❞ ي حبيبته
أفروديت في غزّة
وصل إله الشمس في الأسطورة اليونانية أبولو إلى قطاع غزّة، قطع البحر المتوسط وتسلّق الأمواج وقاوم الرياح والعواصف، مُعلناً أنّ العالم كله قد تخلّى عن غزّة، مدينة الحضارات القديمة، التي بُنيت قبل أكثر من 3000 عام ❝
الكتابة بين الجثث : قبلة على جبين غزة
نبذة عن الكتاب
"نكتب بين الجثث، الكتابة هي العين المُحمَّلة بكل ما رأته من كوارث، نكتب بعيوننا المستيقظة دوماً، انظروا في حدقات جثثنا، ترون غزّة من الشمال إلى الجنوب، تروننا أحياء من الجليل إلى النقب كأننا ألف مستحيل، الكتابة تمزق الغلاف الكئيب عن الميت والذكريات، تخرج من سرادق الدفن والنيران وطمس التاريخ، نخرج بالكتابة من العزلة وكآبة الرثاء، ومن المدينة المتشظّية، نجترح بالكتابة كل مشتقات الموت حتى يذوب الموت ويتلاشى، لا نقبل أن ينتهي كل شيء، فالحياة تمضي، الحياة نحن الباقون الذين نواجه آلة الحرب برفض الهزيمة والفناء. نكتب؛ لأنّه حقّاً نقوم من الموت، فكل الثورات والحضارات بدأت بكلمة في قصيدة، أو بيان في مظاهرة، ونمضي إلى أقصى المخيلة، لنا سماء فوق السماء، وجدار بعد الجدار، نمضي إلى الوجود الحر ومطلق الأشياء، نكتب؛ لتصير الكتابةُ لباسَنا الدافئ الواقي للكرامة والمقاومة. نكتب بين الجثث، وسط القهر والرعب، ولكن من يكتب لا يُهزَم، فالحرية الحقّة لا تكون إلا في الموت، فبعض الموت حياة، نكتب كل يوم؛ لنشطب الدمار والنكبات المتسارعة، نزرع الحدائق ونغني للأطفال، نسمعهم في ذواتنا كصوت البحر. نكتب من غزّة باللحم والدم والجوع والعظام الناشفة، قُبْلةٌ على جبين غزّة في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، ما ألذَّ الكتابةَ عندما تكون غزّيّة المَذاق! الكتابة في غزّة تبني مكاناً في المكان، وزماناً في الزمان، الجثة هي الراوي، ومَنْ أجدرُ بالموت من الحكي الآن؟ للموت لسان وعيون باهرة، وقد فاضت الكلمات بالفجيعة، تلك العيون التي تُجيد التحديق في الكارثة، وتُعرّي العالم من الأقنعة كافّة..."عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 219 صفحة
- [ردمك 13] 9789950402935
- طباق للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب الكتابة بين الجثث : قبلة على جبين غزة
مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
الكتاب التاسع والعشرون من العام 2025
الكتابة بين الجثث: قبلة على جبين غزة
عيسى قراقع
تطبيق ابجد
""طريق الباذان سالك، طريق عيون الحرامية مغلق، نشرة إخبارية يومية في وسائل الإعلام الفلسطينية، تتجدد كل ساعة حول أوضاع الطرق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدأت هذه النشرة منذ الحرب الدموية على قطاع غزّة في 7 أكتوبر عام 2023، والتي رافقها حرب أخرى وهجمة شرسة على الضفة الغربية والقدس، وذلك بعزل المدن والقرى، والتجمعات السكانية عن بعضها البعض، وفرض عقاب جماعي شامل على الشعب الفلسطيني، من خلال الاعتداءات والفتيات والمضايقات وحملات الاعتقال الواسعة، الإعدامات والإهانات والاقتحامات والإذلال اليومي، وجعل الحياة كابوسا لا يطاق""
ويأتي كتاب الكتابة بين الجثث للكاتب عيسى قراقع ضمن إصدارات مشروع "يوميّات غزّة" الذي أطلقته "طباق" في سلسلة من الإصدارات الهادفة إلى توثيق حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزّة، ويتعرض لها الشعب الفلسطيني، وحمل الكتاب لوحة الفنان محمد العزيز عاطف ويتكوم من مجموعة حكايات صعبة من الواقع الفلسطيني الصعب في ظل الطوفان.
في تقديمه للكتاب، أشار أمين عام "اتحاد الكتاب الفلسطينيين"، مراد السوداني، إلى أن "هذا الكتاب سيرة غزة وما فيها من مواجع وفواجع، وقصص تنزّ ألماً لا يخبو، وهو بذلك يثبّت في كتاب فلسطين المركّب على البطولات والتضحيات، بطولة المكان وفداحة الخطب، وهذا كتاب جدير يحاول فيه عيسى قراقع أن يصفع العالم بحقّ وحقيقة هذه الفلسطيني وملحمتها الباقية حتى انتصار الشهيد."
الحكايات التي ترويها الجثث عنوان غريب ،صعب لكنه واقع فالجثث هنا لها حكايات أحلام قتلت وسلبت ، جثث الشهداء وقد ملأت الأرض والسماء والعقول ، وهناك حيث لا سفينة ولا ملاذ او مكان امن ، أعاصير النار والقذائف وعواصف الموت في كل مكان ، وهناك تستخدم اللغة بديلاً عن الصراخ ، تبحث عن الكلمات بديلاً للتوابيت ، تكتب وسط الإنفجارات والجثث المتفسخة ، وسط الوحل والمقابر الجماعية ، تكتب في زمن العار والإنحطاط والحثالة ، تكتب بحبر الشقاء والمجاعات والحصار الخانق ، انقراض البشر والعائلات والكفاءات العلمية وانهيار كل شيء
يمسك القلم أصبع مبتور، لأنه فقد كل شيء، بل لم يبقى شيء، قلم من فحم، رجافات، وشهقات وطلقات وسجل للحطام، وأنقاض الخراب، يبدأ القلم بتسجيل سيرة الموت بخط أسود على صفحات الرمل، القذيفة الأولى أصابتك في الرأس فسال حبر الوعي والدم، القذيفة الثانية أصابتك في السؤال الثقافي والإنساني وأنت ترتطم على حافة الهاوية بين الحضور والغياب، القذيفة الثالثة دمرت فيك الزمن القديم محاصراً بين محرقة ومنفى وسجن وقبر.
للجثث ا\ب وحكايات تذوب وتضيع تحت الركام وتجرفها الجرافات ولجان الإعمار وقبور الأرقام والثلاجات الباردة ، و القبور الجماعية ، تحت الإسمنت والحديد ، فكوا قيود الموت عن جثة طفل صغير يحمل دميته القطنية وينام في السرير ، فكوا قيود الموت عن إمرأة تعد فطورها في المطبخ ولا زال غاز الطبخ مشتعلاً ورائحة الملوخية ، فكوا قيود الموت عن درس الحساب في المدرسة الإبتدائية التي إنهارت فوق طلابها في الحصة الثانية ، فكوا قيود الموت عن أسير عذبوه مقيداً ومعصوباً وربطوه بحبل الموت والتعذيب في جحيم المعسكرات الدموية ، فكوا قيود الموت عن جثث مبتسمة لهذه العائلة المبادة المطمورة تحت منزلها المدمر، اكتبوا أدب الجثث ولا تنتظروا أن تقام المتاحف للموت في غزة ، ولا تنتظروا أن يصير أدب الجثث نصوصاً ساحرة..
إن الموت يسيطر علينا، نراه معنا وفينا ليل نهار، يأخذنا إلى البعيد وينفجر فينا، لكن هيمنته تتأتى من خلال إستحالته، نكتب فيتوقف الموت، يفيق الموتى قبل أن يموتوا، نسمعهم ونضمهم، نسمع حديث الصمت لأول مرة فيلتحم الوجود مع الفراغ.
الكتابة بين الجثث ، هي العين المحملة بكل ما رأته من كوارث ، نكتب بعيوننا المستيقظة دوماً ، أنظروا في حدقات جثثنا ، ترون غزة من الشمال إلى الجنوب ، تروننا أحياء من الجليل إلى النقب كأننا ألف مستحيل ، الكتابة تمزق الغلاف الكئيب عن الميت والذكريات ، تخرج من سرادق الدفن والنيران وطمس التاريخ ، نخرج بالكتابة من العزلة وكآبة الرثاء ومن المدينة المتشظّية ، نجترح بالكتابة كل مشتقات الموت حتى يذوب الموت ويتلاشى ، لا نقبل أن ينتهي كل شيء ، فالحياة تمضي ، الحياة نحن الباقون الذين نواجه آلة الحرب برفض الهزيمة والفناء.
بين الجثث، وسط القهر والرعب، ولكن من يكتب لا يُهزم فالحرية الحقة لا تكون إلا في الموت، فبعض الموت حياة، نكتب كل يوم لنشطب الدمار والنكبات المتسارعة، نزرع الحدائق ونغني للأطفال، نسمعهم في ذواتنا كصوت البحر. من غزة باللحم والدم والجوع والعظام الناشفة، قبلة على جبين غزة في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، ما الذّ الكتابة عندما تكون غزية المذاق، الكتابة في غزة تبني مكاناً في المكان، وزمناً في الزمان، الجثة هي الراوي، ومن أجدر بالموت من الحكي الآن، للموت لسان وعيون باهرة، وقد فاضت الكلمات بالفجيعة، تلك العيون التي تجيد التحديق في الكارثة، وتعري العالم من كافة الأقنعة.
نكتب من غزة، نسير بين الجثث، نخرج من بين الجثث، ننام مع الجثث، وكم تعاني الكتابة لتصل إلى قطعة خبز أو قنينة ماء أو كتاب أو ورق، كل شيئ قد إحترق، وكم تتكبد من المشاق لتلملم أشلاءها ولغتها المتفسخة لتصل إلى قبر أو خيمة أو شفق، وها نحن نتخلص من إعياء الجسد بالكتابة، لهذا نكتب بالأنفاس والأرواح ونكون وجهاً لوجه مع الحقيقة، نحن في غزة نمارس فن الموت ونتعلم كيف نموت بكبرياء.
نكتب بين الجثث عن الحب والعشق الصوفي في حنايا القلوب وعناق الجثث، تجتمع الأرض والسماء وتصبح غزة هي المعبد، نجري بين الغارات والصواريخ لنخطف قبلة عن جبين غزة هذا المساء، نعطيها فرصة أخرى لترتيب زفافها وسط طواحين الموت، تلبس أجمل الثياب وهي تستعد للحياة القادمة