هذا الكتاب أضحكني وأبكاني، وأحيانًا في الفصل نفسه. يسرد فيه الكاتب قصصًا من حياته: من طفولته في الحارة، إلى اعتقاله ظلمًا، إلى منفاه. من حكاياته مع أصحابه وعائلته، إلى سهرات وسكرات، خيبات أمل، تساؤلات، وقصص حب من فترات زمنية مختلفة، دون مراعاة للترتيب الزمني، وكأنّه يترك ذاكرته تمشي كما تشاء.
في الخلفية، هناك دائمًا سلطة ما، تحاول السيطرة على الشخصيات، على أجسادهم وخياراتهم، لجعلهم تابعين. سلطة دفعت الكاتب لترك حبيبة وحيدة، واللجوء إلى المنفى، حيث يروي لنا أحداث حياته كما يراها هو. وفي ذلك تمرد على كل محاولات السلطة لترويضه وجعله تابعًا، وكأنّه يقول: لن أكون تابعًا، ما دمت أنا من يروي قصتي.