل يكون»، أو بالأحرى «هو مركب من اعتقاداته، فكما تكون يكون. ❝