يقول صلى الله عليه وسلم"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"..
إن القلب هو الذي يصدر الأوامر بالحركة الإرادية داخل الإنسان،فالقلب بمثابة مركز الإرادة واتخاذ القرار،وما على الجميع إلا تنفيذ أوامره..
وهذا القلب تتجاذبه قوتان:قوة الهوى وما تميل إليه النفس وتشتهي،وقوة الإيمان أو التصديق والإطمئنان بما في العقل من أفكار وقناعات،والأقوى منهما وقت اتخاذ القرار هو الذي يستولي على الإرادة ويوجه القرار لصالحه..
فإن لم يحدث للمعارف والقناعات الموجودة بالعقل اطمئنان وتصديق قلبي بالقدر الذي يقاوم الهوى المضاد لهذه القناعات وينتصر عليه،فإن هذه القناعات لن تترجم إلى سلوك عملي،ومن ثم يصبح كلام المرء وقناعاته في جانب،وسلوكه في جانب آخر..
لا بد من تعانق الفكر بالعاطفة لينشأ الإيمان بإذن الله،ويتجلى هذا الأمر في قوله تعالى"وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم"..
إن تربية القلب الصحيحة تهدف إلى تمكين الإيمان بهذه المعرفة التي أدركها العقل وترسيخها حتى تهيمن على القلب وتقهر الهوى،فيسهل على المرء القيام بأعمال العبودية بصورها المختلفة..
فالقلب هو مصدر الإيمان والعمل مع قوة الإرادة،إذا اطمأن لفكرة وآمن بها فإنها ستتحول إلى سلوك عملي يقوم به الشخص..
المؤلفون > مجدي الهلالي > اقتباسات مجدي الهلالي
اقتباسات مجدي الهلالي
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مجدي الهلالي .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من zakaria elhaddad ، من كتاب
التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم
-
عقل المسلم بحاجة إلى تغذيته بالمعرفة النافعة حتى يكتمل نموه،وتنفتح نوافذه،وتتسع مداركه..
والعلم النافع هو الذي يعرف الإنسان على ربه ويقربه إليه،ويجعله عبدا صالحا يسعى للخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،ويدرك سبل نشر الدين وإيصاله للناس،ويجعله يستخدم كل معلومة أو فكرة لخدمة أمته..
وأما قلب المسلم فهو بحاجة إلى إيمان متجدد حتى يستضيء،وينفتح ويصبح قلبا سليما..
ولا يتمكن له ذلك إلا بالأعمال الصالحة،وإمداده بالإيمان لفك قيود الهوى عنه،وتخليصه من عبودية نفسه،فيسهل على صاحبه إتخاذ القرارات الصالحة النافعة له ولأمته،فعلى المسلم الإجتهاد في حضور القلب وحركته وتأثره بالأعمال الصالحة..
ونفس المسلم بحاجة إلى ترويض وتزكية حتى يسلس قيادها وارتداؤها رداء العبودية لله عز وجل..
والمسلم يزكي نفسه بمجاهدتها على الصدق والأعمال الحسنة،ويجنبها العجب والغرور والإفتتان بإنجازاته،ويستحضر مراقبة الله عز وجل في كل خطوة وينسب الفضل والخير كله لله،وأنه لولا مشيئة الله وعونه لما فعل الإنسان هذا وذاك،تزكية النفس تكون بربطها بقيود الإيمان الحق،الإيمان الذي يرفع صاحبه،وليس الإيمان الذي يبغي به صاحبه مديح الناس وثناءهم..
وحركة المسلم بحاجة إلى توجيه مستمر حتى يكون له أثر نافع في الحياة..
مشاركة من zakaria elhaddad ، من كتابالتوازن التربوي وأهميته لكل مسلم
السابق | 1 | التالي |