شتاء الأسود > مراجعات رواية شتاء الأسود

مراجعات رواية شتاء الأسود

ماذا كان رأي القرّاء برواية شتاء الأسود؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

شتاء الأسود - ستيفانيا أوشي, علا سمير الشربيني
تحميل الكتاب

شتاء الأسود

تأليف (تأليف) (ترجمة) 5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    تقييم جودة الترجمة والتحرير والتنسيق:

    ⭐⭐⭐⭐⭐

    لا مجال للشك في جودة الترجمة والتحرير والتنسيق هذه المرة. ملاحظاتي السابقة الخاصة بالجزء الأول ليس لها وجود هذه المرة.

    على صعيد الترجمة فهي رائعة جداً. لا مشاكل من اي نوع سواء كان الجزء المترجم خاص بالشق السياسي ، الاقتصادي والاجتماعي قديماً في ايطاليا. مجهود كبير قدمته المترجمة يستحق الاشادة والدعم بكل تأكيد. كم مهول من التفاصيل والاحداث - اكبر بكثير من الجزء الأول - ارهقني شخصياً في القراءة فما بالك بعملية الترجمة ؟.

    على صعيد التحرير والتنسيق فاختلفت الأمور تماماً عما كانت عليه في الجزء الأول. هنا الفواصل حاضرة طيلة الوقت بين كل حدث والأخر ، مما ساهم في اعلاء جودة تجربة القراءة بشكل كبير.

    -------------------------

    تقييم الرواية:

    * المميزات / نقاط القوة *

    - الشخصيات رائعة جداً من حيث البناء والوصف.

    - السرد ذو ايقاع يتناسب مع الزمن.

    - نهاية اكثر من عادلة.

    -----

    * العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

    - لغة الرواية يغلب عليها النمطية والهدوء.

    -------------------------

    مراجعة الرواية:

    نستكمل رحلة ( آل فلوريو ) مع الابن ( اجنازيو ) والذي سار على الدرب واعلى مصلحة العمل فوق كل اعتبار. شهد الجزء الثاني استخدام سلاحي الاعلام - الصحافة - والسياسة بما يتوائم مع مصلحة العائلة وتوجهاتها.

    على الرغم من زيادة انشطة الأسرة الاقتصادية وتوسعاتها في عهد الابن بما سبب نهضة للجنوب الإيطالي ، لكن في حقيقة الأمر كل هذا كان قائماً على مجهودات فردية لرجال ( فلوريو ) ولم يكن هناك ادنى اهتمام من قِبل الحكومات الإيطالية المتعاقبة والتي لم تكن تستمر كثيراً نظراً للإضطرابات والصراعات السياسية وحركات التمرد من جانب العمال في الجنوب لسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

    اضف الى ذلك تولي اجيال جديدة من العائلة نشأت على الرفاهية والترف ، مسئولية الادارة مما آذن بشتاء طويل ودرامي لأبعد الحدود دخله ( آل فلوريو ) وهذه المرة بلا أمل في ربيع قادم.

    * الفكرة / الحبكة *

    الجزء الثاني استعرض مسيرة العائلة على مدار ٩٠ عاماً تقريباً والتي شهدت تقلبات دراماتيكية عنيفة لأسباب خارجية واخرى داخلية - وهي الأهم - وصاحبة الأثر البالغ على ما آلت اليه الأمور في نهاية المطاف.

    اكثر ما اعجبني هو الطابع الدرامي والادبي الذي اتخذته الاحداث بشكل اكبر من الجزء الاول. ربما كان هذا مقصوداً نظراً لتشعب افرع العائلة ونشاطاتها والاهم زيادة افرادها وتباين شخصياتهم عن الاجيال القديمة المؤسسة.

    كم كبير جداً من الصراعات والافكار والتفاصيل الحياتية التي شهدتها تلك الفترة من حياة العائلة ، والاجمل كان اتساق مسار الأحداث وتطوره مع دخول العالم للقرن ال ٢٠ والثورة الصناعية واندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الثانية لاحقاً.

    اكرر ما ذكرته سابقاً بأن المميز في الحكاية هو مدى قربها من ثقافتنا المحلية مما يجعلها مألوفة للقارىء بشكل كبير جداً.

    * السرد / البناء الدرامي *

    تم تقسيم الجزء الثاني على فترات زمنية كما هو الحال في الجزء الاول وكل فترة قدمت حدث هام يمس العائلة كان له التأثير الأهم على مسيرتها فيما بعد. ايضاً تم الاستعانة بالأمثال الشعبية كعنوان رئيسي لكل فترة بما يعبر عن سير الأحداث.

    لم تتخل الكاتبة عن التركيز على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة كما كان الحال في الجزء الاول ، لكن الشق السياسي هذه المرة له تأثير واضح على الأحداث نظراً للظروف العالمية في تلك الفترة والتي شهدت احداث جسام وعلى رأسها الحرب العالمية الاولى والثانية.

    حافظ السرد كذلك على القفزات الزمنية الواسعة لكن بدون الاخلال بالبناء الدرامي كالمعتاد.

    اهم ما يميز عنصر السرد هذه المرة هو الاحساس العالي بايقاعه. عند دخول مسار الاحداث في القرن ال ٢٠ تتسارع عجلة الزمن حيث الثورة الصناعية على اشدها وظهور الاختراعات والاكتشافات كالسيارات والمحركات والماكينات على سبيل المثال.

    السرد علامة مميزة في الرواية بدون شك.

    * الشخصيات *

    العمود الفقري لروايات الأجيال هي الشخصيات طبعاً. في الجزء الثاني رغم زيادة عددها بشكل ملحوظ لكن هيهات ان تتنازل الكاتبة عن جودة بنائها ورسمها وتفاصيلها الشكلية والمعنوية والنفسية وردود افعالها الخ.

    كل شخصية لها عالمها الخاص حتى لو كانت مجرد وصيفة او خادمة. متعة متكاملة يعيشها القارىء وكأنه يحيا معهم ويتفاعل معهم ويتأثر بهم بل ويحزن عليهم او يغضب من تصرفاتهم وقراراتهم.

    النقطة الهامة في هذا الجزء هو تغير طبيعة الشخصيات مع طبيعة نشأتها والزمن الذي تحيا فيه. بمعنى ؟ في الجزء الأول كان رجال العائلة لا يملكون شروى نقير وعاشوا في فقر مدقع ولم يكن لهم هدف الا العمل طيلة الوقت لصنع اسم يخلده التاريخ. مع توالي الاجيال وخاصة اجيال الاحفاد نجدها تربت على الرفاهية والترف مما كان له انعكاس خطير على مجريات الأمور فيما بعد.

    العنصر النسائي رغم انه حصل على مساحة كبيرة من الاحداث هذه المرة من خلال شخصية ( فرانكا فلوريو ) وانه اكثر من عانى على مدار تاريخ العائلة بأكمله ، لكنه ظل مجرد تابع حيث دوره الاساسي انجاب الوريث الذي سيحمل الراية يوماً ما او المتعة الشخصية للرجل. هذا بديهي طبعاً حيث تغيرت هذه النظرة لاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية والتى انتهت عندها احداث الرواية.

    اكرر ان متعة هذه الرواية في شخصياتها. والاكثر امتاعاً انها اختلفت شكلاً وموضوعاً مع تغير الزمن والنشأة والاوضاع الاقتصادية بشكل عام.

    * اللغة / الحوار *

    لا جديد هنا او اختلاف عن طبيعة الجزء الاول. لغة السرد هادئة على طول الاحداث. يمكن وصفها بالنمطية في هكذا نوع من الروايات. لا شيء مميز ولا شيء يعيبها.

    لغة الحوار كانت افضل قليلاً نظراً لارتباطها بعنصر الشخصيات عصب الرواية. كانت معبرة بشكل أكبر وعكست الحالات المتقلبة للشخصيات من غضب ، حزن ، فرح الخ.

    * النهاية *

    دخلت أسود عائلة ( فلوريو ) في شتاء ابدي بلا ربيع قادم هذه المرة. ربما المثل الشعبي الصقلي ( من لا يفكر في البداية ، يتنهد متحسراً في النهاية ) هو اكثر ما يعبر عن هذه النهاية الدراماتيكية والتي كانت مُستحقة طبعاً.

    دوام الحال من المحال وكما طار طير وارتفع الا كما طار وقع. بعد ١٥٠ عاماً حافلة بالنجاحات والاخفاقات عاشها ( آل فلوريو ) كان لا بد من نهاية. الامر المثير للحزن ان تأتي النهاية من الداخل. لكن هذا هو الحال دائماً عندما يتصور الشخص او المجتمع ان تاريخه القديم الزاهي والذي يبعث على الفخر كفيل باستمراره ونجاته من اي عوائق او مطبات مستقبلية ولا حاجة للتطور وحساب كل شيء بميزان دقيق بما يتوائم مع مستجدات الزمن وتغيراته.

    التاريخ لا يشفع لأصحابه والأمجاد القديمة تصبح اثراً بعد عين.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كنت منتظر هذة الرواية

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1